تستشعر الجهات والشركات في الشرق الأوسط بشكل متزايد تأثير التوجه نحو "استخدام الأجهزة الشخصية لأغراض العمل" (BYOD)، حيث لا تجد أقسام تقنية المعلومات مفراً من اعتماد نظم التنقل للتعامل مع الزيادة الهائلة في عدد الأجهزة المملوكة من قبل الموظفين. وتشير تقديرات مؤشر شبكات سيسكو المرئية عن حركة البيانات المتنقلة عالمياً إلى أن عدد مستخدمي الأجهزة المتنقلة في الشرق الأوسط وأفريقيا سيصل إلى ما يقارب 850 مليون بحلول عام 2017، ونظراً لهذا الانتشار الهائل تعتقد سيسكو أن المنطقة تتجه بسرعة إلى مرحلة تتحول فيها جميع الشبكات تقريباً إلى شبكات متنقلة. ويصاحب انتشار ميزات التنقل مجموعة من التحديات نظراً لأن تدفق هذه الابتكارات التقنية أدى إلى تحول ملحوظ في توجهات الموظفين، فقد اعتاد الموظفون العصريون على سهولة استخدام أجهزتهم الشخصية لدرجة أنهم لا يجدون أي سبب يمنعهم من استخدامها لأغراض العمل إلى جانب استخدامها لأغراض الترفيه، كما أن تبني سياسة تتيح للموظفين "استخدام الأجهزة الشخصية لأغراض العمل" أصبح موضوع نقاش ساخن في قطاعات الصناعة المختلفة، وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة لهذه المنهجية الجديدة، إلاّ أنها تتسبب في بعض التعقيدات المتعلقة بمشاكل الأمن الإلكتروني والحاجة إلى مختصين في تقنية المعلومات. ويتمثل التحدي الذي سيواجه منطقة الشرق الأوسط عند اعتماد منهجية "استخدام الأجهزة الشخصية لأغراض العمل" في قدرتها على اعتماد وإدارة إستراتيجية أمنية صارمة، ومع تزايد أعداد الموظفين الذين يستخدمون أجهزتهم لنشاطاتهم الشخصية ولأغراض العمل معاً، تتزايد أيضاً مشاكل احتمال فقدان البيانات الحساسة للشركة وذلك نظراً لتضاؤل سيطرة أقسام تقنية المعلومات، مما سيوجب ضمان عزل وحماية البيانات والتطبيقات الخاصة بها في تلك الأجهزة.