على مدى أكثر من مئة عام عاشت المملكة تاريخاً مشرفاً من الإنجاز والبناء في كافة المجالات فشكلت فتحاً حضارياً في تاريخ المملكة رسم خطوطه العريضة ونهجه المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - واتسمت المسيرة التنموية السعودية بالاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية فحققت المملكة التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، وحققت قفزات ونهضة حضارية شاملة فتحققت المنجزات الأساسية من طرق وموانئ ومطارات ومرافق وخدمات أخرى اشتملت عليها خطط التنمية المتتالية. ولقد حققت المملكة نجاحاً كبيراً في بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى وهذا التطور والتنويع في الصناعات انعكس إيجابياً على التجارة سواء تجارة الصادرات أو الواردات حيث تحولت التجارة من تجارة محدودة موسمية إلى تجارة تقوم على أسس اقتصادية ثابتة، مثل الصناعات البتروكيميائية ومشتقات البترول. ومن الحقائق البديهية المسلم بها أن الأمن والتنمية عنصران لا يفترقان ولقد أولت المملكة هذه المسألة جل اهتمامها ممثلة في وزارة الداخلية التي تضطلع بالدور الأساسي في حفظ الأمن والمحافظة على راحة وطمأنينة المواطنين والمقيمين، وقد تضافرت العديد من العوامل التي أسهمت فيما وصلنا له بحمد الله من أمن واستقرار، ومنها حرص المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز على تطبيق شريعة الله وأحكامها مما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف والجريمة. أما على صعيد التعليم فقد ظل دائماً هدفاً رئيساً من الأهداف التي سعى الملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده على تحقيقها حيث تم إنشاء المدارس بكافة مراحلها للطلبة والطالبات في جميع مناطق المملكة ثم في السنوات الأخيرة إنشاء العديد من الجامعات في مختلف التخصصات إضافة للمعاهد العلمية. وقدمت الدولة للقطاع الخاص الدعم والمساعده ليقوم بدوره في مجال التعليم حيث يوجد عدد كبير من المدارس الخاصة وفي السنوات القليلة الماضية تم افتتاح جامعات وكليات خاصة. وركزت الدولة منذ الستينات الميلادية على ابتعاث الطلبة للحصول على الدرجات العلمية ولا يخفى ما تم خلال السنوات الأخيرة على هذا الصعيد إذ تم ابتعاث آلاف مؤلفة من الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات للحصول على شهاداتهم العلمية من أرقى جامعات العالم وكذلك ابتعاث الموظفين للتدريب، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يدل على تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - على الاستثمار في العنصر البشري ليقوم بدوره في المشاركة في التنمية، وبفضل من الله تم تكريم الكثير من أبناء هذا الوطن في مختلف دول العالم لتفوقهم في عدة مجالات. ولعل الإنجاز الكبير الذي يشكل علامة فارقة في تاريخ التعليم والذي يشكل مثالاً لاهتمام القيادة بالتعليم هو جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. إن العملية التنموية العملاقة التي تعيشها بلادنا المباركة في مختلف المجالات بدأت منذ عهد جلاله الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومن بعده أبناؤه وصولا إلى هذا العهد الزاهر والميمون يجعل جميع المواطنين يشعرون بالغبطة والفخر. وبهذه المناسبة أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وجميع المواطنين بالتهنئة بهذه المناسبة الغالية. * الرئيس التنفيذي لشركة علي الفوزان وأولاده العقارية