إن التثقيف الصحي ورفع مستوى الوعي عن امراض القلب له دور كبير في تفادي حدوث جلطات القلب بالأضافه الى تخفيف مضاعفاتها اذا حدثت.. حيث اوضحت الدراسات الطبيه ان حوالي 90% من امراض شرايين القلب يمكن تفاديها وعلاجها بأساليب بسيطه تتعلق بنمط حياة الانسان.. وفي هذا المقال سنعرض لبعض الاخطاء الشائعه التي يقع فيها المرضى عند حدوث الجلطه القلبيه وكيفية تفادي ذلك مستقبلا.. فمثل: 1- أهمال الم الصدر وعدم الالتفات اليه: نرى بعض مرضى الجلطات يتحمل الالم فيأتي الى الطوارئ بعد حدوث الجلطه بأربعه وعشرين ساعه وبعضهم بعدة ايام!! والمشكله في ذلك ان عضلة القلب تتلف كلما طال وقت انقطاع الدم عنها بأنسداد الشريان التاجي.. ولذلك قيل قديما "ان الثواني خلال حدوث الجلطه من الذهب" والحقيقه التي لامراء فيها انها أغلى من ذلك بكثير لأنها تعادل حياة الانسان التي ليس لها ثمن على الاطلاق.. وقد يعزو بعض المرضى ذلك الشعور الى الم في العضلات أو"ريح" في الصدر ويستحيي ان يتصل بالاسعاف "ويطلع مافيه شي"!!.. والنصيحه التي ننصحها لهؤلاء بألاّ يتردد الشخص في الاتصال على الاسعاف ويترك قرار نقله الى المستشفى من عدمه الى فريق الاسعاف المؤهلين في تقييم مثل تلك الحالات.. وألم الصدر الذي يقع خلف عظمة القص على شكل ثقل او حراره او الم يعصر القلب عصرا ويستمر اكثر من خمس دقائق وقد يستمر لساعات عده يخف ويزداد.. وينتقل الى الرقبه والكتف واليد اليسرى او اليمنى او كليهما ويكون عادة مصحوبا بكثرة التعرق وضيق التنفس.. ومن المفاهيم الخاطئه عند البعض ان الالم الذي يتلاشى "يروح" ليس من القلب والحقيقه ان الم القلب من الممكن ان يكون مستمرا او متقطعا لفترات تطول وتقصر وليس بالضروره ان يكون شديدا فقد رأينا عدة حالات خصوصا في كبار السن ومرضى السكري والنساء يكون فيها الالم في بعض الاحيان بسيطا ويهمله المريض ثم يتضح بعد عدة ايام انها كانت جلطه في القلب حسب مايؤكده التصوير النووي والصوتي والتخطيط الكهربائي للقلب.. و"النافذة الذهبية" هي اول ست ساعات من حدوث الجلطه.. لانه يمكن فيها انقاذ عضلة القلب من التلف اما بعد ذلك فكلما طالت المده كلما زادت نسبة التلف في عضلة القلب.. والمشكله في تلف العضله هو فشل عضلة القلب واحتقان الرئتين وتورم القدمين بسبب ضعف اداء عضلة القلب بالاضافه الى زيادة نسبة اختلال الكهرباء البطيني الذي من الممكن ان يؤدي الى الوفيات المفاجأه.. ولذلك فأن الوقايه من كل ذلك بسرعة استدعاء الاسعاف "وليس التوجه الى الطوارئ بنفسك" له دور كبير في حماية عضلة من التلف. 