منذ سنوات لم تخرج أغنية سعودية بالمستوى الفني المتكامل الذي قدمه مؤخراً الفنان والملحن الشاب سالم البحار في أغنيته الطربية الجديدة "ودي أعرف" والتي كانت بمثابة المفاجأة الجميلة التي تعيد الأمل للفن السعودي. الأغنية التي تم بثها عبر الصفحة الشخصية للفنان على الفيس بوك تمثل ما يمكن أن يسمى بالأغنية البديلة التي ينتجها فنانون سعوديون مستقلون غير خاضعين لشركات الإنتاج ولا لمتطلبات السوق ويقدمون من خلال فضاء الإنترنت أعمالاً أفضل مستوى وجمالاً مما يقدمه نجوم الساحة الغنائية المعروفون. وتعتبر أغنية "ودي أعرف" المثال الأوضح لهذا التيار الفني المستقل، بجمال لحنها وعذوبة كلماتها وروحها الطربية التي تنتمي للعصر الذهبي للأغنية السعودية، وقد حققت فور طرحها على الفيس بوك صدى ممتازاً عند الجمهور الذي فوجئ بظهور مثل هذا النوع من الأغاني بعد سنوات طويلة من الرداءة الفنية. مبدع هذه الأغنية الفنان سالم البحار عبر عن سعادته بالنجاح الذي حققته أغنيته "رغم أني لم أنشرها سوى في نطاق ضيق جداً"، مرجعاً الفضل في ولادة العمل لكاتب كلماتها الشاعر اللواء محمد بن شليويح بن عاشق المعروف ب"محمد العاشق"، "وكنت قد تعاونت معه قبل سنوات كملحن في أغنية "صدق الغلا" وأردت أن أثبت له قدراتي الموسيقية وقدمت له لحناً مكبلهاً والآن أتعاون معه مجدداً في أغنية "ودي أعرف"، مبيناً أن الأغنية ولدت أثناء إقامته في جدة "أمام البحر حيث الصفاء والسكون ولد اللحن لهذه الأغنية في إحدى الليالي وقد اتصلت حينها بالشاعر وطلبت منه أن يسمعني قصائده الجديدة فتوقفت طويلاً عند قصيدة "ودي أعرف" وقلت هذه هي التي أريدها وبالفعل مكثت ليلتها على الشاطئ لصياغة لحنها بشكل كامل". وعن اختياره للإنترنت قال البحار إن هذا الفضاء الجديد هو أمل الأغنية السعودية الطربية "لأن الفنان يشعر خلاله بالحرية بتقديم ما يمليه عليه ذوقه الفني ودون اشتراطات مسبقة من أي طرف.. وهذا هو الاختبار الحقيقي للفنان"، شاكراً كل من استمع للأغنية وعلق عليها سلباً أو إيجاباً "كما أشكر صديقي المهندس ناصر غالب الذي كان له فضل في ظهور الأغنية بالصورة التي استمع لها الجمهور".