لم تُجمع البشرية على شيء يدفع السلوك الإنساني نحو التطور واكتساب المعارف والنهل من بحر العلم والاطلاع والتفكر مثل التعليم. وحيث إن جميع الخطط التنموية لحكومتنا الرشيدة نصت على أن الإنسان هو محورها، فإن الاهتمام بتعليمه تعليما حديثا يمزج مابين المادة العلمية والتدريبية ويراعي مستجدات العلوم والمعارف ويقدمها بطريقة إبداعية تستحث همم الطلاب والطالبات، يأتي في مقدمة المسارات التنموية لأنها موجهة لبناء المواطن. وحيث إني أتشرف بالعمل ضمن فريق عمل الصندوق الخيري الاجتماعي المكلف بمتابعة برنامج المنح التعليمية في شق الطالبات، فإني أعايش مشاعر جوهر ما يحققه التعليم لبناتنا بشكل مستمر في مرحلتي الدبلوم والبكالوريوس، وألمح وأرقب بعيني قصصا وحكايات لطالبات أمسكوا بناصية المعرفة وثابروا على الاطلاع واكتساب العلوم، فكان نصيبهم الجد والاجتهاد والتوفيق، ومنهن كثيرات تخرجن ولله الحمد بتفوق والتحقن بعدد من الوظائف الصحية والإدارية والمالية، واستطاعن الانتقال بحالة أسرهن من الاحتياج إلى العون المباشر من جمعيات خيرية وضمان اجتماعي إلى الاكتفاء بفضل التعلم والتفوق وبعد ذلك الحصول على الوظيفة التي تطمح إليها الفتاة وتحقق فيها كل إبداعاتها نحو تكريس عملها الممزوج بأملها لرسم مستقبل زاهر لها. وتتجلى السعادة في عيوننا وتغمرنا الفرحة الكبرى كفريق عمل للصندوق الخيري الاجتماعي عندما نشاهد تلك الأسرة تحسن دخلهم واكتمل استقرارهم المادي وحققوا اكتفاءهم بعد أن تلقت بناتهم التعليم والتحقن بوظائفهن وألسنتهن تلهج بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) الذي آمن بأن بناء الإنسان في تعليمه وتدريبه وتأهيله هو الرهان الأكبر، فجزاه الله عنا وعن المستفيدين خير الجزاء لإنشائه الصندوق الخيري الاجتماعي ودعمه المتواصل لكافة الأعمال الخيرية المتواصل في وطننا الحبيب وكافة أرجاء المعمورة. * أخصائية برنامج المنح التعليمية بالصندوق الخيري الاجتماعي