في ظل تراجع النشاط الزراعي لكثير من المناطق السعودية عقب تقليص زراعة القمح وما ترتب عليه من آثار سبقت الإشارة إليها, باتت الحاجة ماسة لتوطين الصناعات المتعلقة ببعض المشروعات الزراعية والحيوانية الاخرى بالنظر إلى الإمكانات التصنيعية المتوفرة في المملكة والأرضية المناسبة لذلك وفي ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها الزراعة السعودية, وتقف صناعة الدواجن المحلية مع مثيلاتها من الصناعات الأخرى كواحد من الامثلة التي ستتعرض الرياض بقية الصناعات مستقبلا.. تقف على قمة هرم تلك الصناعات ويبلغ عدد المشروعات المتخصصة في إنتاج الدجاج اللاحم بالمملكة 372 مشروعاً لعام 2008م وتعد منطقة الرياض من أكثر المناطق احتواءً لهذه المشاريع حيث بلغ عددها 109 مشروعات بنسبة 27.1٪ من إجمالي عدد المشاريع بالمملكة كما بلغت الكمية المنتجة بها حوالي 71.9 مليون فروج إلا أنه عدم اكتمال باقي حلقات المواد التشغيلية لصناعة الدواجن والاعتماد على استيراد صيصان جدات الفروج وأمهات دجاج البيض والأدوية واللقاحات البيطرية وتجهيزات حظائر ومشاريع الدواجن يشكل أحد العناصر المؤثرة في تكاليف الإنتاج بصورة أو أخرى وليست تداعيات انتشار مرض إنفلونزا الطيور في بعض البلدان الموردة لصيصان الأمهات والجدات ببعيدة، حيث تم تحديد عدد معين من الدول المسموح بالاستيراد منها والتي ما لبثت أن رفعت أسعار منتجاتها جراء زيادة حجم الطلب عليها. ويعني ذلك أن تكاليف الإنتاج ستكون دائما في صالح البلدان التي تكتمل فيها معظم حلقات صناعة الدواجن التي غالبا ما تتمتع بمناخ بيئي يتناسب مع طبيعة تربية الدواجن، وتنتج بكميات تجعلها تتمتع بالميزة النسبية لسلعة الإنتاج والتي من شأنها تخفيض وحدة تكلفة المنتج التطور في النمط الاستهلاكي للحوم الفروج والذي يتجه إلى تفضيل الإنتاج المبرد الطازج سيكون لصالح المنتج الوطني، حيث إن استيراد هذا النوع من الإنتاج يتطلب أسطول نقل جوي سريع، ما يزيد من التكاليف وسعر البيع. وقد بلغ إجمالي كلفة ما استوردته الدول العربية مجتمعة من مدخلات الإنتاج الرئيسة لصناعة الدواجن في عام 2004م حوالي (2.1) مليار دولار، تمثل تكاليف المواد العلفية منها حوالي 88% وتتساوى في ذلك الدول التي لديها منابع وفيرة للمياه ومسطحات واسعة من الأراضي الزراعة مع تلك التي تعتمد على المياه الجوفية ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، ومن جهة اخرى فإنه من الضروري خلق القنوات التسويقية اللازمة وتنظيم العلاقة بين منتجي الفروج ووحدات الذبح والتجهيز ومراكز البيع بما يحفظ حقوق جميع هذه الأطراف والمستهلك على حد سواء وفق دراسة شاملة اعدتها الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية ووفق الخبير في صناعة الدواجن الدكتور عبدالله الثنيان الذي اضاف: وترجع الزيادة في إنتاج لحوم الدواجن في السنوات الأخيرة إلى انخفاض حدة مرض انفلونزا الطيور والحملات الإعلامية المصاحبة، وإلى زيادة الطلب على لحوم الدواجن لأنها أرخص من مصادر البروتين الحيواني الأخرى، إضافة إلى الاستجابة السريعة لصناعة الدواجن للتقدم التكنولوجي وتربية السلالات الجديدة وفي الوقت الذي يعد من خلاله نشاط إنتاج الدواجن من أهم الأنشطة الاقتصادية الزراعية في المملكة بما يوفره من سلع إستراتيجية هامة في توفير الأمن الغذائي وخلق فرص استثمارية يمكن التوسع في تنميتها خاصة، فإن إنتاج الدواجن يكتسب ميزة نسبية في إنتاج البروتين الحيواني بالمقارنة مع غيره من أنشطة تربية الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء بالنسبة لكميات المياه المستخدمة خاصة في ظل ندرة المياه واتجاه السياسات الزراعية العالمية نحو تشجيع إنتاج وتناول الأغذية الأقل استخداماً للمياه، وان الزيادة في إنتاج لحوم الدواجن في السنوات الأخيرة عائدة إلى زيادة الطلب على لحوم الدواجن لأنها أرخص من مصادر البروتين الحيواني الأخرى، إضافة إلى الاستجابة السريعة لصناعة الدواجن للتقدم التكنولوجي وتربية السلالات الجديدة، فضلا عن أن إنتاج الدواجن يكتسب ميزة نسبية في إنتاج البروتين الحيواني بالمقارنة مع غيره من أنشطة تربية الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء بالنسبة لكميات المياه المستخدمة خاصة في ظل ندرة المياه واتجاه السياسات الزراعية العالمية نحو تشجيع إنتاج وتناول الأغذية الأقل استخداماً للمياه، ولا تختلف صناعة الدواجن في جميع الدول العربية في ذلك وإن كانت الحقيقة المؤكدة أن استقلالية هذه الصناعة في المملكة أفضل كثيراً من غيرها في العديد من الدول العربية.