مدخل للشاعر سعد بن جدلان: اجمع له اسمان الهرج خوف من التقصير ولا جيت بشرح له كلامي تهيزلته يجيني منه هيبه.. معزّه.. سحى.. تقدير أقابله عندي علم .. وأروح ما قلته إن من جمال روح الإنسان البشاشة، وملاطفة الآخرين وإسعادهم، وعدم كشف أسراهم وعيوبهم، فمن يسيء في كلامه، ويصدر منه بعض الكلمات في قوالب غير مفهومه يسيء بها إساءة بالغة يكون بهذا التصرف الذميم قد خالف الصواب، والنتيجة تكون عكسية.. فالإنسان المستقيم العاقل الواثق من نفسه الذي يتحلى بجمال الروح ليس في حاجة لمثل هذه التصرفات غير اللائقة والذميمة التي نهانا عنها ديننا الإسلامي الحنيف، فكشف الأسرار من أساب العداوة والفراق وخراب المجالس، وتدل على خبث روح صاحبها وقد أنشد الشعراء من خلال أشعارهم الجزلة في هذا الشأن العديد من الأشعار ومنهم الشاعر عبدالله محمد الشمري الذي قال: لا صار بالديوان واحد من أثنين أما خبل .. وإلا كذوبٍ مفوّه تقدر تسميهم خراب الدواوين زين المجالس كدروا صفو جوّه ومن يتعرّض لمثل هذه المواقف فإن من جمال الروح الحلم والصبر، وهو واجب ديني يجب أن يتحلى به كل عاقل ومدرك لعواقب الأمور في كل مناحي الحياة، فمن جمال روح الإنسان حثها على الصبر والتحمّل، حتى لا يخدش جمال روحه بعض التصرفات التي تصبح واقعتها وخيمة، وتسبب الأذى والضيقة، فيجب البُعد عن أهل الردى والفشيلة كما يقول الشاعر خلف المشعان: الصبر عن بوح الأحاسيس قتال والبوح في بعض المواقف فشيله لو كل ما يطري على البال ينقال ما كانت أحس إن الثقيله.. ثقيله ابطيت أكافح ضيقة البال.. بالبال وادفع بلا هاجوسها كل ليله وحسن اللباقة واختيار الكلام الجميل أثناء التعامل شيء مطلوب في جميع مجالات الحياة اليومية، ودليل على معدن الإنسان، وجمال روحه واتزانه واستقامته.. فالتعامل والتخاطب مع الآخرين هو الميزان الحقيقي لشخصية الإنسان في جميع الأحوال، والروح ليس لها عذر في ترك ما يتوجّب عليها من واجبات والتزامات يجب أن لا تحيد عنه مهما واجه الإنسان في حياته من عقبات وصعوبات كما يقول في هذا الاتجاه الشاعر الشعبي بديوي الوقداني: الروح وش عذرها في ترك واجبها ؟ راح الحسب والنسب في جمع الأموالي نفسي تبى العزّ .. والحاجات تغصبها ترمي بها بين اجاويدٍ .. وأنذالي