وحق للمحارب أن يستريح بين حين وآخر، وليس هناك مستراح خير من قصيدة من غرر الشعر العربي أو الغربي، وهذه المرة استريح لدى هذه القصيدة للشاعر الفرنسي بودلير وهي بعنوان «الجنة الخضراء» وهي أيضاً عن أجاثا فتاة الأساطير العذراء التي ذبحت شكا في عذريتها ودخلت في غمرة الشهداء، والقصيدة طويلة وسأترجم جزءاً منها: حدثيني: أي أجاثا: هل يحلق قلبك أحياناً بعيداً عن ظلمات المحيط وعفن المدينة إلى محيطات يتفجر فيها السناء زرقاء، صافية وعميقة كالعذرية نفسها حدثيني: أي أجاثا هل يحلق قلبك أحياناً؟ إن البحر.. البحر العميق يخفف من عذاباتك! احمليني بعيداً أيتها العربة، احمليني بعيداً أيتها الفرطاقة! بعيداً بعيداً، إن الوحل هنا مجبول من دموعنا! - هل حقا أن قلب أجاثا الحزين يقول: احمليني بعيداً أيتها العربة، احمليني بعيداً أيتها الفرطاقة؟ كم أنت بعيدة أيتها الجنة المعطارة حيث لا يوجد تحت الزرقة السماوية الصافية سوى الحب والفرح حيث كل ما يحبه المرء جدير بأن يحب حيث يغرق المرء في الشهوات البريئة! كم أنت بعيدة أيتها الجنة المعطارة! الجنة البريئة المفعمة بالملذات العابرة هل هي حقاً أبعد من الهند والصين؟ هل بوسع الإنسان أن يستدعيها بصرخات شاهقة؟ ويحييها من جديد بالرنين الفضي الجنة البريئة المفعمة بالملذات العابرة؟