لا نملك ونحن نودع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اختاره الله إلى جواره الا ان ندعو الله له بالمغفرة والرحمة. نعم انتقل خادم الحرمين الشريفين إلى جوار ربه لكنه خلف من المنجزات والمعجزات والأعمال العظيمة مما سيبقيه خالداً بيننا بتلك الأعمال التي لا تحصى ولا تنسى ولعلي أذكر مآثر خادم الحرمين الشريفين.. مشروع طباعة القرآن الكريم إن خادم الحرمين الشريفين منذ تسلمه الحكم قد استشعر أهمية خدمة القرآن الكريم فقد أمر - رحمه الله - بانشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ان هذا المشروع الإسلامي الضخم اعتنى بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه بمختلف الاصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء العالم واعتنى بترجمة معاني القرآن الكريم على كثير من اللغات العالمية وطباعة كتب السنة والسيرة النبوية إذ ينتج المجمع سنوياً عشرة ملايين نسخة وتوزع على المسلمين في جميع قارات العالم، ان خدمات خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - مشهودة ومعروفة ويصعب حصرها جعلها الله في موازين حسناته. الوحدة الوطنية الملك فهد - رحمه الله - قدم لأمته ووطنه الكثير الكثير ولا يمكن لأي إنسان أن يذهب من ذاكرته الذي قام به لأمته في أصعب المواقف وجهوده - رحمه الله - في تقرير للوحدة الوطنية داخلياً وخارجياً فهي أكبر من أن تكتب في سطور أو مقالة فقد أصدر النظام الأساسي للحكم ونظام الشورى ونظام المناطق وتكونت المشاركة الوطنية في اتخاذ القرار عبر اصدار الأنظمة التي تدعم الوحدة الوطنية في عهده - رحمه الله- توسعة الحرمين الشريفين اهتمامه - رحمه الله -بالحرمين الشريفين.. ففي عهده تمت أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ والتي كلفت أكثر من سبعين مليار ريال سعودي وزائر الحرمين الشريفين يشاهد التطور الهائل الذي يبهر الانظار في الحرمين الشريفين والتي تحققت في عهده، وقد تولى بنفسه - رحمه الله -الاشراف على المخططات ومناقشتها بكل اهتمام. الوحدة الإسلامية لم يتوان خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله -من نذر نفسه وماله في خدمة الإسلام والمسلمين فقام ببناء المساجد والمراكز الإسلامية في جميع أنحاء العالم وكذلك الاهتمام بالاقليات الإسلامية في العالم. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الذي كان شخصية تاريخية بارزة جمعت بصدق خصال القيادة الحكيمة وهو بحق من ابرز القادة العرب وحظي باحترام دول العالم وقد ترك بصمات لا يمكن ان تُمحى ورحيله حتماً يشكل ألماً ولكن نعلم أننا نملك الدولة الراسية حتى وان رحل رجل. رحم الله فقيدنا الغالي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ولنا في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير خلف، وأعزي جميع أفراد الأسرة المالكة بهذا المصاب الجلل فنحن دولة الرجال ودولة الحكمة ونفتخر أننا دوماً نملك القيادة بكل ثقل الدولة الاقتصادي والسياسي والأهم دولة الإسلام فرحم الله ملكاً رحل.. وبورك في ملك قدم ليواصل تلك القيادة والزعامة.