كنت (أتمنى) أن يبقى يوم الأحد القادم يوم دراسة ويوم عمل طبيعي يسبق يوم إجازة اليوم الوطني الذي يصادف يوم الاثنين الموافق 23 سبتمبر وهو يوم إجازة رسمية سنوية بناءً على الأمر السامي الكريم الصادر في تاريخ 2/11/1425ه.. لكن يوم الأحد أصبح يوم إجازة بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله).. وهو توجيه مؤكد أنه مبني على إرادة ودراية سامية.. لكن كل الأماني بأن يقدر الجميع وخاصة الشباب والطلاب هذه المكرمة الملكية وأن يكون احتفالهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية احتفالاً لائقاً بحب الوطن.. حباً يجسد حقيقة تاريخ ومكانة هذه البلاد.. احتفالاً يؤكد للأبناء الناشئة مدى الجهد العظيم والكبير الذي بذله مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز رحمه الله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في توحيد هذه البلاد حتى أصبحت هذه الدولة اليوم دولة عظيمة شامخة هي اليوم في مقدمة دول العالم في شتى المجالات السياسية الاقتصادية والعمرانية!! عندما يقرر أحد تقديم هدية لإنسان يحبه وعزيز عليه سواء كانت في ذكرى مناسبة تاريخ ميلاد أو لأي مناسبة أخرى فانه يجتهد ويتكلف في اختيار أفضل هدية وفق قدراته ويجتهد أكثر في تقديمها بصورة وبطريقة وبأسلوب أدبي كبير يليق بحجم علاقته ومحبته لهذا الشخص، بل وكثيراً ما يسطر مع هذه الهدية أفضل العبارات والكلمات التي تؤكد عمق هذه المحبة وهذه العلاقة!! هذه الصورة الجميلة والمؤدبة والمحترمة والمثالية للتعبير الشخصي عن شعور إنسان تجاه شخص عزيز هي ما نحتاج إليها ومثلها في مناسبة اليوم الوطني الغالي.. وهذا هو الأسلوب المفترض الذي يجب أن نجسد من خلاله حبنا لوطننا الغالي في يومه المجيد وهذه هي الطريقة المثلى المفترضة يجب أن نتبعها في الاحتفال بذكرى يوم الوطن بعيداً عن الفوضى"الشبابية" وبعيداً عن التسكع في الشوارع وإغلاق الطرق وممارسة تصرفات مسيئة للآخرين والإساءة إلى العلم والشعارات الوطنية بتصرفات مراهقة.. ممارسات أجبرت كثيراً من المواطنيين يلتزمون البقاء في منازلهم أو يغادرون إلى خارج الوطن!! من مشاهد بعض الاحتفالات باليوم الوطني في وطننا خلال السنوات الماضية فانه وللأسف اليوم أصبح الاستعداد لهذه الاحتفالات "هماً" كبيراً على الجهات الأمنية.. والمرورية ورجال الهيئة.. ويستنفر الكثير من الجهود الكبيرة المرهقة والإمكانيات الشاقة وهذه حالة لا نجد لها مثيلاً في كل احتفالات الدول المتقدمة المتحضرة!! أيضا هناك من جعل من إجازة اليوم الوطني هماً على بعض الأسر وأولياء الأمور.. والاحتفال باليوم الوطني أصبح يسبب قلقاً للكثير من أصحاب المحلات وسالكي الطريق المسالمين الذين تعرض بعضهم إلى مضايقات وتصرفات سلبية من فئة من الشباب والمراهقين الذين أساء الفهم بالاحتفال بإجازة الوطن وتناسوا ذلك بتعمد وبإصرار مزعج!! اليوم نحتاج إلى (بناء ثقافة جديدة) تمكننا من خلالها التعبير عن ذكرى تأسيس هذا الوطن بصور "منظمة" وآمنة وراقية ومتحضرة.. احتفالات وفعاليات تكون جاذبة فعلاً لكل شرائح المجتمع.. نحتاج اليوم إلى احتفالات مثالية هادئة.. نحتاج اليوم إلى الاحتفال باليوم الوطني من خلال سلوك منظم مؤدب ومحترم ومثالي من الجميع يعكس للآخرين ثقافة هذا المجتمع!! لكن الأهم والمهم في هذه المناسبة أن على جميع المواطنين وخاصة الشباب والشابات عليهم أن يدركوا كثيراً ويفكروا جيداً أنهم في هذا الوطن يحتفلون بيومهم الوطني ويفرحون في نفس الوقت الذي فيه غيرهم من أبناء كثير من الدول (خاصة العربية) يعانون إما الجوع أو الخوف أو القلق أو عدم الاستقرار أو التشرد في كثير من جوانب الحياة العامة.. في ظل هذه الأفراح والاحتفالات الوطنية يجب أن يدرك أبناء هذا الوطن في هذه المناسبة الوطنية الغالية انهم في نعمة كبرى يفتقدها اليوم غيرهم من أبناء الدول العربية وهذه النعمة الكبرى والعظيمة تستحق أولاً الشكر لله سبحانه وتعالى.. فهي نعمة أمن واستقرار ورخاء!! ونعمة تستحق سلوكاً مثالياً في الشارع.. في الأسواق في كل موقع.. وهذه أهم هدية يقدمها مواطن لوطنه في يومه الوطني.. هنيئاً لك أيها الوطن الغالي بهذه المناسبة الغالية وهنيئاً لنا بهذا الأمن وهذا الاستقرار وهذا الرخاء أدامه الله والشكر أولاً وأخيراً لله سبحانه وتعالى على هذه النعم!! حفظ الله هذه البلاد بقيادتها وولاة الأمر فيها.. وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار وأعاد الله هذه الاحتفالات في هذا الوطن أعواماً عديدة إن شاء الله!!