وترجل الفارس عن صهوة جواده ليترك هذه الدنيا الفانية. أجل لقد رحل الملك فهد بجسده أما أعماله ومنجزاته فتشهد ببقائه فلقد ترك العديد من المآثر والمنجزات ما أصعب مقولة (كان الملك فهد) خارجةً من أفواهنا ..ما أشدَّ وقعها..انها محزنة جداً وتحسسني بصاعقة مدوية في النفس ولكن لا ملاذ إلا الصبر، فقد كان الفهد رمزاً طيباً لكل معاني النبل والخلق الكريم والشيم النبيلة الأصيلة. لقد كافح في عهده من أجل رسالته وأمته وفكرته، من أجل خدمة الأمة العربية والإسلامية. كان صاحب مبدأ ورسالة كريمة معناها الحب والتسامح والإيثار والوفاء ورسالة الانسانية والإخاء والتعاون والبناء ..ذلك الصرح الشامخ لم ولن يغيب عن البال فتلك الشخصية الفذة المشهود لها بالالتزام والرؤية الواقعية والمنطقية فلم يكن الفهد بالرجل المتسرع باتخاذ القرار بل كان متروياً وفصيحاً وهو مدرك لعظمة المسؤولية ولم يكن الملك فهد ملكاً سعودياً فحسب بل حمل هموم العرب والمسلمين وانحاز الى القضايا العربية الإسلامية بما يضمن له مقعداً دائماً في قائمة الزعماء العالميين ..اهتم بإنشاء المساجد في انحاء العالم وترجم المصحف الشريف الى اللغات المختلفة ..فعلاقاته مبنية على بُعد النظر والحكمة والشفافية فهو دائما يحتوي الأزمات ويبدي الحلول المجدية بيده الحانية يعالج الأمور المستعصية. فقد مر في عهد الملك فهد الكثير من العواصف والحروب ولكنه تمكن في النهاية المطاف من الخروج ببلده وأمته بانتصارات عدة وكل هذا لم يتحقق لولا حنكته وقدرته على اتخاذ القرار اضافة الى الوضوحية وشعبيته ووسطيته. ومهما قلنا ومهما كتبنا فلن نجزي هذا الملك العظيم حقه ولن نجزي عطاءه للأمة العربية والإسلامية. إنني في هذه اللحظة التي يعجز فيها قلمي للتعبير عن ما يجول في خاطري من حزن وألم لفقدان هذا الملك العظيم لا يسعني الا الدعاء له بأن يجزيه رب العالمين خير الجزاء وأن يتغمد فقيد الأمة العربية والإسلامية برحمته وان يسكنه فسيح جناته. [email protected]