تبدأ في ساعة متأخرة من مساء اليوم الثلاثاء الاستعداد لعملية تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط استعدادات متكاملة واستنفار من كافة أجهزة الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي أتمت استعداداتها بمتابعة من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وفي جولة ميدانية ل"الرياض" أبرزت الكلمة والصورة اكتمال مشعر منى وقد تحول إلى مدينة عصرية لم ترتبط بشبكة مواصلات لكنها ربطت أيضاً بشبكة اتصالات وخدمات صحية تمثلت في مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية . وكان للقطاعات الخدمية دور بارز حيث قام أفراد من فرق الكشافة بمسح ميداني للتعرف على مواقع مجموعات الخدمات الميدانية لمؤسسات الطوافة ومخيمات حجاج الداخل إضافة إلى مقار بعثات الحج الرسمية . ومن جهتها قامت مؤسسات الطوافة ومن خلال مكاتبها الميدانية والمعنية بالحجاج بتقديم الخدمات المباشرة للحجاج بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطط التصعيد من مكةالمكرمة الى المشاعر المقدسة ومن خلال تأمين حافلات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات والتي من خلالها تتم عملية تصعيد الحجاج الى مشعر منى وفق آلية تضمن وصول جميع الحجاج الذين يريدون المبيت بمنى بكل يسر وسهولة ودون حدوث أي تأخير كما تم تدعيم الحافلات بمرشدين تم اختيارهم بعناية وهم على دراية كاملة بكافة الطرق والمواقع الخاصة بالحجاج في مشعر منى وعرفات ومن شأنهم الإسهام بشكل مباشر في توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم وإلى إسكانهم بأسرع وقت ممكن. كما قامت مكاتب الخدمة الميدانية بتوزيع الحافلات على مقار سكن الحجاج منذ وقت مبكر وتوفير العمالة اللازمة لحمل حقائب الحجاج الى الحافلات اضافة الى توزيع الأساور على الحجاج والمشتملة على معلومات السكن في مكة ومنى وعرفة وأرقام هواتف الخدمات الميدانية التي تقدم الخدمة للحاج وذلك تسهيلاً على الحجاج في الوصول الى مقر سكنهم في حالة عدم معرفتهم بأماكنهم . وان كانت الخيام المطورة واحدة من المشاريع التي نفذت لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن فإن مشروع جسر الجمرات والذي تجاوزت تكلفته أربعة مليارات ريال والذي يدخل الخدمة في هذا العام بكامل طاقاته الاستيعابية التي تصل الى 500 الف حاج في الساعة الواحدة وان كان هذا الجسر بتصميمه الفريد قد برز لسلامة ضيوف الرحمن أثناء عملية الرجم فإن هناك العديد من الجهات الحكومية التي تشارك في عملية تفويج الحجاج إلى جسر الجمرات حيث برزت ادارة خاصة لتنظيم المشاة داخل قيادة قوات أمن الحج وتضم هذه الإدارة التي ينتشر أفرادها في الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات لتنظيم حركة السير أثناء توجههم لرمي الجمرات وان كانت هناك خطط خاصة لتفويج الحجاج على جسر حيث تم الأخذ في الاعتبار بالطاقة الاستيعابية للجسر ولم تغفل خطة التفويج لهذا العام الجانب التوعوي حيث تم تطبيق نظام المعلومات الارشادي والتوجيهي والذي ينقسم إلى قسمين نظام البث التفلزيوني ويتضمن اربع قنوات هوائية تبث من غرفة المراقبة بالجسر إلى مخيمات الحجاج في 700نقطة استقبال كما يتضمن نظام المعلومات التوجيهي على شاشات خارجية تبث من غرفة المراقبة بجسر الجمرات إلى خمس شاشات عرض كبيرة وهناك نظام المراقبة من العديد من الكاميرات الثابتة والمتحركة الموصلة بغرفة المراقبة بنظام عرض حاسوبي يسهل على المستخدم استلام صور حية للمواقع، وهناك نظام لقياس الكثافة وهو نظام يقوم بقياس الكثافة في الاماكن الحرجة بمنى ومعدل التدفق مع إنذار مسبق لثلاث مراحل يمكن المستخدم من تفادي الزحام في بدايته قبل تفاقمه. ومن جانبها قامت ادارة المرور بتطبيق خططها للتصعيد حيث قامت بنشر العديد من الفرق الميدانية على كافة الطرق والميادين المتجهة من مكة الى مشعر منى لتسهيل حركة سير قوافل الحجيج وتمكينهم من الوصول الى مخيماتهم بكل يسر وسهولة واعتمدت خطة المرور هذا العام على منع السيارات التي يقل عدد ركابها عن 25 راكبا من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة فيما سيتم منع دخول الدراجات النارية والتي لا تحمل تصريحاً من دخول المشاعر المقدسة وأهابت إدارة المرور بالجميع التعاون مع الإدارة في عدم الوقوف نهائيا في الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف والطرق المؤدية إليه , مؤكدا أنه تم التنسيق مع مؤسسات الطوافة في عملية نقل الحجاج في يومي التروية والتصعيد إلى منى وعرفة وأكملت أمانة العاصمة المقدسة خططها لاستقبال ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة وقد وضعت الامانة خطة تفصيلية للنظافة تركزت فيها الاعمال على مدار 24ساعة بعمالة يزيد عددهم عن 20الف عامل والعديد من المعدات المختلفة في الانواع والاحجام مع تشغيل العديد من الصناديق الضاغطة الكهربائية لتخزين النفايات. وفي الجانب الرقابي قامت صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة منذ وقت مبكر بجولة رقابية على المحلات التجارية كافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والتأكد من سلامة كل الوجبات الغذائية وصلاحيتها للاستخدام الآدمي لها اضافة الى القيام بجولات متواصلة على البقالات والمطاعم والمخابز والأفران وأخذ عينات من الأغذية والمياه للكشف عليها في المختبرات الخاصة. حافلات مخصصة لنقل الحجاج في أحد شوارع العاصمة المقدسة "عدسة-محمد حامد"