عزز النجاح الكبير الذي حققه "معرض الأسر المنتجة" والإقبال من قبل زواره على شراء منتجات "المستثمرات من المنزل"، من طرح التساؤلات حول إيجاد تشريعات مواكبة تؤكد على حضور المرأة في الاستثمار الحرفي والفني والصناعي، تشمل حوافز تدعم مسيرتها في التطوير والتسويق باعتبار ما يقدمنه جزءا من العلامة والصناعة السعودية القابلة للتطوير والمنافسة. وجاءت هذه المطالبات على لسان مستثمرات من المنزل تحدثن من وراء منصاتهن العارضة في المعرض الذي احتضنه مركز معارض الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض مؤخراً، مؤكدات أن منتجاتهن وسواعدهن تملكان من القدرات ما يؤهلهن لينتقلن مباشرة من "الاستثمار في المنزل" إلى "الاستثمار في مصانع ومعامل متخصصة" غير أن شح التمويل والمواقع المهيأة تقف حائلاً دون تحقيق أمانيهن بالانتشار. وكان المعرض الذي نظمته غرفة الرياض ممثلة بمركز الرياض للأعمال الصغيرة والمتوسطة قد فاجأ زواره من الحضور الرسمي والعام بما يتعدى الشكل التقليدي المتعارف عليه لنوعية منتجات هذه الأسر والتي انحصرت في وقت مضى بالمأكولات والمشغولات الشعبية، حيث أفصح تنوع وحرفية المنتجات المعروضة والبالغة أكثر7 أنشطة رئيسية متخصصة يتصدرها الديكور والفنون والملبوسات وصناعة الحلويات والضيافة، عن صورة جديدة لطبيعة وماهية العمل من المنزل، ظهر فيها أن أكثر من 50% من السيدات المشاركات يملكن من التخصص الحرفي والأكاديمي والغربة في التطوير ما يفوق حصر أعمالهن داخل المنزل، غير أن قلة فرص التواجد والمهرجانات العارضة لمنتجاتهن – بزعمهن - جعلهن يدخلن من بوابة ما يعرف ب "الأسر المنتجة". نملك من الاحترافية والتخصص ما يؤهلنا للانتقال من الاستثمار في المنزل إلى الاستثمار في المصنع وتميز المعرض بنقله صورة أوسع أفقاً لجودة وتنوع وابتكارية منتجات المستثمرات من المنزل، وبحسب الحركة الشرائية الكبيرة من زوار المعرض للتزود من منتجات هذه الأسر التي تنبئ عن التنافسية التجارية الكبيرة التي يمكن أن تشغلها منتجاتهن داخل السوق التجاري، فقد فتح ذلك شهية قطاع الأعمال الذي طرق بالفعل أبواب هذه المنتجات عبر عقود تصنيع وتسويق شهدها المعرض فيما بين العارضات وبعض قطاعات تجار الجملة والتجزئة وبعض المصنعين. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قد استبق جميع الآراء بأهمية المعرض في تحوير مفهوم الاستثمار من المنزل وجدواه التجارية والوطنية والاجتماعية، بإعلانه خلال رعايته وافتتاحه معرض الأسر المنتجة عن إنشاء مقر دائم للمستثمرات من المنزل، في قرار استبشرت به سيدات أعمال المنزل، معتبرين القرار نواة حقيقية لقيام الاستثمارات النسائية الصناعية والحرفية بمزيد من الجدوى والتخصصية الصناعية والتجارية. نجوى السليم عرضت مشروعها لصناعة الحلويات المسمى (إن إس سويت)، وتقول "بحكم تجربتي مع زبائني فأملك من الإمكانات ما أنافس به كبريات شركات الحلويات وأسمائها المحلية الشهيرة، لكن ولكوننا لا نحظى بمظلة تدعمنا فمنتجاتنا وابتكاراتنا عرضة للمساومات بأبخس الأثمان بهدف تجيير موهبتنا ومنتجاتنا لأسماء أو محلات معينة، حيث لا سبيل لتسويق منتجاتنا سوى من خلال التسويق الالكتروني أو من خلال معارض أو بازارات يتم تنظيمها مرتين فقط في السنة وهو ما يمنعنا من التوسع والانتشار. وتقول مها الرويس وهي خريجة دراسات إسلامية بتقدير امتياز.. "معرض منتجون" فتح لنا آفاقاً رحبة للتعريف بما لدينا.. ونشكر سمو أمير الرياض على قرار إنشاء مقر دائم لممارسة نشاطنا، ونطالب وزارة التجارة والصناعة بأن تتفاعل مع هذا الدعم وتدخل كشريك أساسي لخدمتنا من مبدأ مسؤوليتها في تمويل وتطوير المنتج الوطني، مشيرة أن هناك من الأعمال ما يستحق أن ينتقل من الاستثمار في المنزل إلى الاستثمار في المعمل أو المصنع إلا أن شح فرص الاستثمار الصناعي النسائي لا تعينها على التطوير. أم عبد العزيز حاصلة على دكتوراه في الطب الأسري تعمل في مشروع (جني الثمار) وتحوي منصة عرضها على آلة تطريز معقدة يتم تشغيلها برمجياً عن طريق الحاسب الآلي وتقول: لمست في بناتي الرغبة في خوض غمار العمل الحر وأنا هنا لرفع معنوياتهن، وهن كغيرهن بحاجة للدعم، حيث لا دور حتى الآن لخدمة هذه الفئة سوى تصاريح تقدمها البلديات ودعم لوجستي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية وغرفة الرياض وهيئة السياحة والآثار، ولدينا طموح في استيراد آلات أكثر تخصصاً وقدرات إلا أن تكاليفها تفوق قدراتنا. وطالبت أم عبد العزيز بتغيير الفكرة النمطية عن المرأة السعودية ومنتجاتها المصنعة، مشيرة أن المعرض وجودة المعروضات وقدرات السعوديات العاملات تفتح المطالبات على مصراعيها بأهمية إيجاد تشريعات مواكبة تحفز المرأة على تطوير وتسويق وتمويل أعمالها، وقالت إن مشروع "الأسر المنتجة" قام بأدوار اجتماعية غاية في الأهمية إلا أن المسمى وطبقاً للنمطية والمفهوم الاجتماعي الذي قامت عليه المسميات فيجب تغييره أو تقسيمه بحسب الفئات وظروفهن وتخصصاتهن. تكدس أمام صرافات النقد داخل معرض الأسر المنتجة