تبدأ في ساعة متأخرة من مساء اليوم (السبت) اجراءات تصعيد أفواج ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم "التروية"، وسط استعدادات متكاملة واستنفار عال من أجهزة الدولة كافة، إذ تحولت العاصمة المقدسة إلى قاعدة عمليات كبرى تقود من خلالها أرفع قيادات الدولة شؤون خدمة وفود الرحمن. ورصدت "الرياض" في جولة ميدانية، استعداد مشعر منى لاستقبال الحشود، إذ تحول إلى مدينة عصرية ربطت بشبكة مواصلات واتصالات وخدمات صحية متكاملة، بينما باشرت مؤسسات الطوافة عبر مكاتبها الميدانية تقديم الخدمات المباشرة لضيوف الرحمن ووضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطط التصعيد إلى المشاعر المقدسة، بعد تأمين حافلات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات، التي أمنت مقاعد لنقل كامل حجاج الجو والبحر البالغ عددهم 1.325.000 حاج. وحرصت خطة التصعيد على أن تجري عمليات نقل الحجاج إلى منى وفق آلية تضمن وصول جميع حجاج بيت الله الحرام بكل يسر وسهولة ومن دون حدوث أي تأخير، بينما جرى تدعيم الحافلات بمرشدين ذوي خبرة ودراية كاملة بكل الطرق والمواقع الخاصة بمساكن الحجاج في مشعر منى وعرفات، للإسهام بشكل مباشر في توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم وإلى إسكانهم بأسرع وقت ممكن. منافذ مكة تعلن حال تأهب قصوى وتنصب 22 نقطة لمواجهة المتسللين ونشرت مكاتب الخدمة الميدانية حافلات النقل على مقار سكن الحجاج منذ وقت مبكر، مع توفير العمالة اللازمة لحمل حقائب الحجاج الى الحافلات، بعد توزيع أساور يد لكل حاج تحوي معلومات السكن في مكة ومنى وعرفة، وأرقام هواتف الخدمات الميدانية التي تقدم الخدمة للحاج، تسهيلاً على الحجاج في الوصول الى مقر سكنهم في حال عدم معرفة بأماكنهم. ويدخل قطار المشاعر المقدسة هذا العام حيز الخدمة بكامل طاقته، لنقل 500 ألف حاج، منظماً بذلك إلى جملة المشاريع العملاقة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. في عضون ذلك، طبقت إدارة المرور خططها للتصعيد، من خلال نشر الفرق الميدانية على الطرق والميادين كافة المتجهة من مكة إلى مشعر منى، لتسهيل حركة سير قوافل الحجيج، وتمكينهم من الوصول إلى مخيماتهم بكل يسر وسهولة، في الوقت الذي أثمر قرار منع الحافلات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في تخفيف العبء على الحركة داخل المشاعر، إضافة الى حجز المركبات المخالفة التي يستخدمها اصحابها في نقل الركاب، فيما سيتم منع دخول الدراجات النارية والسيارات التي لا تحمل تصريحاً من دخول المشاعر المقدسة هذا العام. نظام لقياس كثافة الأماكن الحرجة بمنى مع إنذار مسبق لتفادي تفاقم الزحام وأهابت إدارة المرور بالجميع التعاون مع الإدارة، وتجنب الوقوف نهائياً في الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف والطرق المؤدية إليه، مؤكدة التنسيق المتواصل مع مؤسسات الطوافة في عملية نقل الحجاج إلى منى وعرفات. أما أمانة العاصمة المقدسة فأكملت خططها لاستقبال ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، واضعة خطة تفصيلية للنظافة تركزت فيها الأعمال على مدار الساعة، بعمالة يزيد عددهم على 20 ألف عامل، وحشود من المعدات المختلفة في الانواع والاحجام مع تشغيل الصناديق الكهربائية الضاغطة لتخزين النفايات. وضماناً لنجاح خطة هذا العام في خفض أعداد الحجاج والتصدي للمخالفين والمتسللين، أعدت الجهات الأمنية 22 نقطة لمواجهة الحجاج المتسربين، لمنع الحجاج غير النظاميين من دخول المشاعر المقدسة، فيما شهدت منافذ مكةالمكرمة عبر مداخلها الخمسة حال تأهب قصوى لمواجهة تزايد أعداد الحجاج المتسربين، مع توفير نظام البصمة على تلك المواقع انفاذاً لقرار ترحيل المخالفين ومعاقبة المواطنين المخالفين. أمانة العاصمة المقدسة تحشد 20 ألف عامل وحزمة من المشاريع والمعدات وفي الجانب الرقابي نفذت صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة منذ وقت مبكر جولات رقابية على المحال التجارية كافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، للتأكد من سلامة كل الوجبات الغذائية وصلاحيتها للاستخدام الآدمي لها، إضافة الى تنفيذ جولات متواصلة على مراكز البيع والمطاعم والمخابز والأفران وأخذ عينات من الأغذية والمياه للكشف عليها في المختبرات الخاصة. وانتشرت في الوقت ذاته، فرق الكشافة في العاصمة المقدسة، حيث باشرت إجراء مسح ميداني للتعرف على مواقع مجموعات الخدمات الميدانية لمؤسسات الطوافة ومخيمات حجاج الداخل إضافة إلى مقار بعثات الحج الرسمية. وإن كانت منشأة الجمرات التي نفذت على أحدث طراز بكلفة تجاوزت أربعة مليارات ريال لاستيعاب 500 ألف حاج في الساعة الواحدة، مثلت معلماً بارزاً لحرص الدولة على سلامة ضيوف الرحمن أثناء عملية الرمي، فإن هناك جهات حكومية عدة تشارك في عملية تفويج الحجاج إلى جسر الجمرات، وأبرزها إدارة تنظيم المشاة داخل منظومة قيادة قوات أمن الحج، إذ ينتشر أفرادها في الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات لتنظيم حركة المشاة أثناء توجههم لرمي الجمرات، فيما ينتشر داخل الجسر رجال الطوارىء الخاصة لتنظيم حركة الحشود. ولم تغفل خطة التفويج لهذا العام جانب التوعية، إذ جرى تطبيق نظام المعلومات الارشادي والتوجيهي، الذي ينقسم إلى قسمين، هما: نظام البث التفلزيوني ويتضمن اربع قنوات هوائية تبث من غرفة المراقبة بالجسر إلى مخيمات الحجاج، ونظام معلومات توجيهي على شاشات خارجية تبث من غرفة المراقبة بمنشأة الجمرات إلى شاشات عرض كبيرة، إلى جانب نظام المراقبة من مجموعة من الكاميرات الثابتة والمتحركة الموصلة بغرفة التحكم والمراقبة بنظام عرض حاسوبي يسهل على المستخدم تسلم صور حية للمواقع، وثانيهما نظام قياس الكثافة وهو نظام يقوم بقياس الكثافة في الأماكن الحرجة بمنى ومعدل التدفق مع إنذار مسبق لثلاث مراحل يمكن المستخدم من تفادي الزحام في بدايته قبل تفاقمه. نقابة السيارات هيأت حافلاتها (واس) مشاركة كاملة لقطاعات الدولة في خدمة الحجيج (واس)