ترى كم نستغرق من الوقت لاطفاء محرك السيارة والتقاط مفاتيحها.. عشر ثوان؟ ومع ذلك يتهاون الكثير من الناس في حماية مركباتهم وصغارهم واموالهم لانهم يريدون فقط الهرولة الى بقالة قريبة من اجل قارورة ماء او عصير. فتتكرر مواضيع سرقة السيارات المتوقفة في حالة تشغيل مؤقت, واحيانا دون تشغيل. القضية ببساطة هي عادة ملاحقة افراد عصابة متخصصة لعملاء بنوك او حتى احد بعينه جراء خلاف او اطماع, والصور تأتينا في شكل بعض حوادث السرقة التي تحدث في مدننا وتنشرها الصحف وتتكرر. ولا احد يفسر لماذا لا تنتشر التوعية تلقائيا من فرط تكرارها وكأن كل حادثة هي الاولى من نوعها. غير ان جريمة سرقة سيارة بها طفلة تعتبر مزدوجة مهما كانت حجج الخاطف غير المقنعة. واليوم وقصة اختطاف الطفلة وجدان تنشر بعد ان توقف شقيقها العشريني بها وخرج من السيارة لبضع دقائق كي يبتاع شيئا من البقالة طلت علينا ملامح فتاة مذعورة من صفحات جرائدنا المحلية, ورغم ما تحملته من فزع متوقع اثر الاختطاف المباغت لمن كان في عمرها وعدم فهم ما يجري من حولها, خيل الي ان صدمتها وعدم استيعاب ما جرى ستحمله ذاكرتها لسنوات عديدة قادمة, واسرتها كانت بلاشك في حالة ذعر اكبر وهي لا تعلم ماذا حدث لابنتها الصغيرة. وحتى بعد ان عثرت عليها الشرطة بدا على الصغيرة السهو والحزن – ربما من اثار ما بعد الصدمة – والله وحده يعلم مقدار الخوف الذي تحملته حتى تم العثور عليها. وحسب ما جاء في الخبر المنشور-عكاظ 17203- فان القبض على سارق المركبة جاء بعد ما يقارب 11 ساعة على اختفائها عاشت اسرتها موقفا عصبيا واضناها البحث عنها حيث نجحت دورية سرية في رصد سيارة تطابقت اوصافها مع سيارة شقيق الطفلة وجدان ومتابعتها. التفاصيل تشبه ما يحدث في افلام الجريمة فبعد محاصرة دوريات الامن الخاطف يقوم هو بقفل ابواب المركبة ويضع يده على فم الطفلة مهددا بخنقها! هل يمكن تخيل المشهد والرائي هو ابوها او اخوها او امها؟ وهل يمكن محاولة الوقاية من حوادث مماثلة ربما بايجاد كلمة مرور (باس ورد) كالتي نستخدمها في الكمبيوتر والحسابات البنكية كي لا يقدر اي احد سرقة مركبة حتى وان كانت في حالة تشغيل ومفاتيحها متوفرة؟ قد يكون هذا الحل صعبا في ان نضيف الى قائمة ما يجب ان نتذكره كلمات مرور جديدة غير ان اجمل ما افرزته الحادثة – ان كان هناك اي شيء ايجابي- هو تكاتف المجتمع من اجل العثور على الفتاة الصغيرة ومساندة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في قضية البحث عن وجدان كما ذكر الناطق الاعلامي لشرطة جدة وهي متوقعة من مروءة وشهامة ابناء الوطن. اما عن مسلسل ترك السيارات المتوقفة وهي في حالة تشغيل وبها ركاب لا ندري حقيقة كيف يمكن اقناع السائقين بعدم الركون الى ذلك التعود حيث وجود طالبات المدارس يوميا وامكانية التوقف واردة لنفس الاسباب وحين نسأل لماذا لا يطفىء المحرك يأتي ذكر حرارة الطقس واهمية تشغيل المكيف, بينما في دول الخليج لا ينزل عادة السائق من السيارة حينما يطلب شيئا من البقالة بل ان عامل البقالة هو من يأتيه ليسأله عن طلبه. ربما الاستعانة بهذا التقليد يغني السائقين عن مهمة ترك السيارات في حالة تشغيل والابتعاد عنها داخل بقالة او غيرها من الاماكن.