إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    إطلاق أول «بودكاست» في المسؤولية المجتمعية    اجتماع قادة الصناعة المالية الإسلامية في اللقاء الاستراتيجي الثاني لمناقشة الابتكار المستدام    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    الفيحاء يواجه العروبة.. والأخدود يستقبل الخلود.. والرياض يحل ضيفاً على الفتح    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    نور الرياض يضيء سماء العاصمة    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    بهدفين في الدوحة| الاتفاق ينفرد بالصدارة عبر بوابة العربي القطري    قمة آسيا للذئاب    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    سعود بن بندر يستعرض إستراتيجية «تطوير الأحساء»    الزميل رابع يحتفل بزفاف إبنه د. صالح    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    إشادة أوروبية بالتطور الكبير للمملكة ورؤيتها 2030    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    60 صورة من 20 دولة للفوتوغرافي السعودي محتسب في دبي    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    «مساعد وزير الاستثمار» : إصلاحات غير مسبوقة لجذب الاستثمارات العالمية    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    مشروعات طبية وتعليمية في اليمن والصومال.. تقدير كبير لجهود مركز الملك سلمان وأهدافه النبيلة    أمير الرياض يرفع الشكر والتقدير للقيادة على إطلاق «مشروع قطار الرياض»    ميقاتي يحذر النازحين من العودة السريعة.. وإسرائيل تعلن اعتقال 4 من حزب الله    وزير الرياضة : 80 فعالية عالمية زارها أكثر من 2.5 مليون سائح    البنيان: رصدنا أكثر من 166 مشروعا تعليميا في 2025    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    هؤلاء هم المرجفون    اكتشاف علاج جديد للسمنة    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيرة العطرة للملك الراحل
نشر في الرياض يوم 15 - 08 - 2005

تميزت شخصية خادم الحرمين الشريفين بتمسكه الصارم بالعقيدة الإسلامية، تمسكاً جعل الكلمات تتضاءل وهي تعبر عن هذه العقيدة الناصعة التي انعكست على وفائه لشعبه، انطلاقاً من حدبه على عقيدته وقد وفر له ذلك رصيداً كبيراً من التأييد غير مسبوق من قبل جعله يسخره لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين وهذا التناغم في الخدمة المزدوجة بين الخدمة في الداخل والخدمة في الخارج انبثاقا من منطق عقدي بحت ويظهر ذلك من المفاتيح القيادية في شخصية خادم الحرمين الشريفين التي تتلخص بايجاز فيما يلي:
أولاً - الهبة الربانية:
لعل أهم أسس فهم المفاتيح القيادية لخادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام داخلياً وخارجياً تكمن في الجانب الديني، ذلك أن شخصية خادم الحرمين الشريفين تستند في الحقيقة إلى هبة ربانية، فلقد سبغ الله سبحانه وتعالى عليه إيماناً راسخاً، جعله يعتمد عليه من صغره، فألهمه الله سبحانه وتعالى حسن التصرف الذي انعكس بعد ذلك على شخصيته القيادية، ويتضح ذلك من قصة المختصر التي وردت في كتاب (الملك فهد بن عبدالعزيز - السيرة والمسيرة عام 1419 ص23) للأستاذ صالح الخريجي.
