تستيقظ الطيور على أصوات غوالق كاميراتهم كل صباح، يحملون متاعهم الفوتوغرافي على كواهلهم يتسابقون قبل شروق الشمس ويلتقطون أنفاسهم بعد غروبها. تراهم ينتشرون حول الأماكن وكأنهم يبحثون عن مفاتيح أبواب التاريخ! ترى أحدهم يختبئ بين ثنايا الصخور كأنه ينصت إلى ملاحم الأجداد ويسمع من الأرض وقع حوافر الخيل وأسرار الرجال، وآخر يلاحق شعاع الشمس ليحبسه بين الأقواس والمآذن، وآخرين تعانق عدساتهم سحائب السماء وترشف انعكاسات الماء وتقطف النور من أغصان الزيتون. تلك قافلة الإبداع التي حطت رحالها في منطقة الجوف مع نخبة من مصوري المملكة نتابع تفاصيلها من ضيوفنا: يقول مدير مشروع قوافل الإعلام السياحي في الهيئة العامة للسياحة والآثار الأستاذ محمد بن ناصر الرشيد: إن الهيئة عملت بالشراكة مع عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص في منطقة الجوف لإعداد برنامج حافل للمشاركين في القافلة التي تضم 45 مصوراً من مناطق المملكة، تضمن زيارة العديد من المواقع الهامة في المنطقة، وإقامة ورش عمل فوتوغرافية. وأكد الرشيد على الدعم والرعاية الذي لقيته القافلة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة، ومن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، ومن سعادة وكيل الإمارة الأستاذ أحمد آل الشيخ، مشيراً إلى أن جائزة صاحب السمو الملكي أمير المنطقة لأفضل خمس صور تلتقطها عدسات المصورين البالغة جوائزها خمسين ألف ريال وجدت صدى طيباً لدى المصورين وكانت محفزة لبذل المزيد من الجهود في التقاط العديد من الصور للمواقع السياحية والأثرية والتاريخية والطبيعية، متأملاً أن تسهم هذه القافلة في إبرز المخزون التراثي والسياحي والبعد الحضاري للمنطقة والتعريف بها بحيث تكون مخرجات هذه القافلة محفزة للسياح والمستثمرين لزيارة هذا الجزء الغالي من وطننا العزيز والاستثمار فيه. ويوضح المصور مفرح السويلمي خطة القافلة: بدأت يوم الأحد الماضي واختتمت الجمعة. وقد شملت زيارة قلعة زعبل وحي الضلع الأثري وبئر سيسرة وآثار الرجاجييل بالجوف وقلعة مارد بدومة الجندل ومسجد عمر رضي الله عنه والحي القديم المجاور للقلعة وبحيرة دومة. كما انتقلت إلى منطقة بسيطا لزيارة شركة الوطنية الزراعية والاطلاع على قطف الزيتون وعصره ومحصول الذرة ثم تمت زيارة محمية بسيطا بضيافة وكيل إمارة منطقة الجوف الأستاذ أحمد بن عبدالله بن محمد آل الشيخ. ولم تغفل عدسات المصورين الميادين بمنطقة الجوف التي تعكس تراث المنطقة. كما تخللت الزيارة اسطبلات الخيل وتصوير الخيول. ولقد قوبلت القافلة بكل ترحيب وكرم الضيافة من الأهالي غير المستغرب على أبناء الجوف كافة. ويختم المصور الوليد الفزيع: "أعتقد بأن الهيئة العامة للسياحة والآثار أعادت رسم خريطة الفن الفوتوغرافي بالمنطقة بعد دعمها الملموس للفوتوغرافيين إضافة الى المجموعات الفوتوغرافية سواء عن طريق تنظيم القوافل السياحية أو عن طريق الملتقيات والمسابقات الدورية التي كان لها الأثر الكبير في تقريب المسافات وتذليل العقبات وتبادل الخبرات فيما بينهم. كانت أياما جميلة حصدنا ثمارها الضوئية لكن الحصيلة الحقيقية هي تكوين مجموعة من جميع المناطق تربطهم الألفة والمحبة إضافة إلى الفن الفوتوغرافي". عايد ابو ساق عوض الشملاني عبدالقادر القحطاني ياسر الناوي خالد الصايغ ماجد سنقوف عبدالله آل شجاع أحمد سليمان عبدالله آل شجاع - القافلة