أكد الأستاذ عبدالعزيز سليمان الحواس أن قصة توحيد المملكة العربية السعودية تعد ملحمة تاريخية وأسطورية كتبت فصولها ليتزود من صور بطولاتها كل الأجيال، مضيفاً بأن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- استطاع بعبقريته وقوة إيمانه بأهدافه في استرجاع ملك أجداده أن يعيد كتابة التاريخ بمداد من نور وشرف وكان أن وحد المملكة العربية السعودية في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1531ه عبر ملحمة التوحيد التي يعتبرها المؤرخون أعظم وحدة شهدها التاريخ الحديث إعجازاً وإنجازاً. وقال الحواس في كلمة بمناسبة اليوم الوطني: من المعروف أن الجزيرة العربية قبل مرحلة التوحيد كانت تعيش حالة من الفوضى والشتات والرعب وانعدام الأمن فضلاً عن التناحر بين القبائل وحالة التمزق التي كانت تعصف بذلك المجتمع البسيط في وعيه وقدراته فضلاً عما كان يرزح تحته ذلك المجتمع من تمزق وتخلف وفقر مدقع وسط ظروف مؤلمة وقاسية كانت تمر بها الجزيرة العربية لكن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- انطلق في مشروعه الوحدوي الكبير من إيمانه بالله عز وجل باستعادة حكم آبائه وأجداده، واضعاً نصب عينيه مستقبل هذا الوطن ومواطنيه، وانتشالهم من حالة الفقر والجهل والمرض إلى حياة كريمة يتوفر فيها أفضل وسائل وسبل العيش الكريم للمواطن تعليمياً وصحياً واجتماعياً. وتابع: وقد استطاع موحد هذه البلاد -رحمه الله- أن يبني دولة عصرية بأحدث المواصفات والمقاييس وأن يرسي دعائم قوية وصلبة لمؤسسات المجتمع المدني في بلاده، وجعل المواطن محل اهتمامه ومحور التنمية وهدفها الأساس في جميع خطط الدولة منذ عهده -رحمه الله- وتابع المسيرة من بعده أبناؤه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد، رحمهم الله، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا العهد الزاهر الذي شهد نهضة تنموية كبيرة في جميع مجالات ونواحي الحياة المختلفة. إنه ليوم يفخر فيه كل أصقاع الوطن، من يرى هذا الإعجاز التنموي الذي انطلقت عجلاته في كل الميادين في تطور أذهل العالم بأكمله الذي تشرئب أعناقه لهذه الملحمة التنموية التي تعاقب على كتابة فصولها ملوك هذه البلاد وهم يقودون مسيرة التنمية إلى أبعد الأماد والآفاق في تطور ونماء قاد بلادنا إلى الاقتصاد المعرفي والتزود من مباهج الحضارة في كل شبر من هذه البلاد التي شرفها الله أن تكون موئل ملايين المسلمين ولتكون بلادنا قبلة المسلمين في شتى البلاد ومغاربها ينعمون بهذا التطور والتحديث المستمر لبلاد الحرمين يؤدون شعائرهم على أروع وأكمل وجه. نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل شر وأن يديم قائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين حملوا الأمانة ويقودون نحو التحديث والعصرنة لينعم ابن هذه الأرض بالرخاء والأمان والرفاه.