يروي الكتب قصة المختصر الذي كان للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مجلس خاص يسمى (المختصر) لا يدخله إلا المقربون من الملك عبدالعزيز مثل الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله جميعاً، أما الملك فهد فكان صغير السن ولكنه كان حريصاً على الجلوس قرب والده لذا كان يجلس مع (الخويا) عند باب المختصر فإذا خرج الملك عبدالعزيز أسرع إليه وقبل يديه ولما لاحظ الملك عبدالعزيز تكرار ذلك فسأله عن السبب؟ فأجابه خادم الحرمين الشريفين: بأنه يود أن يكون قريباً منه دائماً، وعندما سمع الملك عبدالعزيز منه ذلك أمره أن يدخل إلى المجلس ويجلس مع المستشارين ويبدي رأيه، بل عهد إليه أيضاً بلقاء زعماء القبائل وحل مشاكلهم فاكتسب خبرة عظيمة في معالجة المشاكل في إطار سماحة الدين الإسلامي التي عكستها عليه شخصية والده الملك عبدالعزيز رحمه الله،
ثانياً - استيعاب خادم الحرمين الشريفين العقيدة الإسلامية:
نهل خادم الحرمين الشريفين من علوم الدين وتشرب الثقافة الإسلامية وتطبع بها منذ التحاقة بمدرسة الأمراء ومواظبته على مجالس العلم والعلماء في ديوانية والده الذي حدبه في الإطلاع على كل ما كتب عن أصول العقيدة وتاريخ الحضارة، فاستوعب خادم الحرمين الشريفين ذلك بيقين ثابت جعله يقول دائماً (من المعروف أن هذه الدولة كيانها وتكوينها قام على العقيدة الإسلامية التي هي الشرف الأكبر والفخر العظيم الذي تعتز به هذه البلاد فالإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب وكلنا يعرف ما تعرضت طيله هذه البلاد من مشكلات بعد هؤلاء الأئمة وما مرت به من تطورات سياسية كانت أو اجتماعية أو اختلالات في توازن القواعد التي أرسيت من قبل هؤلاء الأئمة ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه فما دامت القاعدة الأساسية هي الانطلاق من أجل العقيدة الإسلامية فلابد أن النصر سوف يكون الحليف إنشاء الله.
وهذا ما جاء في كتاب (ملك يبني أمة) ط1 تأليف د. عبدالرحمن أحمد صائغ، والذي عرض في مجلة الشورى س3 ع28 شعبان 1422ه بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم (مجلة الشورى ص64).
ثالثاً - التأثر بأصل النشأة وعمق الاقتداء بالملك المؤسس:
وهذا التأثر قرير في أبعاده، ومرتكزاته، وغاياته، لأنه كان وليد معايشة كاملة لتاريخ أسرة دعوية وملازمة مستمرة لقائد مسيرة التوحيد لذا فإن خادم الحرمين الشريفين عندما يتحدث عن مناقب الملك عبدالعزيز رحمه الله يتحدث حديث المؤمن بها والمدرك لأبعادها الحاضر لكل ما فيها فكأنه هو هو والابن هو الأب ويتضح ذلك فيما أخبر به خادم الحرمين الشريفين في حديثه عن والده والذي نشر في مجلة الشورى العدد الثامن والعشرون - شعبان 1422ه ص66 حيث يقول حفظه الله:
المجال لا يتسع لتعداد مناقب الملك عبدالعزيز الفذة وصفاته الفريدة التي لفتت انتباه الباحثين والمنصفين. ولذا اكتفى بإيراد أبرز مناقب الملك عبدالعزيز وصفاته وهي إيمانه المطلق بالله تعالى وهو إيمان يرجو العون من الله واعتمد عليه في كل شؤونه، وفي جميع الخطابات والكلمات التي تحدث بها رحمه الله. نجد هذه الحقيقة واضحة وساطعة. وهي تفسر في - رأيي - كل عمل أنجزه وكل تصرف أخذ به. فمن منطلق هذا الإيمان نجد أن من الأولويات التي أولاها اهتمامه منذ بدء تأسيس المملكة إقامة شرع الله. وذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة وكان هذا هو أول وأهم ما وجه الملك عبدالعزيز عنايته له. وهو الأساس الذي قام عليه بنيان المملكة منذ توحيدها. بعد هذا نجد أن من أهم صفات الملك عبدالعزيز الحكمة. وهي حكمة فطرية كانت من أهم العوامل في توجيه خطواته. وماذا أقول أيضاً عن مناقب الملك عبدالعزيز وصفاته التي تجمع الإيمان ثم الحكمة نجد الشجاعة وقوة الإرادة والصبر والقدرة على الاحتمال والحلم والكرم. وإضافة إلى ذلك فقد كان قلبه دوماً يخفق محبة وعطفاً على سائر أبناء وطنه وكثيراً ما كان يقول: إنه يعتبر الكبير أباً. والأوسط أخاً. والصغير ابناً. وهذه الرؤية لا تغيب عن بالي أبداً وأبذل الجهل لكي اقتفي أثرها وأسير على خطاها في مختلف مواقع المسؤوليات التي أنيطت بي. لقد كان الملك عبدالعزيز بتوفيق الله. الملك الأعلى والقدوة الحسنة. ورغم صغر سني نسبياً آنذاك فقد كنت مهتماً بتتبع ما يصدر عنه من القول أو الفعل. ومن هنا فإن تأثري بشخصيته كان تأثراً تاماً وعميقاً.
