ثمة تغيير في أيام وموعد (بعض) كتاب عيادة الرياض.. أتت بعد تغيير الإجازة الأسبوعية الرسمية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت.. لعل أبرز من طالهم التغيير عيادة الجلدية (ديرماتولوجي) للزميل والصديق العزيز الدكتور عبدالعزيز السدحان.. من السبت إلى الخميس.. وكلمة ديرم (بسكون الراء) مفردة لاتينية وانجليزية.. وبالفرنسي ديغَم.. ويدور معناها حول الأدمه والجلد وطبقاته.. ومن هنا أتت تسمية تخصص الأمراض الجلدية (ديرما تولوجي) فكيف تم إطلاق تسمية ديرَم (بفتح الراء) أو ديرمَه (ديغمه) على أداة تجميل النساء القديمة لدينا.. أي الأمهات والجدات.. وثمة حقيقة عن أدوات التجميل النسائية.. أيام زمان.. والتي تكاد تنحصر في الكحل للعيون.. والديرَم أو الديرمَه للشفاه(البراطم) وأرى ان كلمة ديرم تتناسب مع كلمة براطم وكلمة روج (لِب ستك) تناسب كلمة شفاه.. ماعلينا.. والديرم عبارة عن لحاء يؤخذ من بعض الأشجار (مثل ليفة دلة القهوة العربية) ومن يستعملن الديرم تجدهن يقمن بلوكه بين الشفتين ليل نهار أو تحريكه باليد اليمنى على الشفة السفلى.. وعندما تتوقف إحداهن عن (دق الديرمَه) تقوم بوضع الديرمه في صدرها.. وقد حدثني من أثق به (طبيب جراح) قبل بضع سنين ان امرأة خمسينية راجعته في العيادة تشتكي من بقعة في صدرها كالحرق.. لأنها نسيت أداة التجميل الديرَم في صدرها ونامت.. لتستيقظ وهي تشتكي من ألم وحكة في صدرها.. مايعني ان مفعول الديرم المباشر على الجلد كمفعول المادة الكاوية (أكا وستك) أما العطور أيام زمان فمن الذاكره هناك ما تسميه النساء بالأصفر.. وهو طيب الرائحة (يستعمل مع المشاط) وتضعه النساء في مفرق الرأس.. وهو ماعنته خادمة أو ماشطة هيا (حبيبة محيسن) بقولها: أصفر مع أصفر.. ليت محسن يشوفه توه على حد الغرض ما بعد لمس عندما كانت تعتني بشعر وجدايل وذوايب هيا.. ويقول الراوي إن محيسن كان مختبئاً بالقرب من هيا.. وسمع ما قالته الماشطة.. فتفاجأت بوجوده.. إلا ان هذه قضية أُخرى.. ماعلينا.. وأعود إلى الطيب والروائح.. فيُروى ان امرأة فيما مضى أكلت ثوماً وندمت خوفاً من زوجها.. وقامت بالتزين لزوجها ووضع الشمطري.. وهو طيب الرائحة لعلًهُ يخفي رائحة الثوم.. واقتربت من زوجها تتودد إليه.. فقام بزجرها ونهرها والابتعاد عنها قائلاً: ما ينفع الشمطري مع الثوم.. وفي الختام أرجو من الدكتور عبدالعزيز السدحان أن يُتحفنا بمقالة عن الديرَم في عيادة الديرماتولوجي.. والفرق بينه وبين (لِب ستك) على شفاه وبراطم من يراجعن عيادات الجلدية.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.