قبل اثنين وثمانين عاماً انطلقت مسيرة الإنجاز مجتازة كل التحديات والعقبات بإرادة صلبة من قائد تاريخي محنك هو القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بعد أن أرسى وحدة البلاد وجمع الكلمة تحت لواء راية التوحيد ودستور القرآن والسنة النبوية الكريمة وانطلق يرفع البنيان ويرسي المنجزات العملاقة وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده.. وتوالت الإنجازات التي حققتها المملكة على مدى أكثر من مئة عام في كافة المجالات.. وقد حققت المملكة نجاحاً كبيراً في بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى وهذا التطور والتنويع في الصناعات انعكس إيجابياً على التجارة سواء تجارة الصادرات أو الواردات حيث تحولت التجارة من تجارة محدودة موسمية (تعتمد بشكل كبير على موسم الحج مثلا) إلى تجارة تقوم على أسس اقتصادية ثابتة، مثل الصناعات البتروكيميائية ومشتقات البترول. ومن المسلم به أن الأمن والتنمية عنصران لا يفترقان ولقد أولت المملكة هذه المسألة جل اهتمامها ممثلة في وزارة الداخلية التي تضطلع بالدور الأساسي في حفظ الأمن والمحافظة على راحة وطمأنينة المواطنين والمقيمين، وقد تضافرت العديد من العوامل التي أسهمت فيما وصلنا إليه بحمد الله من أمن واستقرار، ومنها حرص المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز على تطبيق شريعة الله وأحكامها مما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف والجريمة. وقد خاضت وزارة الداخلية العين الساهرة على أمن وأمان الوطن والمواطنين والمقيمين مواجهات تكللت بالنجاح بفضل الله ثم بفضل السياسات التي وضعتها وزارة الداخلية لهذه المواجهات مع الفئة الضالة وما إحباط تنفيذ العمليات الإرهابية قبل وقوعها إلا دليل على السياسات الأمنية الحكيمة، وأمن وأمان الحرمين الشريفين وأمن وراحة الحجاج والمعتمرين والتوسعات الكبرى التي نفذت منذ عهد المؤسس حتى يومنا هذا والكل يعرف ما تم إنجازه خلال السنوات الأخيرة من توسعات في الحرم النبوي الشريف وما يتم إنجازه حاليا من توسعات كبرى في الحرم المكي الشريف إضافة إلى الخدمات والمرافق التي من شأنها ضمان راحة وأمان الحجاج والمعتمرين. أما على صعيد التعليم فقد ظل دائما هدفا رئيسا من الأهداف التي سعى الملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده على تحقيقها حيث تم إنشاء المدارس بكافة مراحلها للطلبة والطالباتفي جميع مناطق المملكة ثم في السنوات الأخيرة تم إنشاء العديد من الجامعات في مختلف التخصصات إضافة للمعاهد العلمية. وقدمت الدولة للقطاع الخاص الدعم والمساعدة ليقوم بدوره في مجال التعليم حيث يوجد عدد كبير من المدارس الخاصة وفي السنوات القليلة الماضية تم افتتاح جامعات وكليات خاصة. وقد ركزت الدولة منذ الستينات الميلادية على ابتعاث الطلبة للحصول على الدرجات العلمية ولا يخفى ما تم خلال السنوات الأخيرة على هذا الصعيد إذ تم ابتعاث ألوف الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات للحصول على شهاداتهم العلمية من أرقى جامعات العالم وكذلك ابتعاث الموظفين للتدريب، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يدل على تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله على الاستثمار في العنصر البشري ليقوم بدوره في المشاركة في التنمية، وبفضل من الله تم تكريم الكثير من أبناء هذا الوطن في مختلف دول العالم لتفوقهم في عدة مجالات. إن العملية التنموية العملاقة التي تعيشها بلادنا المباركة في مختلف المجالات بدأت منذ عهد جلاله الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناؤه وصولا إلى هذا العهد الزاهر والميمون يجعل جميع المواطنين يشعرون بالغبطة والفخر. وبهذه المناسبة أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وجميع المواطنين بالتهنئة بهذه المناسبة الغالية.