رابعاً - تصوره الدائم لمفهوم العقيدة الإسلامية وأثره على وحدة المسلمين:
يتضح تصوره أعزه الله من خلال كلماته العظيمة التي توضح كيف التحمت العقيدة بأعماق نفسه وعاشت وترعرعت فيها حتى كانت كلماته اعتقاد وعقيدته روح وشيء واحد وفي ذلك يصف العقيدة الإسلامية بتسع صفات وهي:
1 - إنها عقيدة مساواة.
2 - إنها عقيدة بناء.
3 - إنها عقيدة تصحيح.
4 - إنها عقيدة خير وبركة واستقرار.
5 - إنها عقيدة لصالح البشر.
6 - إنها عقيدة الديموقراطية الحقيقية.
7 - إنها عقيدة العمل والنشاط.
8 - إنها عقيدة الحرية الصحيحة.
9 - إنها عقيدة تطبيق.
وسوف نتناول حديثه حفظه الله عن كل وصف من تلك الأوصاف على حدة.
1 - - إنها عقيدة مساواة:
وتجسد ذلك في حديثه لوفود حجاج بيت الله الحرام في يوم الخميس 6 ذو الحجة 1402ه والوارد مقتطفات منه في وثائق للتاريخ ص 32 حيث قال أعزه الله (إن العقيدة الإسلامية لم تفرق بين أحد وآخر ولا بين جنس وآخر إنها عدالة السماء التي أنزلها الله رب العزة والجلالة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم).
2 - إنها عقيدة بناء وهي التطور في ضوء كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
وفي ذلك يقول في نفس الكلمة السابقة ص34 إن العقيدة الإسلامية عقيدة بناء تتطور مع الزمان على أساس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم تنه عن شيء إلا وكان الخير في تجنبه، ولم تأمر بشيء إلا كان الخير في اتباعه، لذا فمهما أريد أن يلصق بها اتهامات فهي بريئة منها وإذا كان هناك نقص أو قصور فهو منا نحن المسلمين وليس من عقيدتنا.
3 - إنها عقيدة تصحيح لمسار الإنسانية:
وفي ذلك تحدث حفظه الله إلى الحجاج بموسم حج عام 1402ه يوم 10 ذو الحجة قائلا: «الحمد لله الذي جمعنا على الإسلام وألف بين قلوبنا حتى أصبحنا اخوة في الإيمان وأكرمنا بخير رسله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخذ بيد هذه الأمة من دياجير الضلال والجهل والظلم إلى نور الحق المبين وجاءنا رحمة مهداة لهذه الأمة ثم تركنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وأكرمنا الله بالعقيدة الإسلامية لتكون محور حياتنا وقطعنا على أنفسنا العهد أن نتحمل مسؤولية الدعوة كأمة مسلمة من واجبها أن تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمون بالله).
وأصبحت مسؤوليتنا بعد ذلك هي العمل على تصحيح مسار الإنسانية ورسم طريق المستقبل لها بهدي من هذه العقيدة السمحة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة وأزال بها جميع الفوارق (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
4 - إنها عقيدة خير وبركة واستقرار:
وفي ذلك يقول خادم الحرمين الشريفين بكلمات تثلج صدور المسلمين في كل زمان ومكان لأنها تصف العقيدة الإسلامية بأنها عقيدة الخير والبركة وأن الالتفاف حولها هو أساس الاستقرار وقد ذكر حديث ذلك في وثائق التاريخ عام 1403 - 1404ه ص69 في كلمة بمناسبة إعلان الميزانية.
