اليوم يكون قد مضى على وفاة الفهد أحد عشر يوماً .. أحد عشر يوما كانت مليئة بالحزن على هذا الفقيد .. ولكن الآن ماهو الواجب الذي علينا أن نقدمه أو نعمله لهذا الفقيد وبما يوازي على الأقل الحد الأدنى من رد الجميل الذي قدمه الفقيد لوطنه ولأمته الإسلامية. ندرك أن الحزن لا حدود له .. ولو انتظرنا نهاية لهذا الحزن فان ذلك الموعد سيكون بعيداً جدا .. ولو بقينا على حال حزننا هذا فان ذلك ليس شفيعاً كافياً لخدمات ولمآثر هذا الفقيد التي لا تعد ولا تحصى .. لذلك فان الواجب علينا أن نتوقف عن هذا الحزن فالفقيد مدين لنا بأفضال كثيرة ويجب أن نفكر ويجب أن نعمل من أجل البحث عن أفضل السبل وأرقى خطوات العمل وأبلغ وسائل الأداء لتقديم عمل يخلد مسيرة هذا الفقيد . ويكون مثل هذا العمل رمزاً دائماً عبر الزمن القادم وتذكارا لتاريخ الفهد على مدى العصور القادمة. طبعاً هناك الكثير والكثير من الأفكار.. وهناك العديد من المجالات التي لا يتسع المقام للبحث من خلالها عن أفضل ما يمكن إنجازه ليكون علماً بارزاً للأجيال القادمة مثل هذه الأعمال.. طبعاً أفضل ما يمكن أن يقدم في هذا المقام هو العمل الخير الإسلامي المحلي والعالمي بما يكون إن شاء الله شفيعاً للفقيد عند البارئ القدير... هنا يأتي اقتراحان. الاقتراح الأول .. سرعة العمل في البدء في مشروع خيري أو إنساني أو اجتماعي إسلامي عالمي مميز وفريد في فكرته يكون عمله وعائده وناتجه وطابعه شفيعاً إن شاء الله للفقيد الكبير بعد وفاته واستكمالا لجهوده الإسلامية في حياته.. وهذا المشروع يجب أن لا يكون محصوراً فقط على أبناء الفقيد وإن كان من المناسب أن تبدأ المبادرة الأولى منهم إن شاء الله فهم جميعا على قدر كبير من حب العمل الخيري الإسلامي ولهم نصيب من الريادة في مثل هذه الأمور فيما سبق فكيف وهذا الأمر يخص والدهم الفهد الفقيد الغالي على قلوب الناس كافة. هذا يكون من خلال العديد من المجالات سواء من خلال مؤسسة أو هيئة خيرية عالمية تحمل اسم الفقيد الغالي أو ما إلى ذلك من المسميات المقترحة التي يجب ان تكون مميزة في اسمها وفي مجالها ... ولكن من المؤكد أن مثل هذا المشروع هو مشروع للجميع حق المشاركة فيه من مسئولين ومواطنين ومن مؤسسات رسمية وأهلية فعليهم جميعاً واجب المساهمة في ذلك مثل ماهو حق لهم رؤيته قائما .. المهم أن يكون بدء العمل والإنجاز في أسرع وقت ممكن .. حتى يكون مشروعاً يوازي مكانة الراحل العظيم.. ويوازي جهوده وإنجازاته على المستوى المحلي والعربي والإسلامي والعالمي وأن تبدأ الخطوات الأولى في هذا المشروع في أقرب مناسبة لكي لا نتيح فرصة للزمن والوقت والأيام ومن ثم الشهور والسنين من تناسينا لذلك او النيل من الهمم ومن ثم ضعف الحماس لا قدر الله. والاقتراح الثاني.. يتضمن أهمية إعداد ملف وثائقي عالمي بكل الأساليب والوسائل الحديثة المرئية والمسموعة والمكتوبة والمصورة عن الملك الراحل . هذا الملف يجب أن يبدأ العمل فيه منذ اللحظة .. بحيث يتضمن هذا الملف إنجازات الفقيد المحلية والعالمية والإسلامية في كل الاختصاصات التي قدمها الفقيد طيلة حياته لوطنه ولأمته العربية والإسلامية...ويجب أن تبدأ الخطوة الأولى من حصر وحفظ ورصد جميع الوثائق الإعلامية والكلمات والصور والمواقف التي قدمتها وسائل الإعلام المختلفة الفضائية والصحفية والإذاعية ابتداء من يوم وفاته رحمه الله. للاستفادة منها في مثل هذا العمل وأولى هذه الخطوات ان لا تعطى الاجتهادات الفردية الشخصية الفرصة بالمبادرة من تلقاء نفسها بتقديم مثل هذه الأعمال او استغلال الحدث لإخراج كتب او مطبوعات مختلفة من اجل الكسب المادي ؟؟! فالشخصية والحدث عنصران اكبر من تشوه بمثل هذه الاجتهادات الارتجالية .. فمسؤولية القيام بمثل المهام يجب ان تخضع إلى آلية عمل جبارة متكاملة وعلى أعلى المستويات لتقدم للعالم عملا يليق بمكانة وإنجازات وجهود فقيد الأمة.. فالملاحظ أن جميع الوسائل الإعلامية المحلية والخارجية قدمت معلومات