بينت دراسة أمريكية بأن كثرة الحديث عن الذات واستخدام الضمير "أنا" في الكلام يدل على اهتزاز الثقة بالنفس حيث يميل أولئك الأشخاص إلى فعل ذلك لا إرادياً في محادثاتهم مع من يعتقدون بأنهم أعلى منهم شأناً وذلك لأنهم يحاولون أن يختلقوا لأنفسهم عند الآخرين وهماً من علو الذات الزائف. وأوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة "تكساس" بأن هؤلاء الأشخاص أيضاً يكثرون من ترديد "أنا" عند شعورهم بالخوف أو عدم الأمان أو معاناتهم من ألم جسدي أو نفسي. ويقول الدكتور "جيمس بينبيكر" المشرف على هذه الدراسة بأنهم اعتمدوا فيها على تحليل المحادثات التي دارت بين فئات مختلفة من الناس لحساب عدد المرات التي يستخدم فيها المتحدث ضمير المتكلم "أنا" في كلامه حيث ثبت تكرار ذلك بشكل ملاحظ عند الشعور بالدونية وقلة الثقة في النفس والخوف والألم وهو ما يبين عكس الاعتقاد السابق بأن المختالين بأنفسهم ومن عندهم ثقة زائدة بالذات هم من يفعلون ذلك. وفسر الدكتور "بينبيكر" هذا الأمر بقوله بأن من يشعرون بقلة الثقة أو دونية الذات لا يرون إلا أنفسهم في العالم مما يجعلهم يظنون بأنهم محور كل شيء و لذا فهم يحاولون تبجيل ذاتهم وخلق خيال وهمي لأهميتهم في كل محادثاتهم تقريباً بطريقة لا إرادية في معظم الأحيان و هو ما لا يفعله من سلموا من تلك العلة. وبين الدكتور "بينبيكر" بأن استخدام هذا الأمر يكثر عند صغار السن ومن يعانون من الشعور الزائد بالقلق أو المصابين بالاكتئاب والإحباط بالإضافة إلى النساء غالباً فيما يقل ذلك عند الرجال بشكل عام ولكن من أغرب النتائج التي كانت عن هذه الدراسة بأن من يكذبون كثيراً هم أقل الأشخاص استخداماً لضمير المتكلم "أنا" في محادثاتهم بشكل عام.