دعت صحيفة "هآرتس" دولة الاحتلال الإسرائيلية إلى التنصل من وزير السياحة الأسبق رحبعام زئيفي، الذي اغتاله فلسطينيون في العام 2001، وإلغاء قانون تخليد ذكراه لأنه كان يدعو إلى ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربيةالمحتلة. وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها "بتصحيح الخطأ وإلغاء قانون تخليد زئيفي، وعلى إسرائيل أن تخجل بأن شخصاً، هذه هي أفكاره، تولى منصباً وزارياً في حكومتها" في إشارة إلى دعوات الترانسفير التي أطلقها زئيفي الملقب زوراً وبهتاناً ب"غاندي". وكانت أقوال وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، دافع الصحيفة إلى كتابة افتتاحيتها، إذ قال إنه "ربما تكون أفكار 'غاندي' قد سبقت زمنها، وتنبه الكثيرون (في اليمين لعدم إمكانية حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني) في السنوات الأخيرة هو الدليل على ذلك". وأدلى يعلون بأقواله خلال مراسم رسمية أقيمت في الكنيست لإحياء ذكرى زئيفي، الذي اغتاله ناشطون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد اغتيال الاحتلال لأمينها العام، أبو علي مصطفى. ورأت "هآرتس" أن المراسم وأقوال يعلون "مثيرة للغضب"، مشيرة إلى أن زئيفي كان "واحدا من بين قرابة ألف إسرائيلي سقطوا في المواجهة العنيفة مع الفلسطينيين في النصف الأول من العقد الماضي، وهو لا يستحق تعاملا أفضل من أي مواطن وجندي قتلوا" في تلك الفترة. وأشارت الصحيفة إلى ماضي زئيفي العسكري، وإلى أنه كضابط برتبة لواء وقائد الجبهة الوسطى العسكرية بين حربي العامين 1967 و1973 كان بين الضباط الاستعلائيين، كما تم حفظ تعامله مع الجنود وخاصة المجندات في الجيش الإسرائيلي، وبعد تسرحه من الجيش كان يتعامل مع أفراد من العالم السفلي والمنظمات الإجرامية في (إسرائيل). لكن أكثر ما أثار حفيظة الصحيفة كان "فكرة زئيفي الفظيعة بترحيل الفلسطينيين إلى خارج المناطق التي احتلتها إسرائيل" وقالت إنه "من الأفضل التنصل من أشخاص مثل زئيفي". وأضافت الصحيفة إن"أغلبية كبيرة في إسرائيل تنصلت من (الحاخام الفاشي) مائير كهانا ولا تفكر في تخليد ذكراه، رغم أنه اغتيل هو أيضا" لافتة إلى أن "زئيفي حظي باحترام تم منحه فقط لواضع فكرة دولة اليهود زئيف هرتسل ورئيس الوزراء إسحق رابين، من خلال تخليد ذكراه بمراسم رسمية وتربية الشبيبة على 'تراثه'". وقالت الصحيفة إن "يعلون، الذي يغازل اليمين الزئيفي (نسبة إلى زئيفي) في الليكود من أجل أن يرث بنيامين نتنياهو، يخون مسؤوليته كوزير دفاع في حكومة تجري مفاوضات سلام بقوله إن 'غاندي' كان على حق. بماذا كان محقا؟ هل كان محقا بمطلبه بترحيل من يتم إجراء محادثات معهم؟". وخلصت الصحيفة إلى أن أفكار زئيفي "لم تسبق زمنها، ومن الأفضل ألا يأتي زمنها، لأن هذا سيكون نهاية الدولة التي تنبأ بها هرتسل وحصّنها رابين وآخرون".