اسهرت وكل العالمين هجيع تغريد ورق بالغصون سجيع ينوح الى طال الغناء هز راسه من الشوق يطرب كل قلب وليع (1) حرمني لذيذ النوم تغريد صوته أجبته بدمع بالخد بديع (2) سايلتها يالورق بسك من الغناء عساك تلعي ياحمام فجيع (3) تبكي على ولف وتلقى سواته ما انته بسواتي يا حمام وجيع (4) تبعد عن الاوطان في دار غربه امسي واصبح ما أشوف ربيع تفكرت ما صاب ربعي وديرتي ولانيب بصرف النيا بجزيع فلا ادري ابكي هم نفسي وما جرى وابكي على وقت لدي خديع وابكي معازيب بمصر تشتتوا فهد وسعد والعيال جميع وسعد بن عبدالله وحسن وخالد وباقي المقرن لو يكون رضيع يا عين ابا ابكيهم ولو كان سيبو على شيوخ للضيوف ربيع وابكي على العوجا ربينا بربعها صغار كبارٍ نشتري ونبيع دار الى جاها الغر يب يوالف وجنابها للممحلين ربيع خلت ما سوا جن تطارد بسوقها وخراب جدران كذا ومضيع (5) غدت عقب هاك الدل والطر والبنا غدت نجادي خاربات سفيع تطب بها من غوغه قبيله وتشيل من بيبانها وتبيع ماكنها للحكم في يوم منصب ولا رز فيها للغنات وضيع ولا سوقت باسواقها خرد المها ولا كل عذراً كالغزال تليع ولا سامرت فيها قروم ضياغم ولا حاسبت فيها التجار بضيع ولا حط فيها قبل هذا قيصرية ولا موسم فيه العقول تضيع ولا سوسة للعلم فيها مدارس ولا مسجد لم الطريف رفيع ولا مدت الركبان فيها لغيرها ولا ورد فيها الطروش قطيع قعدت اساليها ودمعي ودمعها على الخد يجري والقلوب تميع يا دارنا لو الجفا منك مره صبرنا لكن الشق فيك وسيع وخوف على العيلان والمال والدما ومحرم عقب الدلال تضيع فان طلت الساعات والوقت ساعف فصيور ما نلفي عليك رجيع فما دام تركي ينقل السيف سالم فلابد ما نرجع اليك سريع كم انجلا عن روسنا فيك غبره لكن بها غيم السحاب يميع اسم الشاعر وعصره: عرف عند الجُمَّاع والرواة بأبو نهية ، وجاء عند منديل الفهيد "قال الوزير ابو نهية" والشاعر من أهل القرن الثالث عشر الهجري لارتباط قصيدته بحدث هدم الدرعية على يد إبراهيم باشا في عام 1233ه. وفي مخطوط لباب الأفكار في غرائب الأشعار لابن يحيى ينسب للشاعر قصيدة أخرى وهي من الشعر الركيك المختل. مناسبة القصيدة: جاء في مخطوط سوسين "مما قال ابو انهيه في دقت الدرعية" وجاء عند منديل الفهيد "قال الوزير ابو نهية من أهل الدرعية يرثي بلدته لما استباحها الأتراك عام 1233ه ويذكر معازيبه آل سعود وهو في البصرة نازح بعد الحرب" دراسة النص: اعتمدت هنا على ما جاء عند سوسين ومقارنته مع ما جاء عند منديل الفهيد وتبلغ أبيات القصيدة لديهما ثماني وثلاثين بيتاً ولكنها تختلف في الترتيب وكذلك في تركيب بعض الجمل وهناك أبيات توجد عند أحدهما ولا توجد عند الآخر وان كان النص عند سوسين يعتريه في بعض الأبيات خلل في الوزن او فقد بعض الكلمات،ويحمل هذا النص قيمة تاريخية حيث يصف مدى الدمار الذي لحق بالدرعية على أيدي الغزاة ويعدد أسماء أفراد الأسرة السعودية الحاكمة الذين نقلوا الى مصر وكيف أن الدرعية أصبحت خراباً تسكنه الجن وتنهبها الغوغاء بعد ان كانت تمثل مركزا حضاريا تتكاثر فيه الأسواق والمدارس والمساجد ويقصدها التجار بالبضائع ثم يخاطب الدار مبرراً تركه لها بسبب خوفه على عرضه وماله ونفسه مؤكدا عودته في قابل الأيام طالما تركي بن عبد الله يحمل سيف الجهاد ضد الغزاة وبهذا البيت تنفرد المخطوط : فما دام تركي ينقل السيف سالم فلابد ما نرجع اليك سريع وقد صدق حدس الشاعر في الأمام تركي بن عبد الله "رحمه الله" حيث تمكن من طرد الغزاة وتأسيس الدولة السعودية الثانية. الهوامش: 1- عند الفهيد : من الشوق الى قد الغنا هز راسه من الولع يطرب قلب كل وليع 2- عند الفهيد: "واجبته بدمع بالعيون هميع" 3- عند الفهيد: ناديتهن يا الورق بالك من الغنا لعلك تبكي يا حمام وجيع 4- عند الفهيد تبكي وليف لك وتلقى سواته ما انت بسواتي يا حمام فجيع 5- عند الفهيد: غدت مستوى جن تطارد بسوقها ما غير جدران كذا وسفيع