يا الله المطلوب منشي المخايل واسع الخلق جوده ومده الحنيفي من مناشيه سايل يضرب الجيلان من فوق حده أشقرٍ جا من ورى الصلب صايل يبغى العارض مواريث جده تخريج النص: أورده عبد الله بن خميس في أهازيج الحرب أو شعر العرضة. ترجمة الشاعر: لم يذكر ابن خميس اسمه وإنما قال"لأحد الدواسر". مناسبة النص: لم أجد أي دلالة تحدد المناسبة ولكنه يذكر قدوم الملك عبد العزيز واسترداد ملك آبائه. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته بذكر الله والثناء عليه ثم يشبه الملك عبدالعزيز وجيشه المندفع وكأنه وادي حنيفة الذي جرى فيه السيل بشكل قوي وفاض عن حدوده دلالة على قوته وكثرة من معه وان الملك عبد العزيز هو الصقر الحر الأشقر الذي قدم من وراء الصلب أي من الكويت قاصداً العارض ملك أجداده وارثه الشرعي، فالقارئ لتاريخ الجزيرة العربية يجد أن هناك حقبة زمنية تزيد على ألف سنة من تاريخها لم تعرف فيه الاستقرار لقد كانت جزيرة العرب عبارة عن قرى ومدن وقبائل متناحرة يتقاتلون على المراعي وينهب قويهم الضعيف دون رحمة ويقطعون السبل على العابرين إلا بفرض إتاوة العبور على قوافل الحجيج والقوافل التجارية والتي كثيراً ما تباد وتنهب عن آخرها وشواهد التاريخ في ذلك كثيرة لذلك كان الاستقرار مطلبا شعبيا لأهل الجزيرة العربية لم يتحقق لهم إلا مع الدولة السعودية الأولى التي أحس فيها الجميع بقيمة العيش الآمن المستقر واستشعروا أهمية إقامة الشرع وحفظ الحقوق لذلك كانت هذه القيم الإنسانية حاضرة في قصائد الشعراء فكان الشعراء أول المحتفين بذلك فهذا الشاعر عبدالله السيد يؤكد أن الدولة السعودية الأولى قامت على أساس إصلاحي ديني اجتماعي حضاري وامتد ليشمل إصلاحا اجتماعيا يتمثل في توفير حياة مستقرة وآمنة تهيئ للجميع فرص التعايش في سلام وتعظيماً لهذا المبدأ الشريف قدمه الشاعر على الصفات الأخرى في الممدوح الإمام سعود بن عبدالعزيز "رحمه الله" وذلك في قوله: إلى من أقام الدين بعد انعواجه وأدا من المشروع والحق واجبه إلى رافع الإسلام من بعد خفضه ونطاح من جيش المعادي كتايبه سعود بن عبد العزيز الذي بدا على فترة والناس بالغي شاربه واقام حدود الله بالسيف واغتدى ذرا الشرك واهن خافضات جوانبه وعند نهاية الدولة السعودية الأولى بسقوط الدرعية في عام1233ه إثر عدوان غاشم مدعوم من الخلافة العثمانية الخائفة على مستعمراتها العربية من صحوة هذا العملاق الناهض من جزيرة العرب فقد عملت جاهدة على تقطيع أوصال هذه الوحدة الوطنية الفاعلة ونجحوا في ذلك فدبت الفوضى من جديد في ربوع الجزيرة العربية وهذا منتهى طموح أعداء هذا الوطن ويكفي أن نستشهد بقصيدة الشاعر أبو نهية والتي يصف فيها حالة الدمار التي خلفتها جيوش الخلافة العثمانية في الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ومركزها الحضاري والتجاري والعلمي وكيف أن بسطاء الناس المشردين من ديارهم يعلقون آمالهم على الإمام تركي بن عبدالله الذي لم يخب فيه ظنهم فاسترد الحكم وأعاد بناء الكيان الوحدوي الوطني من جديد في الدولة السعودية الثانية: وابكي على العوجا ربينا بربعها صغار ٍكبارٍ نشتري ونبيع دارٍ الى جاها الغر يب يوالف وجنابها للممحلين ربيع خلت ما سوا جن تطارد بسوقها وخراب جدران كذا ومضيع غدت عقب هاك الدل والطر والبنا غدت نجادي خاربات سفيع تطب بها من غوغه قبيله وتشيل من بيبانها وتبيع ماكنها للحكم في يوم منصب ولا رز فيها للغنات وضيع ولا سوقت باسواقها خرد المها ولا كل عذراً كالغزال تليع ولا سامرت فيها قروم ضياغم ولا حاسبت فيها التجار بضيع ولا حط فيها قبل هذا قيصرية ولا موسم فيه العقول تضيع ولا سوسة