كرم منتدى الدكتور عبدالعزيز سرحان الثقافي بمقره بمكة المكرمة، مساء الأحد الماضي الأستاذ الدكتور محمود كسناوي أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة أم القرى، وسط حشد كبير من أساتذة الجامعات والأطباء ووجهاء من المجتمع المكي، حيث رحب الدكتور السرحان بالدكتور الكسناوي، وذكر أنه صديق طفولة عندما كانا يدرسان بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، ثم دراستهما بكلية التربية التي أصبحت فرعا لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم أصبحت جامعة أم القرى، ثم أخذ الحديث الدكتور الكسناوي الذي عرج على مشكلة العنف الاسري التي تفشت في المجتمعات قاطبة ومنها المجتمع السعودي، وأوعز ذلك إلى المشكلات الاجتماعية والتفكك الأسري، حيث ذكر بأن الأسر في الماضي كانت أسراً مترابطة متفاهمة متحابة، ولكن ضريبة التقدم والتطور والانفتاح الاجتماعي كان لها أثرها في العنف الأسري، فانعدمت النصيحة والمشورة مما أدى إلى آثار نفسية أثرت في التعامل بين الأفراد في الأسرة، وذكر الدكتور كسناوي أنه كان للعمدة دور كبير في حل مشاكل كثير من الأسر داخل الحي، كما كان هو ورب الأسرة لهما مكانة واحتراما كبيرين، فقد كان كبير الأسرة مبجلا محترما يؤخذ برأيه ويعتد به في حل مشاكل الأسرة، لكن ذلك انعدم في الأسرة حاليا... وتحولت الأسرة إلى أسرة نووية وهي التي تضم الزوج والزوجة وأبناءهم فقط، بينما كانت الأسر في الماضي أسرا مركبة وممتدة. وعرف الدكتور الكسناوي العنف بأنه ( استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بالآخر ، استخداما غير مشروع) . أما تعريفه للأسرة فهي مجموعة من الأفراد يجمع بينهم رابط مقدس، وهو الزواج) . وقال بأن أركان الأسرة هي - الزوج - الزوجة - الأفراد ( أمهات آباء) . وذكر بأن مظاهر العنف الأسري هي : عنف الزوج تجاه الزوجة - عنف الزوجة تجاه زوجها - عنف الوالدين تجاه الأولاد - وعنف الأولاد تجاه الوالدين ... ويشمل العنف : اللفظي والجسدي والجنسي، وكذلك العنف الاجتماعي الفكري. وعرف كسناوي أنواع العنف الأسري بالتالي: أولا: العنف المادي وهو : الإيذاء الجسدي - والجنسي - والقتل... ثانيا : العنف المعنوي والحسي، وهو الإيذاء اللفظي - الحبس المنزلي- الطرد والإبعاد - مصادرة الحرية- ، ومنها حق البنت في الزواج. أما أسباب العنف الأسري، فهي: ضعف الوازع الديني - سوء التربية - سوء الاختيار وعدم التناسب بين الزوجين - ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة - الدوافع الذاتية والاجتماعية. ثم عرج الدكتور الكسناوي إلى الحديث عن الأسرة في الإسلام، وكيف أن الإسلام جعل لها قواعد أصلها في الشريعة الإسلامية، تحد من العنف الأسري. وتحث على الترابط بين أفراد الأسرة التي هي ركن من أركان المجتمع. كما ذكر بأن للعنف الأسري آثارا سلبية، منها: نشوء العقد النفسية - تنامي ظاهرة القلق - الهروب من المنزل - التأخر الدراسي - انحراف الأحداث - الوقوع في المخاطر كالمخدرات والإرهاب. . ثم تكلم سعادته بأن ذلك يؤدي أيضا إلى المشكلات الأسرية والتفكك الأسري والتنشئة السلبية للأبناء وسوء العشرة بين الزوجين وكذلك إحلال الظلم والقهر. أما آثار ذلك على المجتمع فقال كسناوي : بأن العنف الأسري يؤدي إلى تهديد كيان المجتمع بأسره، وتعطيل التنمية ، وانتشار المخدرات وغيرها. ووضع الدكتور كسناوي الحلول المقترحة فقال: نشر الوعي الديني من خلال التربية والتعليم والمساجد ووسائل الإعلام - رصد مظاهر العنف الأسري والتعامل معها بصورة علمية - تكثيف برامج التوعية والإرشاد السري - تأهيل المتزوجين وإكسابهم مهارات حل المشكلات - الاحترام المتبادل بين الزوجين - إتباع الأساليب الواعية في التجاور بين أفراد الأسرة - مساعدة الأسر الفقيرة - إيجاد فرص وظيفية للشباب ذكورا وإناثا. - التوسع في قبول الطلاب في المعاهد والكليات والجامعات - توعية الموظفات على ضرورة التوفيق بين العمل والمال ومتطلبات الأسرة - توفير عيادات للعلاج النفسي للآباء والأمهات. وفي نهاية حديث الدكتور الكسناوي، فتح باب الحوار للحاضرين حيث كانت المداخلات لكل من الشيخ أجواد الفاسي، وخالد سابق، والدكتور عبدالحكيم موسى والدكتور محمد جمال ، وعدنان سندي والشيخ إبراهيم مسعود، والدكتور جمال حمدي وبكر تيجاني والدكتور بكر فلاته وغيرهم .... وقد حضر اللقاء عبدالله سقاط ومحمد نور قاري وبكر سعيد والشيخ بكر بن سليمان صاحب مطاعم حراء. والسيد رضا عطاس وفاروق آغي ويحيى عبدالسلام ومنصور نظام الدين وعابد شيخ وسليمان أبو غلية والسيد نبيل عنقاوي و عثمان مدني وغيرهم ... كما كان لحضور بكر تيجاني صاحب منتدى الروشانة أثره في نفوس الجميع الذين صفقوا له طويلا لحصوله على الوسام الذهبي لخدمته الطويلة في المجال الكشفي والتي امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما، وقد أخذ المايكروفون وشكر الجميع، كما شكر سمو وزير التربية والتعليم الذي قلده هذا الوسام. وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور السرحان درع المنتدى للدكتور الكسناوي ثم دعي الجميع على العشاء.