قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان، امس، إن المشاركة الدولية بالأعباء المالية التي يتحمّلها لبنان جرّاء تدفق النازحين السوريين إليه "مازالت غير كافية". وقال سليمان خلال لقاء عقده امس مع ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولى وسفراء الدول الأوروبية، إن المشاركة الدولية بالأعباء المالية التي يتحمّلها لبنان جرّاء تدفق النازحين السوريين إليه "مازالت غير كافية". وأضاف أن المشاركة في تقاسم الأعباء العددية بدورها "لا تزال رمزية بحيث إن إيواء حوالي 17 دولة لا يزال يقتصر على المئات والآلاف فحسب، ولا يزال المجتمع الدولي يرى صعوبات في توسيع الإيواء داخل سورية مع أن مساحتها هي أكبر ب18 مرة من مساحة لبنان". وتقول إحصاءات غير رسمية إن عدد النازحين السوريين الى لبنان وصل الى أكثر من مليون نازح. بدورها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست، إن "لبنان يعاني بقسوة من وطأة الأزمة السورية على كافة الصعد، وإن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها تبقى أساسية كي يبقى لبنان بمنأى عن النزاع السوري". ولفتت الى أن الاتحاد الأوروبي "يبقى الشريك التجاري الأول للبنان، وأول المانحين له من خلال مبلغ 1.3 مليار يورو موزّعة بين هبات وقروض". وقالت إنه النسبة الى الأثر المالي المباشر للأزمة السورية على لبنان "فإننا وضعنا موضع التنفيذ كل ما يمكن أن يساعد على تلبية الحاجات الملحة للبنانيين واللاجئين عبر المساعدة الإنسانية العاجلة، وكذلك عبر تطوير البنى التحتية والخدمات الأساسية". وأضافت أنه "منذ فترة خصّصت الوكالة الأوروبية الإنسانية 70 مليون يورو إضافية لمساعدة اللاجئين الأكثر عوزاً لقضاء فصل الشتاء". وقالت "بالإجمال، فإن مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قد خصّصوا أكثر من 500 مليون يورو للبنان لمواجهة تداعيات الأزمة السورية على الأرض، والقسم الأكبر من هذه المبالغ أعطيت الى مؤسسات الأممالمتحدة كالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الغذاء الدولي، لكن قسماً كبيراً يعود مباشرة الى الحكومة اللبنانية لتغطية حاجيات العائلات اللبنانية المضيفة في البلديات الأكثر عوزاً". وأشارت الى أن الاتحاد الأوروبي "يواصل الإعداد للمستقبل عبر تشجيع القطاعات المنتجة في الاقتصاد اللبناني والتقاط الفرص التي يمكن لقطاعات جديدة أن تخلقها في مجالي النفط والغاز على سبيل المثال". وتعهّدت بأن يواصل الاتحاد الأوروبي بكافة دوله الأعضاء دعم استقرار لبنان وأمنه ووحدته واستقلاله، مشيرة الى أن الاتحاد الأوروبي يؤيد الدعم الدولي القوي للبنان. في شأن متصل يزور مسؤول امني لبناني كبير دمشق للبحث مع مسؤولين فيها في اطلاق معتقلات سوريات لدى السلطات، مقابل ان تفرج مجموعة من المعارضة السورية المسلحة عن تسعة لبنانيين خطفوا في شمال البلاد منذ ايار/مايو 2012، بحسب ما ذكر وزير الداخلية مروان شربل. ويشكل الافراج عن المعتقلات السوريات مطلباً اساسياً لخاطفي اللبنانيين التسعة. وقال شربل في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العائد لتوه من تركيا، "سيزور سورية بعد ان تسلم من خاطفي اللبنانيين لائحة جديدة بحوالى مئتي اسم لمعتقلين يطالب الخاطفون بالافراج عنهم من السجون السورية مقابل الافراج عن اللبنانيين التسعة". واكد شربل ان السلطات السورية "تتعاون بشكل جيد جدا" في هذه المسألة، موضحا ان الخاطفين كانوا سلموا المفاوضين لائحة اولى تتضمن عدداً اقل من الاسماء وافقت السلطات السورية على اطلاق سراحهم، على ان تتم "عملية التبادل" لدى الافراج عن اللبنانيين. وخطف اللبنانيون، وكلهم من الشيعة - وكان عددهم احد عشر قبل ان يطلق اثنان منهم بعد اشهر- اثناء عودتهم من زيارة حج الى ايران برا عبر تركيا وسورية، على ايدي مجموعة مسلحة اتهمتهم بانهم موالون لحزب الله اللبناني المتحالف مع النظام. ومنذ اللحظة الاولى، اعلنت المجموعة الخاطفة انها لن تفرج عن اللبنانيين قبل الافراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام. وفي التاسع من آب/اغسطس، خطفت مجموعة لبنانية قال القضاء إن بينها افراد من عائلات الرهائن اللبنانيين، على طريق مطار بيروت، طيارين تركيين لا يزالان محتجزين. وقالت المجموعة انها لن تفرج عنهما قبل الافراج عن اللبنانيين المحتجزين في سورية. ومنذ اشهر، تقوم السلطات اللبنانية بمفاوضات من اجل الافراج عن مواطنيها يتولاها اللواء ابراهيم الذي يتنقل بين سورية وتركيا. وبحسب اهالي المخطوفين، تشارك دولة قطر ايضا في هذه المفاوضات وتتواصل مع الخاطفين الموجودين مع رهائنهم في منطقة اعزاز الحدودية مع تركيا، بحسب كل التقارير. وذكرت حياة العوالي، وهي زوجة احد المخطوفين، لإذاعة "صوت لبنان" ان الاسماء التي تتضمنها لائحة الخاطفين تعود في الواقع لمعتقلات، مشيرة الى انه تم الافراج عن ثلاثة منهن قبل يومين من عيد الاضحى هذا الاسبوع. واشارت الى ان عائلات المخطوفين تبلغت من اللواء ابراهيم لدى عودته في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية من تركيا ان "الاجواء ايجابية"، مشيرة الى وجود امل بالافراج عن المخطوفين "خلال ايام". وقال ابراهيم من جهته لصحيفة "السفير" اللبنانية الصادرة امس "بلغنا مرحلة متقدمة جداً، لا بل استطيع القول اننا دخلنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة على صفقة اعزاز".