تعتمد "بعض" الدول على المعارض في صناعة اقتصادها.. و"بعض" المدن في عدد من دول العالم تعد بوصلة عالمية في صناعة المعارض والمؤتمرات ينتظر جداول معارضها ومؤتمراتها المهتمون في العالم ويضبطون إجازاتهم بما يتوافق معها.. وتشكل تلك الصناعة وما يلحق بها مكونا اقتصاديا ضخما يوازي تلك المكونات الطبيعية مثل البترول والغاز وما شابهها. وللحق فنحن دولة "مقصرة" جدا في صناعة المعارض والمؤتمرات بل إن بعض قطاعاتنا الحكومية تشكل حجر عثرة أمام هذه الصناعة وهناك من لا يقتنع "أصلا" بأهمية وجودها مع أنها "في حال حسن إدارتها " يمكن أن تمثل مكونا اقتصاديا هاما للوطن توجد من خلالها الكثير من مجالات العمل الاقتصادية وتوفر من خلالها الكثير من الفرص الوظيفية التي يحتاجها شباب الوطن.. كما يمكن أن تكون أحد عوامل بناء الصورة الذهنية "الحقيقية" الإيجابية عن الوطن.. ولعل في إلحاق هذه الصناعة بالهيئة العامة للسياحة والآثار ولما يوجد لدى الهيئة من طموحات عالية مع تخطيط سليم ومنهجية عملية واضحة سيساهم بحول الله في تنشيط هذه الصناعة الاقتصادية الثقافية المهمة. ومما يحفز أكثر على توقع مستقبل تطويري لهذه الصناعة من خلال إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار عليها هو ما يعرف دوما عن أعمال الهيئة من تخطيط سليم وقواعد صارمة وعمل انضباطي واع يستطيع دوما ضبط الأعمال والمهام الملحقة بالهيئة ولعل ما تم من تنظيمات لمواقع الإيواء السياحي بالمملكة يعد أحد أبرز علامات نتائج ذلك العمل المدروس الواعي. وعندما تحتضن جدة " كمدينة سياحية تعد أحد أبرز مواقع الجذب في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات " المنتدى السعودي الأول للمعارض والمؤتمرات بمشاركة أكثر من 800 مشارك ومتحدث متخصص وممارس لهذه الصناعة.. وعندما تشارك قطاعات حكومية وشبه حكومية متعددة ترتبط بمجالات أعمالها تسهيلات هذه الصناعة وعندما يشارك أيضا خبراء في مجالات هذه الصناعة بأوراق عمل تتحدث عن تحليل نقاط القوة والضعف في قطاع المعارض والمؤتمرات بالمملكة إضافة إلى الحديث عن الفرص المتوفرة في هذا القطاع وعندما يتحاور الحضور حول الخطة الخمسية للبرنامج الوطني لهذه الصناعة والذي أعدته الهيئة العامة للسياحة والآثار والذي سيشمل إقامة أكثر من 176 معرضا تجاريا في 11 مدينة سعودية خلال العام القادم فإن توقعات نجاح هذه الصناعة تلوح بالأفق معلنة عن عكس لعقارب الساعة بحيث يتجه الآخر إلينا للمشاركة في معرض أو مؤتمر أو حضوره بدلا من هذه الهجرة الجماعية الضخمة من المهتمين في وطننا إلى الآخر بحثا عن معرض أو مؤتمر يناقش في أحايين كثيرة قضايا تخص اقتصادنا الوطني.. ولعل جهودا من قبل قطاعات الوطن المختلفة تتضافر لإنجاح هذه الصناعة والعمل على توطينها بشكل أفضل بحيث تكون نشاطا سعوديا بحتا يساهم في خدمة اقتصادنا الوطني.