تبدأ في ساعة متأخرة من مساء اليوم الثلاثاء الاستعداد لعملية تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية غداً الاربعاء الثامن من ذي الحجة اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط استعدادات متكاملة واستنفار من كافة أجهزة الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي أتمت استعداداتها بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وفي جولة ميدانية ل "الرياض" رصدت اكتمال مشعر منى وقد تحول إلى مدينة عصرية ربطت بشبكة مواصلات وبشبكة اتصالات وخدمات صحية تمثلت في مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية. ومن جهتها قامت مؤسسات الطوافة ومن خلال مكاتبها الميدانية والمعنية بخدمة الحجاج بتقديم الخدمات المباشرة بضيوف الرحمن بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطط التصعيد من مكةالمكرمة الى المشاعر المقدسة ومن خلال تأمين حافلات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات والتي من خلالها تتم عملية تصعيد الحجاج الى مشعر منى وفق آلية تضمن وصول جميع حجاج بيت الله الذين يريدون المبيت بمنى بكل يسر وسهولة ودون حدوث أي تأخير كما تم تدعيم الحافلات بمرشدين تم اختيارهم بعناية وهم على دراية كاملة بكافة الطرق والمواقع الخاصة بمساكن الحجاج في مشعر منى وعرفات ومن شأنهم الإسهام بشكل مباشر في توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم وإلى إسكانهم بأسرع وقت ممكن. كما قامت مكاتب الخدمة الميدانية بتوزيع الحافلات على مقار سكن الحجاج منذ وقت مبكر وتوفير العمالة اللازمة لحمل حقائب الحجاج الى الحافلات اضافة الى توزيع الأساور على الحجاج والمشتملة على معلومات السكن في مكة ومنى وعرفة وأرقام هواتف الخدمات الميدانية التي تقدم الخدمة للحاج وذلك تسهيلاً على الحجاج في الوصول الى مقر سكنهم في حالة عدم معرفتهم بأماكنهم. المملكة وفرت مشاريع عملاقة بمليارات الريالات لخدمة ضيوف الرحمن ويدخل قطار المشاعر المقدسة في هذا العام بكامل طاقته لنقل 500 الف حاج لينضم الى جملة المشاريع العملاقة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ،حيث كانت الخيام المطورة واحدة من المشاريع التي نفذت لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن فإن منشأة الجمرات والتي نفذت على أحدث طراز والذي تجاوزت تكلفته أربعة مليارات ريال ويستوعب الى 500 الف حاج في الساعة الواحدة وان كان هذا الجسر بتصميمه الفريد قد برز لسلامة ضيوف الرحمن أثناء عملية الرجم فإن هناك العديد من الجهات الحكومية التي تشارك في عملية تفويج الحجاج إلى جسر الجمرات حيث برزت ادارة تنظيم المشاة داخل منظومة قيادة قوات أمن الحج حيث ينتشر أفرادها في الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات لتنظيم حركة المشاة أثناء توجههم لرمي الجمرات وفي داخل الجسر نجد رجال الطؤارئ الخاصة الذين ينتشرون في منشأة الجمرات لتنظيم حركة الحجاج أثناء الرجم. وان كانت هناك خطط خاصة لتفويج الحجاج الى منشأة الجمرات حيث تم الأخذ في الاعتبار بالطاقة الاستيعابية للمنشأة ولم تغفل خطة التفويج لهذا العام الجانب التوعوي حيث تم تطبيق نظام المعلومات الارشادي والتوجيهي والذي ينقسم إلى قسمين نظام البث التلفزيوني ويتضمن اربع قنوات هوائية تبث من غرفة المراقبة بالجسر إلى مخيمات الحجاج كما يتضمن نظام المعلومات التوجيهي على شاشات خارجية تبث من غرفة المراقبة بمنشأة الجمرات إلى شاشات عرض كبيرة وهناك نظام المراقبة من العديد من الكاميرات الثابتة والمتحركة الموصلة بغرفة التحكم والمراقبة بنظام عرض حاسوبي يسهل على المستخدم استلام صور حية للمواقع، وهناك نظام لقياس الكثافة وهو نظام يقوم بقياس الكثافة في الأماكن الحرجة بمنى ومعدل التدفق مع إنذار مسبق لثلاث مراحل يمكن المستخدم من تفادي الزحام في بدايته قبل تفاقمه. من جانبها قامت ادارة المرور بتطبيق خططها للتصعيد حيث قامت بنشر العديد من الفرق الميدانية على كافة الطرق والميادين المتجهة من مكة الى مشعر منى لتسهيل حركة سير قوافل الحجيج وتمكينهم من الوصول الى مخيماتهم بكل يسر وسهولة ومما لاشك فيه أن قرار منع الحافلات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة اثمر في تخفيف العبء على الحركة بداخل المشاعر إضافة الى حجز المركبات المخالفة والتي يستخدمها اصحابها في نقل الركاب ساهم أيضا في سهولة الحركة فيما سيتم منع دخول الدراجات النارية والسيارات والتي لا تحمل تصريحاً من دخول المشاعر المقدسة وأهابت إدارة المرور بالجميع التعاون مع الإدارة في عدم الوقوف نهائيا في الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف والطرق المؤدية إليه، مؤكدا أنه تم التنسيق مع مؤسسات الطوافة في عملية نقل الحجاج في يومي التروية والتصعيد إلى منى وعرفة. وكانت أمانة العاصمة المقدسة قد اكملت خططها لاستقبال ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة وقد وضعت الامانة خطة تفصيلية للنظافة تركزت فيها الاعمال على مدار 24ساعة بعمالة يزيد عددهم عن 20الف عامل والعديد من المعدات المختلفة في الانواع والاحجام مع تشغيل العديد من الصناديق الضاغطة الكهربائية لتخزين النفايات. وفي الجانب الرقابي قامت صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة منذ وقت مبكر بجولة رقابية على المحلات التجارية كافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والتأكد من سلامة كل الوجبات الغذائية وصلاحيتها للاستخدام الآدمي لها اضافة الى القيام بجولات متواصلة على مراكز البيع والمطاعم والمخابز والأفران وأخذ عينات من الأغذية والمياه للكشف عليها في المختبرات الخاصة. وكان للقطاعات الخدمية دور بارز حيث قام أفراد من فرق الكشافة بمسح ميداني للتعرف على مواقع مجموعات الخدمات الميدانية لمؤسسات الطوافة ومخيمات حجاج الداخل إضافة إلى مقار بعثات الحج الرسمية. الباصات امام مقار السكن