أفضل سيناريو مر على الهلال طوال تاريخه في بطولة الدوري بدايته المثالية في هذا الموسم، الفريق يضرب بالثلاثة وبالخمسة في الأربع الجولات الماضية وهذا مؤشر عمل المدرب الذي اختار وفضل الطريقة الهجومية والابتعاد عن التحفظ والتراجع التكتيكي المبالغ فيه، سامي الجابر في كل شوط من أشواط المباريات التي مضت يعطي دروسا ومنهجيات للتعامل مع ظروف المباراة بتدخلاته الفنية وتغييراته الناجحة حتى أعاد شخصية الفريق وهويته الهجومية التي اختفت الموسمين الماضيين بأخذ المبادرة وتشكيل الخطورة على المنافس منذ البداية وفرض أسلوبه وسيطرته حتى وان تأخر في النتيجة يعود بأسرع وقت ممكن نظير منهجيته الرائعة، لاشك ان لاعبي الوسط والهجوم المميزين بالفريق ساعدوه في هذا الأسلوب والنهج الهجومي بحفظ الأدوار وتطبيق تكتيكه وافكاره داخل الملعب، لكن على الرغم من الأداء الهجومي الممتاز إلا ان الهفوات الدفاعية لازالت مستمرة في بعض جزئيات المباريات الماضية وارتباك الحارس وتوقيته الخاطئ في الخروج وهذا يعتبر مصدر قلق للجماهير الهلالية كما ان اللاعب عادل هرماش لم يظهر بصورته المعروفة في الجولات الأربع سواء في المساندة الهجومية أو حتى الدفاعية وعاب عليه التمريرات غير المركزة وقلة حيويته ونشاطه المعروف، ربما يكون هذا المركز هو الأقل عطاء على الرغم من أهميته بالنسبة لأي فريق لأنه يربط بين الخطوط الخلفية والامامية كما ان أدواره مزدوجة لذلك على عادل إعادة حساباته. على النقيض تماماً ظهر المحترف الاكوادري كاستيلو بحالة جيدة جداً في المحور الدفاعي بتمركزه الرائع والتحاماته البدنية وكسب الصراعات ودقة التمريرات ويعتبر كاستيلو إلى جانب هوان والشهراني هم الأبرز في الحالة الدفاعية، سامي يعي هذه النقاط السلبية في الخط الدفاعي حتى وان لم يصرح بذلك وهذا يرجع لثقافة وتعامل المدرب مع لاعبيه وعدم إلقاء اللوم وإيجاد الأعذار كما هو حاصل عند بعض المدربين بتعليق أسباب الضعف الدفاعي على أفراد الفريق وكان الداعم الأول والمحفز الأبرز لهذا الخط سواء في مؤتمراته الصحفية أو حتى مع اللاعبين انفسهم، وحتى لا نكون قاسين ومجحفين على اللاعبين فالخط الدفاعي بأكمله يعتبر جيدا قياساً بدفاعات الاندية الأخرى. سامي لم يتضجر او يضطرب من تلك السلبيات الدفاعية خصوصا بعد تأخر فريقه ففي كل لحظة ظل يعول على الهجوم بتوجيهاته المتقنة ولا ينظر للخلف ثقةً منه في تحقيق الفوز بقوة الهجوم وليس بالتراجع الدفاعي لسد الثغرات حتى عندما يحقق التعادل لا يوعز للاعبين بالعودة إلى الخلف وإقفال المنطقة الخلفية بل ظل يمارس هوايته المعروفة الهجوم ثم الهجوم والتفكير في المكسب أكثر من التفكير في التعادل أو الخوف من الخسارة وشاهدنا ذلك جلياً في مباراة الاتفاق والاتحاد بالتحديد فرغم قوة وسرعة هجوم المنافس إلا ان سامي فرض أسلوبه وحول تلك الطلعات الهجومية للمنافس إلى تحصينات دفاعية اثر المد الهجومي الأزرق وإمكانيات لاعبيه المميزين بقيادة نيفيز الذي يعتبر هو المفتاح الأول في تشكيل الخطورة وأحد الحلول الناجعة إلى جانب العابد وسالم الدوسري والهداف الشمراني إضافةً إلى المهاري عبدالعزيز الدوسري الذي وضع بصمته في المباراتين الماضيتين كما ان سلمان الفرج كان له حضور إيجابي في مباراة الاتحاد بعد ان مهد الهدف الثالث والخامس لزملائه، والهلال يستمد قوته من الوسط وفاعليته الهجومية التي نتمنى ان تستمر في قادم الجولات وبالتحديد أمام الاهلي الذي هو الآخر يعاني في المناطق الخلفية إلا انه يمتلك أيضاً خط وسط مؤثرا ومن سيكسب صراع الوسط في هذه المباراة ستكون الثلاث نقاط في رصيده، الهلال في مباراة اليوم لا يحتاج الكثير فقط الضغط المبكر وأخذ المبادرة والاسبقية كالمعتاد مع التأمين الدفاعي ومراقبة عناصر القوة المتمثلة في الثلاثي تيسير وبرونو وبصاص ومن ثم اللعب على أخطاء وهفوات دفاع الاهلي وحراسته التي تبدو غير مستقرة خاصةً في الكرات الثابتة والتصويب المباشر.