إذا كان في تاريخ النصر نجوم لا تنسى على مستوى الشخصيات الرياضية والرموز القيادية التي يتصدر قائمتها الرمز النصراوي الخالد الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» فإن على مستوى اللاعبين رموزاً خلدها التاريخ في الذاكرة الرياضية يأتي في مقدمتهم المهاجم والهداف (الفذ) ماجد عبدالله. وعلى مستوى الحراسة يقفز إلى الذهن أولاً اسم الحارس العملاق مبروك التركي (رحمه الله) أحد تلك الرموز التي خلدت اسمها بأحرف من ذهب حيث اشتهر بالفدائية في الذود عن المرمى والشجاعة في مواجهة الخصوم سواء كان في صفوف المنتخب السعودي أو حارساً لمرمى النصر. وللحديث عن قصة التحاقه بفارس نجد ومراحل مشواره الرياضي يقول المؤرخ النصراوي الزميل خالد المصيبيح في حديث للصفحة: بداية الحارس الراحل كما يذكرها أحد أصدقاء مبروك التركي (رحمه الله) وهو لاعب النصر السابق حسن حمران أن التركي اشتهر كحارس مرمى بارع في نادي الصديق بأبها قبل اندماجه مع نادي الفاروق الذي تحول فيما بعد إلى نادي الوديعة ثم أبها حالياً ووصل تألق (مبروك) إلى المسؤولين عن نادي الاتحاد بجدة الذين سارعوا إلى استقطابه ولكن دون أن يسجل رسمياً فتدخل رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود واستطاع نقله إلى الرياض وتسجيله في النصر. (مبروك) بين ميمي وخيري بدأ مبروك مع النصر في العام 1392ه وظل احتياطياً لحارس مرماه السابق جوهر مرزوق وكان يدرب النصر المصري ميمي عبدالحميد الذي لم يمنحه الفرصة للعب أساسياً في مسابقة كأس الملك ثم تولى المدرب السوداني الراحل حسن خيري زمام التدريب في النصر فدفع بمبروك في لقاء هام وقوي لأنه كان يثق بامكاناته وقدراته وذلك أمام الأهلي في جدة في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ولي العهد في 3/8/1393ه والذي انتهى بفوز النصر بفارق الركلات الركنية (8/7) «وهي آخر مباراة تحسم بالركنيات» وتأهل للنهائي أمام الوحدة في ملعب الصبان يوم الجمعة 17/8/1393ه وحقق فيها النصر أول بطولة له على مستوى المملكة. المرحوم مبروك التركي (10) سنوات في حماية عرين النصر بداية بطولات النصر مع التركي بعدها فرض مبروك اسمه على خارطة الفريق الأساسي حامياً للمرمى وظل معه سالم مروان «شفاه الله» كحارسين بعد اعتزال جوهر مرزوق فلم تعد حراسة مرمى النصر تشكل «كابوساً» مرعباً افقدت الفريق العديد من البطولات فشارك مبروك في الفوز بالبطولات المتتالية في تلك الحقبة: كأس الملك وولي العهد عام 1394ه ثم الدوري التصنيفي في عام 1395ه ثم كأس الاتحاد عام 1396ه ثم كأس الملك عام 1396ه ثم وصيف بطل الدوري أعوام 97 و98 و99 وكان يتبادل حراسة المرمى مع سالم مروان ثم اسهم في الفوز بالدوري موسمي 1400ه و1401ه فيما كان آخر مواسمه مع النصر عام 1402ه الدوري المشترك ولم يشارك كثيراً وتوفاه الله عام 1403ه، حيث يذكر حسن حمران بأنه رحمه الله مر بأزمة نفسية لم يعد معها باستطاعته العودة للكرة. أشهر عناوين (مبروك) للعمير: «بحراسة عفريت.. ودفاع تحسيني تعادلنا» احتياطي لأحمد عيد شارك مبروك مع المنتخب السعودي في عدة مناسبات فكانت البداية كحارس احتياطي لأحمد عيد في دورة الخليج الثالثة في الكويت 1974م وحل أساسياً بعد اعتزال أحمد عيد فكان علامة بارزة في تصفيات كأس آسيا في العراق 1975م ثم في دورة الصداقة الدولية أواخر عام 1396ه ثم في دورة الخليج الرابعة في قطر1396ه. كما شارك مع المنتخب العسكري السعودي عام 1395ه مع عدد من اللاعبين كان من بينهم عبدالرحمن بشير «رحمه الله» والصاروخ وخالد سرور ومحسن بخيت وعبدالرزاق أبو داود ومعتوق بصراوي وناجي عبدالمطلوب وغيرهم. موقف لا ينسى أمام قطر وعلى ذكر المنتخب العسكري لا زلت أذكر هذا الموقف وهو عندما التقى المنتخب السعودي العسكري بنظيره القطري في الدوحة وكسب المنتخب السعودي لقاء الذهاب (5/صفر) والتقى المنتخبان إياباً في الرياض بعد أن لعب المنتخب القطري بفريقه الأول كاملاً تحت مسمى «العسكري» وحتى الوقت بدل الضائع كانت النتيجة التعادل سلبياً ليحتسب حكم المباراة ضربة جزاء لمنتخب قطر تمكن مبروك من صدها ببراعة مما دعا الجمهور السعودي إلى أن يردد اسم مبروك كثيراً. آخر مباراة تحسم بالركنيات صعدت بالنصر لنهائي كأس ولي العهد 93ه على حساب الأهلي وعد الجنوبي بالتصدي لركلة الجزاء اشتهر رحمه الله بتصديه لركلات الجزاء فكانت أشهر الركلات التي صدها لسلطان بن نصيب ومعتمد خوجلي ولاعب برازيلي في الاتحاد عام 1400ه والأخيرة يحضرني فيها موقف يدل على «طيبة» مبروك رحمه الله وتسامحه فقد كانت النتيجة (2/1) للنصر وهو يسعى للمنافسة مع الهلال على اللقب وعدم التفريط في النقاط فعندما حاول مدافع النصر محمد الجنوبي إبعاد إحدى الكرات اصطدمت بيده واحتسب الحكم ضربة جزاء ولام مدافعو النصر الجنوبي على ذلك إلا أن مبروك احتضنه وهدّأه وصد ضربة الجزاء ببراعة وحاول عيسى حمدان اعادتها للمرمى ليتصدى لها مرة أخرى منقذاً فريقه من تعادل. أشهر العناوين لعثمان العمير نال مبروك التركي (رحمه الله) العديد من الثناء إعلامياً فكان يحتل مانشيتات الصحف لمناسبات عدة، وأذكر هنا بعضا منها فقد كتب الأستاذ عثمان العمير بعد تعادل السعودية وسوريا سلبياً «بحراسة عفريت ودفاع تحسيني ومهاجم واحد تعادلنا مع سوريا» كما كتبت إحدى الصحف بعد تعادل النصر والاتحاد في جدة الدور الأول عام 1400ه ولعب فيها مبروك أفضل مبارياته: «مبروك النصر.. مبروك). التركي الأول من اليسار في الصف الخلفي بشعار المنتخب مع دابو، هاشم بانة، ماجد، عبدالله السويلم، وجدي مبارك، سالم مروان، شايع النفيسة، صالح النعيمة، درويش سعيد، يوسف خميس، سعود جاسم 1401ه المؤرخ النصراوي خالد المصيبيح حسن حمران مع هاشم سرور 1407ه عبدالرحمن بشير (الغول) والصاروخ في لقاء جمع الهلال بالشباب 1397ه