حيث يقول: (إخواني.. إن كل ما أود ذكره هو في الواقع ينبع من شيء أساسي هو تمسكنا بعقيدتنا الإسلامية. إن العقيدة الإسلامية هي الخير والبركة والالتفاف حولها هو الأساس والقاعدة الأساسية والمنطلق لهذه البلاد التي أنعم الله عليها بالاستقرار وجعلها مهبطاً للوحي والرسالة العظيمة التي أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وجعل هذه البلاد وأهلها قدوة للإسلام والمسلمين من ذلك التاريخ إلى هذا التاريخ وسوف تسير هذه الدولة بحول الله على القاعدة الإسلامية الشرعية لن تخالفها أبداً لأنها قاعدة سمحة ولم تأمر بشيء إلا والخير فيه ولم تنه عن شيء إلا والشر فيه.
لذلك هذه القاعدة الصلبة التي يمكن بحول الله أن تسير مثلما سارت في السنوات الماضية على أسس وقواعد ثابتة.. أرجو أن يوفقنا الله جميعاً حكومة ومواطنين لما فيه خير وعزة الإسلام والمسلمين).
5 - إنها عقيدة لمصلحة البشر جميعاء:
إن هذا المعنى الكبير في إطار تدفق إيماني في كلامه حفظه الله في حرم جامعة الملك سعود يوم الخميس شعبان 1403ه حيث قال حفظه الله:
نحن في هذه البلاد نفتخر بأننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية وسوف ندافع عنها بالنفس وسوف نجعلها القدوة سواء كان في تشريعاتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم أو في حياتنا اليومية أو الإسلامية أو الشهرية أو السنوية فلذلك المملكة العربية السعودية بالذات عليها واجبات ولها واجبات، عليها واجبات كبيرة بالنسبة للإسلام والمسلمين في أي مكان كان، ولها واجبات على المسلمين أن يقدروها حق قدرها لأنها لا تلتف ولا تنظم إلا ما تقره العقيدة الإسلامية.. العقيدة الإسلامية لم تترك خيراً إلا أبانته ولم تر شراً إلا وأبانته حتى يتجنبه المسلم، العقيدة الإسلامية خلاصة للعقائد السماوية وأتت في مصلحة البشر عموماً ليس فقط الأمة العربية.. إن أكرمكم عند الله اتقاكم ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وهناك آيات عديدة لو أراد الإنسان أن يتلوها يمكن تكون تحصيل حاصل لأن المجتمع الذي نحن فيه مجتمع إسلامي وبالأخص جامعاتنا.
6- إنها عقيدة الديموقراطية الحقيقية (الشورى والرأفة والرحمة):
وفي هذا يقول - حفظه الله - في نفس الكلمة السابقة بكلمات هي أساس بالرد على المستشرقين: إن المواطن السعودي بطبيعة الحال يدرك ادراكاً متكاملاً بأن هناك أناساً يدعون الديمقراطية أو الحرية ولا اعتقد أنه فيه ديمقراطية أو حرية ممكن تعود على البشر بالخير مثل ما في العقيدة الإسلامية من حرية وديمقراطية ورأفة ورحمة وقوة، هي عقيدة تجمع الفضائل وتبعد الإنسان عن جميع الرذائل لذلك نحن فخورون بعقيدتنا وسوف نلتف حولها ونبقى مدافعين عنها مهما كانت الظروف والأسباب، لا نريد الإنصاف إلا من رب العزة والجلال ولكننا لا نهتم بأي حال من الأحوال بمن يريد أن يعكر صفو العقيدة الإسلامية أو صفو التماسك في هذا الوطن أي المملكة العربية السعودية.
7- إنها عقيدة العمل والنشاط:
وتتركز ملامح هذا الاعتقاد في كلمته - حفظه الله - لطلاب وأساتذة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الواردة في وثائق التاريخ ص57-58 حيث قال: بقي شيء واحد هو أن أوجه كلمة قصيرة لطلبة الجامعة الإسلامية هي أن يواصلوا هذا المجهود الخير سواء في ذلك إخواننا الذين قدموا من جميع البلدان الإسلامية أو من السعوديين الموجودين فيها أن يتبصروا في العقيدة الإسلامية التبصر الصحيح، العقيدة الإسلامية والحمد لله أبانت الأمور بشكل غير قابل للنقاش إلا من أراد أن يوهم بأشياء أخرى.. الدين الإسلامي وسط. لا رهينة في الإسلام لأنه يمكن الكثير يعتقد في ناحية التصوف أو النواحي الأخرى التي هي بعيدة عن منطق الإسلام.. هذا هو الإسلام.. بالعكس الإسلام فيه من المرونة والمحبة والتقوى والعمل والجد والنشاط، لم تأمر العقيدة الإسلامية بالكسل أو التكاسل أو التصرف على غير معنى. لأن هذا البلد والحمد لله بلد إسلامي وكل ما أرجوه أن يكونوا رسل البلاد الإسلامية الذين شرفوا المملكة العربية السعودية ورحبت بهم أن يعودوا إلى أوطانهم دعاة للإسلام في الإطار الصحيح.