2- عدم اخبار أهلك او من هم حولك بحالتك: هناك بعض الاشخاص لايخبر من حوله عن حالته خوفا على مشاعرهم !! والحقيقه ان ذلك خطأ كبير في حق نفسه ومن حوله : فهو يجب عليه اخبارهم لانه قد يحتاج المساعده منهم في اي لحظه.. وقد يغمى عليه فيحتاج من يكون بجانبه!! وقد يحتاج الطبيب الى تفاصيل عن حالته وصحته وادويته وهو من شدة الالم لايستطيع التواصل بوضوح!! ومن ناحية اخرى من الافضل ان يكون خبر مرضه بالتدرج من ان يتفاجأ الاهل بأتصال من مستشفى يخبرهم بوفاة صاحب الجوال بسبب جلطة القلب!! وقد رأيت أمثلة كثيرة فلك أن تتصور وضع زوجه تتصل على جوال زوجها تسأل عن سبب تأخره؟ وهومنوم في العنايه المركزه وكان أخر ماقل لهم قبل ساعات "رايح اجيب خبز"!! 3- عدم الاتصال على الاسعاف وقيادته لسيارته بنفسه: في دراسه طبيه اجريناها عام 2005 وجدنا ان حوالي 90% من مرضى الجلطات السعوديين يذهبون الى الطوارئ اما بقيادة سيارته بنفسه او عن طريق احد اقاربه !! ولم يتغير ذلك المفهوم بعد ثماني سنوات حيث اجرينا استفتاء على اكثر من 20 الف شخص من العامه ووجدنا ان الغالبيه العظمى85 %يفضلون الذهاب بسياراتهم خوفا من تأخر الاسعاف !! وهنا نقاط لابد من التوقف عندها: اولها ان خلال قيادة الانسان لمركبته اثناء الجلطه الحاده يعرض نفسه وغيره للخطر حيث من الممكن ان يغمى على قائد المركبه فيؤذي نفسه والاخرين من حوله. ثانيا: ان وجود الاسعاف يضمن اعطاؤه الاسعافات الاوليه مثل الاكسجين والاسبرين والتحكم بالالم واعطاءه الصدمه الكهربائيه اذا احتاج الامرومساعدته بالتنفس الصناعي.. الخ بل تطورت خدمة الاسعاف عالميا الى امكانية اعطاء المذيب في الاسعاف قبل الوصول الى المستشفى وكذلك اخذ توجيه الطبيب في الحاله قبل الوصول الى اقرب مستشفى يقوم برعاية مرضى القلب.. فهناك الكثير من المساعده التي من الممكن ان يقدمها طاقم الاسعاف المؤهل لمريض الجلطه الحاده. ثالثا:لابد من استمرارالتعاون بين جميع الجهات ذات العلاقه في تسهيل وتسريع وصول خدمة الاسعاف الى موقع المصاب بالجلطه سواء في منزل او عمل او سوق او مطار.. الخ، كما أن وعي المواطن له دور كبير في تسهيل تلك المهمه وقد اثبتت الدراسات الطبيه ان نسبة المضاعفات الطبيه في الذين يأتون سائقين لمركباتهم الى الطوارئ اكبر بكثير ممن يأتون عن طريق الاسعاف. 4- تأخرعمل تخطيط القلب: كل مريض يأتي للطوارئ بألم في صدره يجب ان يعمل له تخطيط قلب خلال عشر دقائق من دخوله باب الطوارئ وماعدا ذلك فيجب النظر في اسبابه وتفاديها مستقبلا. 5- اعطاء مذيب للجلطه اوعمل قسطره لفتح الشريان التاجي المسدود: على حسب امكانيات المستشفى المتواجد به المريض فيجب ان يعطى مذيب الجلطه خلال 30 دقيقه من دخول باب الطوارئ او 90 دقيقه لفتح الشريان المسدود بالقسطره.. والغالبيه العظمى من مرضى الجلطات الحاده"ارتفاع وصلة س.ت" في منطقة الشرق الاوسط يتم علاجهم بالمذيبات عن طريق الوريد. ادام الله عليكم لباس الصحة والعافية. إن وجود الإسعاف يضمن إعطاء المريض الصدمة الكهربائية إذا احتاج الأمر يجب على الشخص إخبار أهله عند حدوث ألم الصدر لأنه قد يحتاج المساعدة منهم في أي لحظة