"الشق أكبر من الرقعة" بهذه الكلمات وصف المدرب السعودي سامي الجابر حال الكرة السعودية خلال ظهوره فضائياً في برنامج (ياهلا) الذي يُعرض على قناة روتانا خليجية، ويديره الاعلامي علي العلياني إذ فتح عددا من الملفات بدءاً من حياته الرياضية لاعبا وصولاً إلى تدريبه في فرنسا ثم قيادة الهلال فنياً مع بداية الموسم الحالي، مشيدا بالدعم الذي حظي به من قبل الإدارة والجماهير الهلالية في الفترة الأخيرة، موضحا ما أثير حول خلافاته مع نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد، وأكد الجابر بأنه لم يتسلم حتى الآن القيمة المتبقية من عقده الأخير الذي جدده في عهد إدارة الأمير محمد بن فيصل، مشيراً إلى أن القيمة المتبقية بلغت مليوني ريال ومسجلة ديناً على نادي الهلال. الجابر بدأ حديثه بقوله: "طموحي لم يتوقف منذ الصغر سواء حلمي في أن أصبح لاعب على مستوى عال مع الهلال الذي أعتبر اللعب له أول نقطة تحول في حياتي، تواجدي مع الزعيم منحني مسؤولية كبيرة بالرغم من صغر سني وذلك بسبب الوهج الاعلامي المسلط عليه، في المجتمع الرياضي لن تجد اثنين متفقين على سامي الجابر فهنالك محب له وآخر لن أقول بأنه حاقد أو كاره بل غير محب وهذا هو ما يدفعني للبحث عن التميز الذي لا يُشترى بل يأتي بتطوير الذات والعمل، عاشرت المدرب البلجيكي جيرتس وتأثرت به وبشخصيته لكنه ليس الشخص الذي دفعني لدخول عالم التدريب، فالتدريب فطرة أو موهبة وليس كل لاعب مميز بإمكانه أن يصبح مدرباً". أديموس أوقع بيني وعبدالله بن مساعد.. ورددت عليه بالبطولات وبكأس العالم وأضاف "هنالك مدربون كانوا يستشيروني عندما كنت لاعباً، فعلى سبيل المثال مدرب المنتخب السعودي البرازيلي كارلوس البرتو وفي المباراة الودية التي جمعتنا مع منتخب انجلترا في ويمبلي استعداداً لنهائيات كأس العالم 98م استعان بي وطلب مني أن أتوقع له تشكيلة منتخب انجلترا، في ذلك الوقت لم يكن هنالك اعلام مثل الآن ولا نقل لمباريات الدوري الإنجليزي وأنا كنت اعرف لاعبين انجليز كثر أمثال شيرر وبيكام وسكول وغيرهم وتوقعت له التشكيلة وتطابقت مع التي لعب بها منتخب انجلترا بنسبة 70 في المئة، ايضاً عندما كنت لاعب الاحظ أن مدرب فريقي قرأ الخصم بشكل خاطئ، بعد أن انتهيت كلاعب أصبح التدريب طموحي وهذا هو قد أصبح مهنتي اليوم". وحول وصف مدرب أوكسير الفرنسي قيرو له بأنه حضر للتدريب مع الفريق كمتطوع قال: "هذا الكلام غير صحيح، ولو حدث ذلك فعلاً فأنا لا أرى بأن فيها شي، كان هنالك لقاء لقيرو وأشاد بقدراتي في التلفزيون الفرنسي وكذلك في الصحف الفرنسية إلا أن الأضواء لم تسلط سوى على الأجزاء التي فيها تقليل مني، كنت ملتزما ببرنامج تدريبي وبمهام معينة، أوكسير كان يعاني هجومياً وكان لدينا المهاجم سنوقو الذي انتقل لأرسنال الإنجليزي وفاز مع منتخبه بكأس العالم، سنوقو كان منقطعاً عن الملاعب سنة ونصف بسبب الإصابة وعملت له برنامجا خاصا مع مدرب اللياقة (الذي انتقل معي للهلال) حتى يعود في أسرع وقت بناء على طب قيرو، في أول مباراة بعد عودته صنع هدف وفي المباراة الثانية سجل سوبر هاتريك وفي الثالثة سجل هاتريك وخلال خمس مباريات أصبح ينافس على لقب الهداف وتقدم اوكسير في سلم الترتيب، قيرو سيتواجد قريباً في الرياض لتقييم عملي بناء على طلبي". وحول