وجه قائد الحرس الثوري الايراني امس اول تحذير لمسؤول كبير في النظام الى الرئيس حسن روحاني واصفاً اتصاله الهاتفي التاريخي مع نظيره الاميركي باراك اوباما ب"الخطأ التكتيكي". وهذا الانتقاد يعد ايضا خروجا على رغبات روحاني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي اللذين طلبا من قادة جيش النخبة في النظام الابتعاد عن السياسة. وقال قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري لموقع "تسنيم نيوز" الاخباري في اول انتقاد علني لهذا الاتصال التاريخي ان "الرئيس (روحاني) تبنى موقفا حازما وملائما خلال زيارته (نيويورك)، وكما رفض لقاء اوباما كان حريا به ان يرفض ايضا التحدث اليه عبر الهاتف وان ينتظر افعالا ملموسة من جانب الحكومة الاميركية". واعتبر "ان الحكومة يمكن ان ترتكب اخطاء تكتيكية مثل الاتصال الهاتفي، لكن ذلك يمكن اصلاحه". وتابع "اذا لاحظنا اخطاء لدى المسؤولين فان القوات الثورية ستوجه التحذيرات الضرورية"، بدون مزيد من التوضيحات. وهذا الاتصال الذي تم الجمعة في نيويورك بين الرئيسين الايراني والاميركي هو الاول بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية العام 1980. واضافة الى هذا الاتصال التاريخي، ضم اجتماعا غير مسبوق الخميس في نيويورك وزراء خارجية مجموعة الدول الست الكبرى بما فيها الولاياتالمتحدة ونظيرهم الايراني. وقد اعلنوا على اثره استئناف المفاوضات حول برنامج ايران النووي في 15 و16 اكتوبر في جنيف. وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الجنرال امير علي حاجي زاده من جهته عبر الموقع الالكتروني للحرس الثوري انه "لا يمكن نسيان عدوان الولاياتالمتحدة عبر اتصال وابتسامة (لاوباما)". وأضاف ان هذا العدوان "يستمر منذ نصف قرن وحتى لو كانوا يريدون تغييره لا اعتقد ان هذا الامر سيحصل سريعا". في المقابل اعلن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان تأييده لقرار روحاني، معتبرا ان الاتصال الهاتفي يؤشر الى "قوة وعظمة" ايران. واعلن روحاني قبل زيارته لنيويورك وخلالها ان "لديه كامل السلطة" في موضوع المفاوضات النووية مع الدول الغربية، اضافة الى دعم المرشد الاعلى الذي له الكلمة الفصل في الملفات الاستراتيجية. الا انه لم يصدر بعد اي تعليق من قبل المرشد الاعلى بشأن الاتصال بين الرئيسين الايراني والاميركي. في هذه الأثناء وقّع 200 نائب في البرلمان الإيراني على رسالة شكر وتقدير لرئيس بلادهم حسن روحاني على تبيينه "بشكل منطقي" للمواقف الإيرانية في نيويورك. وقال النائب مهرداد لاهوتي لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، إن "هذه الرسالة تأتي تقديرا لرئيس الجمهورية على تبيينه بشكل منطقي لمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نيويورك". وأضاف أن نواب المجلس الذين وجهوا الرسالة وهم 200 من أصل 290 "أعربوا في هذه الرسالة عن شكرهم لرئيس الجمهورية على دفاعه بذكاء عن حقوق الشعب الإيراني في نيويورك". وقال إن هذه الرسالة لم تشر إلى المحادثات الهاتفية بين روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما، وهي لا صلة لها أساساً بهذه المحادثات بين الرئيسين.