للعلم فيها مدارس ولا مسجد لم الطريف رفيع ولا مدت الركبان فيها لغيرها ولا ورد فيها الطروش قطيع فما دام تركي ينقل السيف سالم فلابد ما نرجع اليك سريع وفي الدولة السعودية الثانية استمرت الدسائس الخارجية والمؤامرات تستهدف خلخلة الوحدة الوطنية ونجحت في ذلك ولذلك ابتعد الإمام عبدالرحمن الفيصل مجبراً للكويت ليعيد تنظيم صفوفه من هناك فعادت الفوضى مرة أخرى وعانت البلاد من ويلات الشتات وفقد الأمن، وفي الكويت كان الملك عبدالعزيز شاباً طموحاً يحمل بين جنبيه حلماً وطنياً كبيراً ويملك نظرة ثاقبة للأمور وفكراً استراتيجيا كان التركيز على توحيد الوطن هو هدفه السامي وكان الجميع في الجزيرة العربية يشعرون بهذه الحاجة الملحة ويترقبون من يسعى لتحقيق هذا الهدف وليس لها إلا أحد أفراد هذه الأسرة الكريمة التي أصبحت رمزاً لوحدة الوطن فكانت الوفود من أبناء الجزيرة العربية تقصد الكويت وتترقب عودة الرمز الشرعي وكانت العيون ترقب الملك عبد العزيز فهذا الشاعر فرزان السهلي يستنهضه قائلاً: عبدالعزيز أبطيت واخلفت ظني وكثر البطا يثر على الرجل خذلان يا أمير دوك فتوقها وضحني تبينت لاهل الدلايل والاذهان الحكم مايصلح بهرج وتمنى الا بضرب مصقلات ٍبالايمان ومن أجل ذلك عندما أنطلق الملك عبد العزيز من الكويت حرص الأغلبية على الالتفاف حوله ومشاركته في جهاده الوحدوي بحماسة مردها أن الملك عبدالعزيز يعتبر امتداداً شرعياً لوحدة وطنية أسسها أجداده وبفقدها فقدوا أمنهم واستقرارهم وهذا الشاعر محمد العوني محتفياً بالانطلاقة المباركة يقيم هذه العرضة: مني عليكم ياهل العوجا سلام واختص ابو تركي عماعين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامي الوندات يا ريف الغريب اضرب على الكايد ولا تسمع كلام العز بالقلطات والرأي الصليب لو أن طعت الشور يا الحر القطام ما كان حشت الدار واشقيت الحريب أكرم هل العوجا مدابيس الظلام هم درعك الضافي إلى بار الصحيب عينك الى سهرت يعافون المنام غشٍ لغيرك وانت لك مثل الحليب لي عسكر البارود واحمر القتام وتلافحت باذيالها شهب السبيب والله ما يجلى عن الكبد الملام إلا الموارت يوم ياتي له نحيب ومصقلات كنها نوض الغمام بحدودها نفرق حبيب من حبيب يا كاسب الطولات طير الجو حام والذيب جر الصوت يدعى كل ذيب أبطى عليه القوت و احلولا الطعام يبغى طريه مل من كثر الغبيب فالشاعر بدأ بالسلام على أهل العوجا ويخص بذلك الملك عبد العزيز الذي بمثابة العمى لعين العدو ،ثم يبين أنه قد طال مكوثهم بلا حرب ولذلك يحثه على المضي قدماً في معارك التأسيس الوحدوي وان لا يستمع لكلام من يقول بغير ذلك وان الملك عبد العزيز لو أطاع شورهم ما كان استرد وطنه وكسر شوكة الأعداء،ثم يحثه على إكرام ومراعاة أهل العوجا يقصد العارض وأنهم جند الملك المخلصين عندما يتخلى عنه الأصدقاء،ثم يتمنى معركة يستمر فيها إطلاق الرصاص وتلمع فيها السيوف، وان كواسر الطيور تحوم جائعة والذئاب ترفع صوتها بحثاً عن الطعام يقصد بذلك قتلى الأعداء . وعن نجاح الملك عبد العزيز في بناء هذا الكيان الوحدوي الحضاري القوي الأركان يقول الدكتور فان درمولين "..كيف تحول من رئيس بدوي لايكل في المعارك،إلى رجل إستراتيجي ينتصر على الأتراك،ويعرف طباع الناس رجل وحد القبائل وجمعها؟...لقد عملا ما كان ضرورياً في ذلك الحين وكان ذلك عملاً كبيراً.أدى واجبه بشجاعة وقوة وحسن إدراك فهم طبيعة البدو والمجتمع الصحراوي، ولكنه فهم كذلك ما كان يدور خارج هذا النطاق،فهم السياسة العالمية وأدهش المشاهدين وأعجبهم بفهمه وبناء على ذلك أصبح شخصية رائعة أثر بكلماته وصورته في الغربي والشرقي على السواء".