وإحصاءات وصورا وقدمت متابعة قيمة وفريدة جداً عن سيرة وتاريخ هذا الفقيد منها لأول مرة يتم نشره .. وهذه جميعها جديرة بالحفظ والتوثيق المنظم للرجوع إليها مستقبلاً من خلال ضمها إلى هذه الملفات الوثائقية التي يجب أن يبادر إلى إعدادها من أجل تسطير مسيرة هذا الملك طيلة فترة حياته وخاصة طيلة تاريخ عمله ومسئوليته عندما كان وزيراً في أكثر من وزارة ومن ثم وليا للعهد ثم ملكاً لهذه البلاد. وخلال إعداد مثل هذا الملف .. من الجدير أن تتم الاستفادة من شخصيات كثيرة على المستوى المحلي والخارجي لتقدم رؤيتها وما لديها عن الفقيد وهي بالطبع شخصيات كان لها مكانة لدى الفقيد ولها مواقف عديدة عن كافة المستويات والاختصاصات محلياً وخارجياً، ومثل هذه الشخصيات من المناسب جداً أن يوثق ما لديها عن الفقيد لتضيف رصيداً مميزاً وتاريخياً عن مسيرة الفقيد ومن ابرز هذه الشخصيات : 1 - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . 2 - ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران حفظه الله. 3 - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله 4 - صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله. 5 - صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية 6 - أبناء الفقيد الغالي. 7 - العديد من المسئولين الذين تشرفوا بالعمل مع الفقيد رحمه الله لسنوات طويلة .. ومن هذه الشخصيات على سبيل المثال: - - معالي رئيس الديوان الملكي - معالي رئيس الحرس الملكي - معالي الدكتور غازي القصيبي - معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر - معالي المستشار إبراهيم العنقري - معالي رئيس المراسم الملكية - معالي رئيس الشؤون الخاصة - معالي رئيس الحرم المكي الشريف سابقاً الشيخ محمد بن سبيل - المهندس بكر بن لادن - بعض المسئولين المدنيين والعسكريين من منسوبي وزارة الداخلية السابقين الذين تشرفوا بالعمل مع الفقيد رحمه الله تعالى خلال عمله كوزير للداخلية. - العديد من الشخصيات العربية والإسلامية العالمية. - من كان دوما في معيته من منسوبي الحرس الملكي ومن الشؤون الخاصة... لان من المؤكد أنهم جميعاً وغيرهم يحتفظون برصيد ضخم ومميز وخفي من الذكريات الجميلة والمعبرة ومن المواقف ومن الحكم التي تتميز وتنفرد بها شخصية هذا الفقيد رحمه الله. . وحتى تكون هذه السيرة العطرة لهذا الملك منهجاً مثالياً ومدرسة قيادية فريدة لابد ان تستفيد منها الأجيال القادمة وخاصة من المواقف والقرارات والتوجيهات التي حفلت بها سيرة قائد وزعيم مثل هذا الملك.. فهو رحمه الله كان زعيما مختلفا في القيادة وفي السياسة وفي الإدارة وفي العمل التنموي، في شتى الاختصاصات لذلك فان أجيال هذا الوطن الحاضرة والقادمة في حاجة ماسة إلى الإطلاع وإلى معرفة كاملة بأوجه سيرة هذا الملك .. والجيل الحاضر من تلك الشخصيات التي لازمت الفقيد الغالي لسنوات طويلة لابد أنها تحتفظ بالعديد من القصص والمواقف التي يجب أن تسطر وتؤرخ فهي تاريخ ناصع ومشرف في قيادة هذا الوطن الغالي. خاصة أننا نعلم أن هذا العصر كان فقيرا جدا في إبراز قادة بمثل مواصفات الملك فهد رحمه الله. أتمنى أن نرى هذين المقترحين او مثيلهما في أقرب وأسرع وقت.. قبل أن يسبقنا الزمن ويغلبنا الوقت في تناسي الحدث لاقدر الله؟؟ وأعتقد أن تحقيق هذه المبادرة منتظرة في القريب العاجل إن شاء الله من شخصيات مفيدة يأتي على قمة هرمها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله فسموه حفظه الله من الشخصيات التي كانت الأكثر قرباً للفقيد الغالي طيلة حياته رحمه الله حتى آخر لحظة .. وكذلك أبناؤه الكرام وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. رحمك الله أيها الفقيد وأسكنك فسيح جناته وأعان الله الوطن على تقديم شيء ويوفي بجزء من افضالك وسيرتك العطرة الخالدة ... وحفظك الله أيها الوطن الغالي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. [email protected]