أوضحت دراسة بحثية قامت بها جمعية "أواصر" على عدة عينات من المجتمع السعودي عن طريق لقاءات علمية ان اسباب التفكك الاسري تنحصر في عدة معطيات يأتي في مقدمتها غياب الأب والذي يتمثل في بعض أرباب الأسر الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل وله صور متعددة من أهمها رجل الأعمال الغارق في عمله بحيث يصرف معظم الوقت في متابعة تجارته ليلاً ونهاراً. وبهذا لا يجد وقتاً لأسرته فتبدأ الزوجة بالتذمر والاستياء من هذا الغياب وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها احداث الحياة اليومية يتبخر يوماً بعد يوم، وأيضا الزوج الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته وسهراته معهم فهو ما أن يعود من عمله حتى يتناول وجبة الغداء ثم يرتاح قليلاً ويمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء ويحرم الزوجة والأولاد من الجلوس معه أو الخروج معه خارج المنزل. وأشارت "أواصر" أن ثورة الاتصالات الحديثة والتي تعتبر من وسائل الاتصال الحديثة تعد سبباً من أسباب التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة على الرغم مما يمكن أن يكون لها من ايجابيات حيث أفرط الأفراد في التعامل معها. وقد صنفت أواصر أحد أهم الأسباب الرئيسة بصراع الأدوار بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر، ويترتب على هذا حصول النزاعات المتكررة على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة الزوجية مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة. وتطرق البحث العلمي إلى سبب آخر، وهي الزوجة المنصرفة عن مسؤولياتها الأسرية بشواغل مختلفة نأخذ منها الأم المنشغلة بعملها عن أسرتها فلا يجد الزوج من زوجته العناية بشؤونه واحتياجاته، كما أن هناك صورة أخرى للام المنشغلة عن مسؤولياتها الأسرية بكثرة لقاءات الصديقات والخروج المستمر إلى الأسواق لحاجة ولغير حاجة مما يحرم الزوج والأولاد من متابعة هذه الأم وعدم قيامها بواجباتها الزوجية بالشكل المطلوب منها. كما أن انتشار ظاهرة القنوات الفضائية الكثيرة بمفاهيمها المختلفة تسببت بطريقة مباشرة وغير مباشرة في زيادة عوامل التفكك الأسري. وبينت الدراسة العلمية التي أشرفت عليها واستخلصت نتائجها دار الخليج للدراسات والاستشارات الاقتصادية إلى صراع الأدوار الذي يقصد به التنافس بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر ويترتب على هذا حصول النزاعات المتكررة على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة الزوجية مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة. وتناولت الدراسة أثر العاملات المنزليات واللاتي يتولين أدوارا عديدة كان الأم والأب يقومان بها في السابق مثل الطبخ والنظافة وتربية الأولاد بكل جوانبها سواء الذهاب بهم للمدارس أو متابعة تحصيلهم الدراسي أو العناية بهم وما يحتاجونه من رعاية وعطف وسهر على صحتهم وهذا ينتج علاقة نفسية حميمة بين الأطفال ومن يقدم لهم هذه الخدمات إضافة إلى عنصر آخر يسهم في هذه المشكلة وهو الوضع الاقتصادي للأسرة الذي له دور كبير في تصدعها في كلا الطرفين الغني والفقير وان كان الثاني هو الأكثر على الغالب، ففي حالة الغني نجد بعض الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم وفي حال الفقر أحيانا لا يستطيع الأب توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الحرام للحصول على المال، أو يدفع بعض أفراد أسرته لمسالك السوء للحصول على مزيد من المال فيكون النتاج تفكك تلك الأسرة. وصنف البحث ضعف الايمان بأنه أحد الأسباب المؤدية للانحراف فعندما يكون ضعيفا لدى الزوجين أو أحدهما فالنتاج الوقوع السهل المتكرر في الخطايا التي تسبب مشكلات لا حصر لها داخل الأسرة كما أشارت الدراسة أن هناك عدة آثار سيئة للتفكك الأسري يأتي في مقدمتها أثره الاجتماعي على الأفراد وأثره على نشر الانحراف وعلى تفكك علاقات الزوجين بالآخرين وتأثيره البالغ على قيم المجتمع وثقافته.