عد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة تاريخية خالدة يستذكر فيها الجميع الجهود الكبيرة التي بذلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود رحمه الله ورجاله المخلصون لتوحيد البلاد وبسط الأمن وتثبيت أركان الدولة الحديثة على هدي من كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أسس متينة من العدل والشورى. وقال “ في مثل هذا اليوم من العام 1351 ه سجل التاريخ المعاصر ولادة دولة فتية حينما أعلن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية لا إله إلا الله محمدا رسول الله ليقدم للعالم أجمع نموذجاً للدولة الحديثة ، بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس - رحمه الله - على مدى ثلاثة عقود “. وأشار الى أن هذا اليوم المجيد يرسخ في أذهان الناشئة من أبنائنا الملحمة الكبرى التي خاضها الملك عبدالعزيز لتوحيد هذا الكيان المترامي الأطراف ، فجمع شمل سكانها بعد فرقة وتناحر , وأرسى قواعد الأمن والاستقرار بدلا من الفوضى والصراعات ، ونشر العلم ليبدد ظلام الجهل ، لينعم سكان هذا الوطن الغالي بالأمن والاستقرار ، ويرتقوا به إلى مراتب التقدم بين الأمم والشعوب ، وليتبوأ المكانة اللائقة به بوصفه منبع الإسلام ومهبط الوحي ومهد الرسالة وحاضن لأقدس بقعتين على وجه البسيطة مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، فضلا عن ما خص الله به شعبه من بين سائر الأمم خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين. فقد أرسى صانع تاريخ هذا الوطن الملك عبدالعزيز نموذجاً للإدارة والحكم استمد مبادئه وأسسه من الشريعة الإسلامية ، وعمل على تنمية البلاد وتطويرها في مختلف المجالات ، وحمل أبناؤه البررة الرسالة من بعده فساروا على نهجه ، متمسكين بشرع الله ، وسنة رسوله ، وشهدت البلاد نهضة تنموية متواصلة في مختلف المجالات إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تقدم ورقي وتطور دائم يساير تطورات العصر ومتغيراته مع التمسك بالمبادئ والثوابت التي قامت عليها الدولة منذ توحيدها. وحافظت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على الثوابت الإسلامية ، واستمرت على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية السمحة والأخلاقية النبيلة. وقال رئيس مجلس الشورى “ وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رائد التحديث والإصلاح تميزت المملكة بسمات حضارية جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة ، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن ، وفى كل بقعة داخل الوطن ، إضافة إلى حرصه الدائم على تحديث الأنظمة وتطويرها في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات. واشار الى ان معطيات قائد هذه البلاد لم تقف عند المنجزات الشاملة التي تم تحقيقها ، في مختلف مناطق المملكة فهو - أيده الله - يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه. وأشار الى ان حكومة خادم الحرمين الشريفين تضع حين ترسم سياساتها وبرامجها بعين الاعتبار المصلحة العامة ، وتلمس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع السعودي ، ومن هذا المنطلق تم إنشاء العديد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعني بشؤون المواطنين ومصالحهم ، ومنها هيئة الغذاء والدواء ، والهيئة العامة للإسكان ، وجمعية حماية المستهلك ، وهيئة حقوق الإنسان. وبين ان مسيرة التحديث والإصلاح التي يقوم عليها الملك المفدى وما تبعها من مشروعات تطويرية وإصلاحية متواصلة شملت مجالات القضاء والاقتصاد والإدارة والتنمية البشرية ، وتوسيع دائرة المشاركة للمواطن من خلال إعادة أعمال المجالس البلدية وأسلوب انتخاب أعضائها ، إلى جانب تطوير نظام التعليم وتحديث مناهجه، ومعالجة أزمة الإسكان والتوظيف ، وظاهرة الفقر ، وهي صور لبعض ما التزمت به القيادة نحو هذه البلاد ومؤسساتها ومواطنيها. من جانبه قال نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر محمد حمزة حجار إن الأول من برج الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ليس يوماً عادياً ، بل هو يوم خلده التاريخ بأحرف من ذهب للقائد الملهم مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي سطر ملحمة تاريخية على أرض الجزيرة العربية امتدت لأكثر من عشرين عاماً وحد بها البلاد وأسس دولة عصرية قامت على راية التوحيد تحكم شرع الله وتستلهم منه نظمها وقوانينها. وأشار الى ان اليوم الوطني الذي يحل علينا هذا العام في ذكراه الثمانين هو مناسبة للتوقف مع سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز ونستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته ، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته ، ويجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في وحدتها السياسية وقدرتها على تخطي كل المعوقات من أجل النهوض والأخذ بأسباب الحضارة والمعاصرة وإدراك خطوات التنمية معتمداً طيب الله ثراه في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية ، وهاهي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الكبرى والتطور المستمر في شتى الجوانب 0 وقال “ من الطبيعي أن يحتل الراحل المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هذه المكانة السامية والمنزلة الرفيعة التي يسجلها التاريخ بأحرف من نور لأنه حكم بشرع الله وأقام العدل وبدد الظلام. وبين ان المملكة العربية السعودية شهدت بعد انتهاء ملحمة التوحيد مرحلة البناء والتأسيس في عهد الملك عبدالعزيز ، ثم تابع أبناؤه البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمهم الله جميعاً مراحل النمو والتطوير لمختلف المجالات في المملكة عبر الخطط التنموية المتابعة التي ترمي إلى الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة ، وتحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين ، وتوفير الأمن والاستقرار لهم في كافة ربوع هذا الوطن الغاالي. ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الثمانين لليوم الوطني المجيد نسجل اعتزازنا وفخرنا لما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة ومرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي ، وبات صوتها مسموعاً في مختلف المحافل الدولية بفضل من الله ثم بالجهود المخلصة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حيث اضطلع بمهام كبيرة في بناء الوطن ترجمت أفقه القيادي.