يحتفظ فنان العرب محمد عبده في خزينته الخاصة بعدة أغان مهمة لم تر النور بعد وظلت حبيسة الأرفف مركونة في الهامش انتظاراً لموعد يطلقها فيه للجمهور. أغان كتبها شعراء كبار ولحنها موسيقيون مهمون وهي ذات مستوى عال أفضل بكثير مما قدمه في ألبوماته الأخيرة، الأمر الذي يقود للسؤال: متى سيطلق محمد عبده سراح هذه الأغاني؟. ومتى سيسمعها الجمهور بشكل رسمي؟. الأمير عبدالرحمن بن مساعد لو حرص فنان العرب على طرح هذه الأغاني فإنه حتماً سيعيد التوازن للساحة الغنائية، كما سيستعيد مكانته بعد "سقطة" أغنية "وحدة بوحدة" التي أساءت لتاريخه، وهنا لا نعرف لماذا يُصر فناننا الكبير على "تهميش" أغان متميزة يمتلكها في أدراجه مفضلاً عليها أغاني أقل مستوى أساءت تاريخه وهزت سمعته الفنية التي ظل يبنيها لأكثر من خمسين عاماً؟. من بين الأغاني المركونة جانباً والتي لم تطرح موسيقياً بشكل رسمي، أغنية "لمن سيفي" والتي طرحت جلسة على آلة العود من كلمات الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وأيضاً أغنية "اخطيت.. يا طيب حظي" من كلمات عبدالرحمن بن مساعد وألحان محمد عبده وتم تسريبها دون أن تطرح رسمياً. وكذلك أغنية "ما هو حب" للشاعر عبدالرحمن بن مساعد وألحان "صادق المشاعر"، والتي تحمل روح التعاونات القديمة المميزة التي جمعت فنان العرب ب"شبيه الريح"، لكن هذا العمل لم ير النور أيضاً. محمد شفيق قبل سنوات صرح فنان العرب عن أغنية للأمير بدر بن عبدالمحسن تحمل عنوان "رماد المصابيح" من ألحان محمد شفيق وأغنية "الدواير" للبدر أيضاً ومن ألحان سراج عمر. وقال بأنه سيقوم بتنفيذها وتقديمها للجمهور في أحد ألبوماته لكن مضت سنوات دون أن يتحقق هذا الوعد. والحال نفسها بالنسبة لأغنية من العيار الثقيل تحمل اسم "الطين" من كلمات الشاعر العربي الكبير إيليا أبو ماضي وظهرت ملحنة على آلة العود فقط إلا أنها نالت التهميش مثل سابقاتها. أما أغنية "يا راحلة" التي كتب كلمات ساري وألحان ناصر الصالح فهي أغنية يعرفها الجمهور الحديث وسمع عنها كثيراً وانتظرها طويلاً دون نتيجة. كل هذا قليلٌ مما تحويه مكتبة فنان العرب والذي يعتقد أنه لو طرح جزءاً منها لأحدث ثورة في الساحة الغنائية السعودية التي تعاني ركوداً إبداعياً منذ سنوات. هذه الأعمال "الفنية" الجميلة كانت ضحية للاتجاه الرأس مالي الذي غزا صناعة الأغنية مما أطاح بالعمل الفني المحترم وجعله حبيس الأرفف المهملة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح محمد عبده في إنتاج هذه الأعمال ويفسح لها المجال لتكون بمثابة مسك الختام لمسيرة فنية حافلة بالإبداع والتألق؟. محمد عبده