علاقته القوية مع رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ودورها في تدريب الهلال قال: "في العالم المتقدم كروياً اللاعب عندما يلعب مواسم طويلة ومباريات دولية كثيرة من الممكن أن يدرب أي فريق في العالم، قضيت 20 عاماً في الملاعب السعودية وشاركت في كأس العالم أربع مرات، في احدى الدورات التدريبية عندما كان المحاضر يقرأ أسماء المشاركين توقف عند اسمي وقال بأن لدينا لاعب لعب في كأس العالم أربع مرات وأكثر من 160 مباراة دولية وتساءل هذا ماذا يفعل هنا؟ من المفترض أن يدرب مباشرة دون الحاجة لأي دورات، حب جماهير الهلال وعلاقتي مع الرئيس هما من وضعاني في هذا المحك الحقيقي، هنالك أناس متخوفين من نجاحي لأن ذلك سيغطي على نجومهم المفضلين، لكن أنا لا أعيرهم اهتمام ولا أنظر لمثل هذه الأمور، البعض يظن بأنه يتوجب علي أن أدرب الفرق الصغيرة ثم أدرب في الفئات السنية وهذا غير صحيح، الخبرة التي اكتسبتها في الملاعب كلاعب وإداري تشفع لي بتدريب الهلال". وأضاف: "أوكسير الفرنسي ليس جسرا ولو لم يتعاقد معي الهلال لما عدت للسعودية، الهلال عشقي وهناك ثقة متبادلة ونعمة من الله أن اكتسب ثقة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي كان خائفا علي أكثر من خوفه على الهلال وهو ما أعطاني شعور بالتعمق والتحدي، علاقتي بالرئيس ليس لها دور إن لم تكن هناك ثقة بيني وبينه، بالنسبة لحديث الأمير عبدالرحمن وادارتي للنادي فهو يقصد ما يخص علاقتي باللاعبين، أما بقية الأمور الإدارية فلا أتدخل فيها أبداً". لا أعلم أن هنالك فرقاً نسائية في السعودية.. ونهاية نور مع الاتحاد صدمة كبيرة وحول اختياره للطاقم الفني المساعد ومايتداول أنه بحث عن مساعدين بأقل تكلفة مادية أجاب بقوله: "أنا أبحث عن نجاحي ولن أختار إلا الطاقم الذي يرفع من مستوى عملي، منذ الصغر وأنا أعرف الهلال جيداً فأي عمل بسيط غير مقنع لن ينجح كون الجودة هي الأهم". وتطرق الجابر لضعف الحراسة والدفاع في الفريق بقوله: "قناعتي ليست مهمة فالأهم هو أن أعمل على تصحيح الأخطاء، في الهلال وجميع الأندية هنالك خلل في الحراسة وخط الدفاع وهذه الحقيقة، لكن الناس تنظر للهلال على أنه مثل لكل الأندية، هنالك حراس ومدافعون يخطئون لكن لا أحد يتطرق لأخطائهم ولا تضخم بعكس الهلاليين، الهلال وجد ليكون نموذجا يحتذى به، الأخطاء جزء من اللعبة ولا استطيع أن أصححها في سبع مباريات فقط، الأوضاع ستتحسن مع الوقت فأنا لا أملك عصا موسى لأغير كل شي في وقت واحد، لا أبرر ولن أعطي أحد فوق قيمته لكن سنصحح الأخطاء مع الوقت". وحول ملف اللاعبين الأجانب قال الجابر: "أنا من أحضرتهم جميعاً وغير ذلك لا صحة له، حتى عادل هرماش أنا من رغبت بعودته واستمراره، في العامين الأخيرين كان الهلال يتأثر إذ غاب لاعب بعكس الآن، الهلال لا يحتمل أن يكون مستوى اللاعب الأجنبي أقل من المحلي، الفريق يحظى بدعم شرفي كبير وأنا محظوظ بهذا الدعم، ما يتداول حول عودة الروماني رادوي من جديد للفريق غير صحيح أبداً فأنا مقتنع بالأسماء الحالية ولم يسبق وأن تحدثت مع رادوي الذي تبقى على عقده مع العين عام، من الممكن أن يكون هنالك من تحدث مع رادوي لكن لن يتم أي شي إلا عن طريقي". ونفى الجابر مايتردد حول خلافه مع نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد، وقال: "الأمير نواف تربطني به علاقة منذ أكثر من 25 عاماً وهي علاقة أكبر من أن تكون بيننا مشاكل، هنالك فرق بين الاختلاف والخلاف، عندما اختلف معك لا يعني أن بيننا خلاف شخصي، فأنا اختلف مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد أيضاً وهو كذلك لكن الاحترام والتقدير موجود بيننا، علاقتي بالأمير نواف بن سعد لا أعتقد بأنها ستخدش بسبب اختلاف في وجهات النظر، واختلافنا بسبب الصلاحيات فأنا من حقي أن اتخذ بعض القرارات بدون العودة للرئيس ولا نائبه". ارفض التخلي عن الهلال وحول تأجيج الجماهير الهلالية على الأمير عبدالله بن مساعد خلال فترة رئاسته عام 2003م قال: "لن أتخلى عن الهلال ولا عن الأميرين عبدالله وعبدالرحمن بن مساعد، منذ أن لعبت وليس هناك أي مدرب ضرني بل أن علاقتي مع جميع المدربين الذين دربوني قوية باستثناء أديموس وهو من خلق تلك الأمور بيني وبين الأمير عبدالله، في عام 2003م حدثت كوارث للفريق لا يتحملها الأمير عبدالله لكن المدرب أديموس أوصلنا لمرحلة كبيرة من الانشقاق خصوصاً وأن الأمير أعطاه كل الصلاحيات، الرئيس كان يحملني 70 في المئة من الإخفاق وأديموس 20 في المئة وهو 10 في المئة، في صيف 2004م جلست مع الأمير عبدالله في مدينة كان الفرنسية ودار بيننا نقاش وتساءلت عن سبب عدم وقوفه معي، فطلب مني أن اثبت بأنني لازلت قادر على العطاء في الموسم التالي وتحديته وعدت فعلاً وتوجت مع الهلال بجميع البطولات وتأهلت مع المنتخب لكأس العالم 2006م حتى أنه كان يتصل بي بعد كل مباراة ويقول بأن نسبة تحملي مسؤولية الإخفاق انخفضت حتى وصلت إلى 20 في المئة، لم أوجه الجماهير ضد الأمير عبدالله بن مساعد، وغضبي كان على المدرب اديموس لأنه كان يعاملني بطريقة غريبة، من أول تدريب حضر فيه كان ينادي اللاعبين الخمسة البارزين بأسمائهم وانا كان يناديني برقم تسعة". وأضاف "الأمير عبدالرحمن بن مساعد زعل مني في فترة لكن أنا لم أزعل منه، الإنسان كم مرة تأتيه فرصة التدريب في أوروبا؟، هل أرفض حتى لا يزعل الأمير عبدالرحمن؟، الفرصة لا تأتي إلا مرة في العمر ومنحني إياها السيد قيرو رغم أن رئيس النادي الفرنسي لم يكن مقتنع وكان يرفض لأني عربي، قبل توقيع أي ورقة مع أوكسير تحدثت مع أحمد محجوب وطلبت منه أن يخبر الرئيس وأن يوصل له الرسالة لأنني لم أتجرأ على أن أكلمه مباشرة تقديراً واحتراماً له". وتطرق سامي الجابر لأناقته التي يظهر بها في دكة احتياط الهلال بعد تسلمه مهمة تدريبه بقوله: "شركة موبايلي احتجت فعلاً على عدم ارتدائي لشعار الشركة لكن الأمير نواف بن سعد تدخل دون أن أعلم وأكد بأنه من حقي أن أرتدي ما أريد مثلما كان يفعل كومبواريه وزلاتكو كونه لا يوجد ما يلزمني في العقد، لم أوقع مع أي شركة لرعاية ملابسي التي أختارها بذوقي أولاً وأخيراً، كلمة مدرب وطني أنا أرفضها، لماذا لا نقول المدرب السعودي؟، هل هي تقليل من شخصية السعودي؟