احتفلت المملكة بعيدها الثالث والثمانين، وهو احتفال بمسيرة ممتدة من الإنجازات والنجاحات الطويلة والقصيرة في نفس الوقت، طويلة من حيث مستقبل البنية التحتية التي تركز المملكة عليها من خلال مشاريعها التنموية، وقصيرة من حيث مدة تنفيذها والتي انتقلت فيها المملكة من مصاف الدول الفقيرة البدائية إلى دولة في مقدمة الاقتصاديات العالمية وأخذت مكانها في دول العشرين كدولة تمتلك اقتصاداً قوياً ومتيناً، ويتميز بميزة الاستقرار والنمو المتزن. قد لا يعرف كثيراً من أبنائنا هذه الفروق التي أتحدث عنها، لأنهم لم يعايشوها في واقعهم، وإنما فتحوا أعينهم على هذا الخير النابع من أرض وطنهم، وفتحوا أعينهم على الطرق والخدمات جاهزة أمامهم، وفتحوا أعينهم على الرفاهية والنعمة - أسأل الله أن يديمها - فهم لا يعرفون الفقر والحاجة التي كان إنسان الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة يكابدها، ولا يعرفون المشاق والخطر الذي يكتنف المسافر بين أرجائها، فتحوا أعينهم على الأمن والأمان - ولله الحمد - وعلى الفرصة العملية الكثيرة، وهذه هي الإنجازات الحقيقية التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يديمها ويوفق مسؤولينا إلى كل ما فيه خير لهذا البلد المعطاء. وإنني بهذه المناسبة الوطنية العزيزة أتقدم إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإلى مقام سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز - سلمه الله - وإلى مقام النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز - رعاه الله - سائلاً الله الكريم ان يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان وان يديم علينا خيره وفضله بنمو اقتصادنا وازدهار معيشتنا. * نائب الأمين العام لمجلس الوزراء