تقول الشاعرة هيفاء بنت فواز: مدري وش اكره فيك وأحب أنا فيك مدري ولكن كل حبك حياتي بكل هذا العناد ، وبكل هذا الإصرار ، يكمن جوهر المرأة التي من طباعها أنها لا تعرف اليأس ، حتى مع عذاب الاشتياق ، والأيام القاسية ، وملل الصبر ، ونفاذ الشدّة .. تقول الشاعرة شوق عبدالله: ياشوق عذبني الوله وأيامي القشرا عناد والصبر ملّ وعافني ولا بقى شده وحيل حتى حين وقت ضخّ المشاعر ، لدى أديبة ما .. تصوّر واقعها لعيون حبيبها ، في أن المهم هو تصوير تلك المشاعر مهما كان الثمن .. المهم هو إرضاء الحبيب: أبكسر الأوزان واجبر خواطركم أحسن ما اكتب بيت مجبور ويكسركم هذا البيت كتبته الشاعرة لينا العجاجي ، مايهم هو إصرار المرأة على إرضاء الحبيب بكامل عنفوانها ، حتى مع اجتياح الهم بكامل ثقله ، تأبى المرأة إلا أن تنازع على وصول فكرتها وبوحها .. تقول شاعرة أخرى: هم مرافقني على طول وياي بيني وبين هموم فكري نزاعي بل أن من سخرية إصرار وعناد المرأة ، أن تستقبل الموت مثل استقبالها للميلاد ، والموت هنا يقابل الفراق ، والميلاد يقابله الوصل ، وفي هذا التعبير قالت إحدى الشاعرات: إن جيتني لبيه وان رحت لبيه يافرحي بموتي وفرحي بميلاد بل أن شاعرة شعبية .. تجمع بين العناد والإصرار بما يشبه اليأس الذي يولّد العناد والإصرار من جديد بشكل نموذجي وشاعري ، حين تحمل من شدّة اليأس بالصدفة في اللقاء في لعبة الحظ التي يلعبها في هذه الحياة ، كما يسير الخيال في مجراه وذلك بتصوير تلك الصدفة تصويراً درامياً: من كثر ياسي منك أحلم بصدفه ياليت اشوفك ساعة الحظ لا طاب اتخيلك بتطل من كل شرفه بين الستاير وجهك وخلف الأبواب قلبي ينادي وين ضحكه وعزفه وين الحبيب اللي له ترف الأهداب ياصاحبي قلبي به اليوم رجفه وباكر اخاف انه على ضلوعنا ذاب هذاك حالي وأنت مبطي تعرفه كل القلوب تذوب فغياب الأحباب وأما الاخرى فلها في تصوير العناد والإصرار شيء لا يتقنه سوى الشاعرات الحقيقيات: تغيب ولا يغيب ذكراك وصدى صوتك يناديني بل أن المرأة مع رفضها للذلّ ، وغدر الزمن ، لا تستغني عن قلب كبير بالحب من رجل كبير الصدق ، وفي هذا تقول الشاعرة موضي الرشيدي: كم رفضت الذل مع غدر الزمان ومطلبي حبٍ مع قلبٍ كبير وهذه تطلب من الرجل أن يتركها في عنادها وإصرارها بين الوهم والخيال الشاعري ، فإما أن تقهر بجموح مشاعرها قوافي الأشعار التي لا تقهر إلا من شاعرة فذّة أو أن تنسى ، وتصمت حين يستدعي الأمر ذلك: سيبني في حياتي بين وهم وخيال ياقهرت القوافي أو تراني نسيت وفي نهاية المطاف ، لنقرأ للشاعره تذكار الخثلان التي عبّرت فيها بصدق عن إصرار وعناد المرأة القويّة : يوم شفتك غنّت جروحي قصيده في خفوقي من ورا شوقي تويق كنهم يوم ابعدوا لارضٍ بعيده في تهاتيه المشاعر والطريق أوقدتني لك وله دمعه جديدة في محاجر زمهريرك والحريق أصبح المسجون حزنه تستزيده والغريب إني لمطلوبك اطيق كل حيٍ يشتكي ممن يريده وانت رغم الغدر لي أوفى رفيق هو حبيبي طير حظي لو اصيده رحت من حلم السعادة ماافيق استشيره هو يبي حبي وازيده كيف ازيده وانا في حبه غريق هو خفوق الرمح ولعمري وريده والمسافة لا بغيته ما تعيق حالفه ماانساه لو قالوا عنيده هو أحد قبلي نسى اصدق صديق لا خطا بالنفد نبته جا جديده كن نبت النفل يفرش له طريق قلتها كملة وقولي مااعيده ذا حبيبي لو تجنا لي عشيق