، أن تدرب الهلال فأنت مطالب بأن تكون في أفضل حُلة، الحرية الشخصية لابد ألا تخدش الحياء، هنالك أناس من الصعب ان تقنعهم بتقبل الحرية الشخصية". وحول أوضاع الكرة السعودية قال الجابر: "الشق أكبر من الرقعة، بين يناير 2011م عقب خسارتنا من اليابان بالخمسة في كأس آسيا واليوم عامين والفرق خلالهما أن الكرة السعودية تراجعت أكثر، السعوديون متعلقون بكرة القدم وإذا استمر التراجع سيقل الحضور الجماهيري، التعصب الرياضي ليس ببعيد عن التعصب الديني والقبلي بل أن الرياضي قنبلة موقوتة، لو أراد الأمير نواف بن فيصل أن أوجه له رسالة فسأوجهها بيني وبينه وليس عبر منابر الإعلام التي لا تعالج مثل هذه المشاكل، اين الدراسات والبرامج التي يتحدثون عنها؟، لا يوجد شي معلن". وأضاف "أكره بعض برامج الحوارات الرياضية، لا أبحث عن من يلمعني لأن من يكرهك سيظل كذلك لكن المهنية مطلوبة، نظام تضربني في الزفة وتبوسني في اللفة لا أحبه، لم أود التطرق لموضوع الأمير محمد بن فيصل لكن إلى لآن لم استلم المليوني ريال المتبقية من تجديد عقدي في عهد إدارته، لكنها ضمن ديون الهلال الموجودة ولم أطالب بها ومع الخصخصة ستحل مثل هذه الأمور، تواصلي مع الأمير محمد بن فيصل قليل جداً وعلاقتنا لا يوجد فيها أي شوائب إلا إذا الأمير لديه كلام ثان". وحول تدريبه لأحد الفرق النسائية في السعودية قال الجابر: "كنت في أسبانيا مع عائلتي وجاء الخبر لنا وسألتني زوجتي عن صحته وأخبرتها بأنني لم يسبق وأن حضرت مباراة نسائية ولم أشاهد أي فريق نسائي في السعودية". ووجه الجابر رسائل عدة ل: الأمير عبدالرحمن بن مساعد: وصل لمرحلة يجب أن يرتاح لأنه تعب على مدار خمسة أعوام، الهلال أخذ منه أشياء كثيرة ولابد أن يهتم بصحته وبعائلته، وبحكم قربي منه أتمنى أن يترك الرئاسة، أقول ذلك حباً له. الأمير بندر بن محمد: سأوجه له رسالة قوية ليس على أساس أنه كان معارضا لتدريبي الهلال، الهلال الحقيقي ليس معي كمدرب للفريق الأول بل هو موجود في الفئات السنية التي تدرجت فيها وأعرف قيمتها، ما اشاهده في الفئات السنية ليس هنالك مستقبل في الهلال بعد أربعة أعوام. الأمير محمد بن فيصل: وفيت وكفيت وأعطيت كل ما عندك وغادرت في الوقت المناسب، في أول عامين قدمت للهلال أشياء كثيرة لم يقدمها أحد وخدمته ونقلته نقلة كبيرة. الأمير عبدالله بن مساعد: شخص لن يتكرر في الهلال وأصدق شخص قابلته ونادر وجوده، نختلف أنا وهو كثيراً بل أكثر من اختلافي مع الأمير نواف بن سعد لكن ذلك لا يظهر على السطح. محمد نور: ظاهرة كروية لم أتوقع أن تكون نهايته في الاتحاد بهذا الشكل، النجوم انتقالاتهم مسموحة لكن خروج نور صدمة كبيرة وردة الفعل لن تكون ايجابية للأجيال الموجودة في الاتحاد، لن يكون هنالك لاعب اتحادي لديه ولاء للنادي بسبب ما حدث لمحمد نور الذي صنع تاريخ الاتحاد الحديث. ياسر القحطاني: نجم بكل المقاييس، من يعرف ياسر عن قرب يعرف انه انسان قبل أن يكون لاعب، اختلفنا في بعض الفترات عندما كنت مدير للفريق فهنالك من أعطاه تخيلات بأنني أغار ولا أحب النجوم، بعد تدريبي للهلال انا في حاجته اذا كان في قمة حضوره، وعمله في أول الموسم يذكرني بماشاهدته من ياسر في عام 2007م. ماجد عبدالله: في تاريخي كله منذ بروزي ومقارنتي بماجد عبدالله تربطني به علاقة قوية لكن لم أشعر في يوم أن ماجد حريص عليها، دائماً أبادر وأعرف بأن فارق السن كبير بيننا لكن لابد أن يخرج ماجد مما هو فيه ونستفيد منه أكثر، ليس كل لاعب ممتاز ينفع كمدرب لكن بالتأكيد ماجد لديه شي مميز لابد أن يُستغل وتستفيد منه الكرة السعودية، الأساطير في الكرة السعودية كثر وقصة من قصص الخيال. محمد نور البرتو