كلنا نعرف ما أدخل على العقيدة الإسلامية والسبب من المسلمين أنفسهم.. ليس من العقيدة الإسلامية.. العقيدة الإسلامية إلى أن تقوم الساعة وهي في القمة فلذلك أرجو أن ندرك معنى العقيدة الإسلامية ولا نقع فيما وقع فيه غيرنا بواسطة من يريد أن يبعدنا عن مسار العقيدة الإسلامية الصحيح).
8- إنها عقيدة الحرية الصحيحة:
وفي ذلك تحدث حفظه الله بكلمات القاها في جامعة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) في جدة يوم الثلاثاء 18 محرم 1404ه حيث قال:
أعود مرة اخرى وأكرر أن هذه بركة من الله ثم ببركة التمسك بالعقيدة الإسلامية ونحن لا نخشى الا الله ما دمنا معتمدين على رب العز والجلال وهدفنا الرئيس التمسك بالعقيدة الإسلامية.. ولا نخرج عن نطاقها بأي حال من الأحوال مهما كانت الأسباب والظروف والعقيدة الإسلامية فيها جميع ما يريده البشر من العطف والرقة والحنان والقوة جمعت جميع الفضائل وأبرزت لنا المشكلات بشكل واضح جداً وأبرزت لنا المحاسن بشكل واضح فيها الفضيلتان فضيلة الدنيا والآخرة فمن هذه المنطلقات المملكة تعيش في الوقت الحاضر في وضع من أفضل الأوضاع الموجودة في العالم ولو تطرقنا إلى الحرية التي تجيزها العقيدة الإسلامية لوجدنا انها الحرية الصحيحة.
ثم يمضي قائلاً: الحرية الحقيقية هي المستمدة من العقيدة الإسلامية التي أنزلها رب العزة والجلال على نبيه صفوة الخلق.. وهي غير قابلة للتعديل ولا للتبديل وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعمل لدنيانا وان نعمل لآخرتنا بقدر ما نستطيع ونجعله الرصيد الأكبر.
9 - انها عقيدة تطبيق شرع الله:
ومن هنا يتضح غاية العقيدة التي لم تكن لتتجلى لولا انزالها على الواقع وتطبيقها في حياة الإنسان حتى يتجسد المعنى الايماني وتحيى العقيدة لترسم المسار الصحيح وتبقى ما بقي المؤمنين على دينهم وفي ذلك يقول حفظه الله بمناسبة افتتاح مؤسسة الملك (رحمه الله) الخيرية في يوم 24 جماد الاول 1404ه إذا قال: «إذا كان فيه أي أمر مما يمكن أن يفتخر فيه الإنسان انه انتسب إلى هذه البلاد فهي تطبيق شريعة سمحاء.
ومن ما سبق يتجسد معنى الوفاء، وفاء الملك لامة الإسلام وكيف كان للعقيدة الحافز وراء تصرفه لدينه ولامته فالوفاء لا يكون الا بالعقيدة وليست أي عقيدة انما هي عقيدة الإسلام الذي اعز الله به أمته فلا يتنازعه حفظه الله مبادئ مستشرقة أو مستغربة أو علمانية أو مادية أو تشددية أو منعزلة أو طائفية أو مذاهب هدامة بل كان اساسه ونشأته وتربيته دينية بحتة فكانت ذلك نبراساً لم يعد بأن تكون العقيدة هي أساس الوفاء لهذه الأمة التي هي بدورها لا ترتضي الهوان في معتقداتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.