كما هو معتاد ومتوقع تلقى معظم الطلاب والطالبات والموظفين خبر الإجازة التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لهم يوم غد السبت بمناسبة اليوم الوطني الذي يصادف يوم الأحد القادم بكل فرح وسعادة كبيرة.. لذلك فإن هذه الإجازات المفاجئة أصبحت ظاهرة !! فهناك فئات من الطلاب والطالبات والموظفين والموظفات قبل صدور قرار هذه الإجازة رسمياً قد منحوا أنفسهم مسبقاً حق إقرار هذه الإجازة ليوم السبت مع يوم الأحد ورتبوا أمورهم على الغياب والسفر.. وهذه عادة أصبحت ملازمة لمعظم الطلاب والطالبات وظاهرة طبيعية في مثل هذه المناسبات أو قبل أو بعد الإجازات الرسمية.. ما يؤكد غياب هيبة التعليم والعمل في كثير من المواقع؟! اليوم الوطني للوطن مناسبة عزيزة وغالية على قلب أي مواطن وحتى الإخوة المقيمين في وطننا وهم من تشبعوا بحب هذا الوطن من خلال سنوات العشرة والإقامة على أراضيه.. اليوم الوطني يوم مختلف يتطلب منا مراجعة كثير من الأمور وكثير من الجوانب التي تخص هذا الوطن.. الاحتفال باليوم الوطني خاصة في هذا الزمن وفي ظل هذه الظروف الراهنة يتطلب منا اليوم أن نبحث عن احتفال مختلف .. وأن نقدم فرحة مختلفة عن كل سابقاتها وبما يستحقه هذا الوطن منا كأبناء له هو عهد عظيم وإرث كبير من أجدادنا رحمهم الله جميعاً.. في هذا اليوم وفي هذه المناسبة نستذكر قبل كل شيء الرجل الأول الذي أسس ووحد هذا الوطن وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وطيب ثراه .. هذا الموحد الذي مضى اليوم على وفاته ستون عاماً ولا زال هذا الوطن وسيبقى كذلك مدينا له بالفضل الأول بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وفضله في توحيد هذه البلاد وما وصلت إليه اليوم من مجد على كافة المحافل.. اليوم الوطني يتطلب منا اليوم أن يكون احتفالنا به احتفالاً مختلفاً وفرحة مغايره لكل ماسبق في السنوات الماضية لأننا اليوم في زمن مختلف وفي ظروف مختلفة !! اليوم الوطني يحتاج منا إلى احتفال وفرحة بعيدة كل البعد عن الرقص في الشوارع.. ومن غير إشاعة الفوضى في الأسواق ومن غير رفع أصوات الأغاني والموسيقى في السيارات.. الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة يجب أن يكون أكبر من حمل الإعلام ولبس الشالات ووضع الألوان الخضراء على الوجوه والدوران في الشوارع وإلحاق الأذى بالآخرين في الأسواق وعند الإشارات.. الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة.. والفرحة باليوم الوطني يجب أن يكونا فرصة لتقديم كشف حساب لكل ماهو جميل تحقق في عام مضى على عمر الوطن.. الاحتفال باليوم الوطني يفرض علينا أن نكرم المخلصين.. والأوفياء.. والمبدعين.. والناجحين خلال عام مضى ممن قدموا أعمالا خالدة وناجحة وإنجازات في كل المجالات وفي كل المواقع على مدى عام سواء من كان منهم على قيد الحياة أو ممن توفاهم الله.. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن نجعل منه فرحة سنوية لتقييم أداء كل وزير.. وكل مسؤول.. وكل موظف عما قدمه لوطنه في عام من منطلق مسؤوليته ووظيفته.. الاحتفال باليوم الوطني يجب أن يكون فرصة كبيرة لتكريم وشكر كل من قدم أعمالا وطنية في كل المجالات السياسية .. والإدارية.. والاجتماعية.. والرياضية.. والفنية.. والثقافية.. والأمنية.. وفي غيرها من المجالات.. لانريد احتفالاً فوضويا يزعج الأسر والأهالي.. لانريد احتفالاً يكون هماً سنوياً على رجال الأمن والمرور ورجال الهيئة.. اليوم الوطني هو مناسبة يجب أن تتجسد في كل ساعاته كل معاني الوطنية بأبلغ وبأعظم صورها من قبل الرجل والمرأة والشاب والطفل من خلال سلوك وتعامل مثالي في المنزل وفي الشارع وفي كل موقع بعيداً عن ماهو مناقض لكل تلك المثاليات.. فإن استطعنا تحقيق ذلك كله فإننا نكون قد أحسنا فعلًا احتفالنا بهذه المناسبة السنوية الغالية !!