يعتبر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة صرحاً إسلامياً شامخاً خصص لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنبراً من المنابر التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين جلّ اهتمامها للعناية والرعاية بالقرآن الكريم والسنة النبوية. وأبرز تقرير أعدته الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الجهود التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد لرفعة وسؤدد الدين الإسلامي وخدمة أبناء الأمة الإسلامية من خلال هذا الصرح الكبير من مهبط الوحي وقبلة المسلمين لخدمة القرآن الكريم كتاب الله العزيز والعناية بمصدري التشريع الكتاب والسنة، وأمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون والعناية بمختلف علومه، وكذلك خدمة السنة والسيرة النبوية المطهرة، واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعاراً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل وَضع -رحمه الله- حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة في السادس عشر من شهر محرم عام 1403 ه وافتتحه - رحمه الله - في السادس من شهر صفر عام 1405ه. ويعد إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة من أجلّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً وطباعةً وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرّفة الدّالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً وقولاً وتطبيقاً وهذا الأمر ليس مستغرباً من المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد ورفعت رايته خفاقةً عاليةً، وعُرفت بنبل مقاصدها وعلو همتها وسمو أهدافها وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وذلك منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -. واعتنى المجمع بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة و بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية وطباعة كتب السنة والسيرة النبوية، واستمرار المجمع في إنتاج إصداراته من المصحف الشريف والتسجيلات والمصحف المعلم والأجزاء وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى والكتب والاسطوانات المدمجة وتطويرها وتنويعها وزيادة كمياتها والمحافظة على جودتها. وبيّن التقرير أن المجمع يقوم بطباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاوة القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره والعناية بعلومه، والعناية بالسنة والسيرة النبوية والعناية بالبحوث والدراسات الإسلامية والوفاء بحاجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة ونشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية. واستعرض التقرير في سياق سرده المهام والتقسيمات الرئيسية للمجمع واختصاصاتها وهي الهيئة العليا للمجمع وتعتني برسم الخطط والأهداف العامة للمجمع وسياسات تطبيقها والإشراف على تنفيذها والموافقة على طلبات التعاون الواردة من خارج الوزارة ودراسة ما يعرض عليها من الأمانة العامة للمجمع وإقرار برنامج إنتاج إصدارات المصحف الشريف وترجمات معانيه إلى مختلف اللغات والموافقة على اختيار القراء للمصحف المرتل والموافقة على ما يتم اختياره من مركز الدراسات القرآنية ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية ومركز الترجمات من الكتب والمواضيع العلمية تأليفاً وتحقيقاً وترجمة ونشراً، وإقرار خطة التدريب للعاملين في المجمع وقرار الموازنة للأمانة العامة للمجمع واعتماد الضوابط والمعايير التي تصرف على ضوئها المكافآت لأعضاء الهيئات واللجان والمتعاونين وإقرار اللوائح والأنظمة التي يحتاج إليها المجمع واتخاذ ماتراه محققاً للمصلحة العامة في الحالات المستجدة من الأمور التي لم يرد ذكرها في اختصاصات الأجهزة المختلفة والاطلاع على التقرير السنوي للمجمع والبت في الأمور التي يتضمنها من خلال الهيئة العليا للمجمع، إضافة إلى المجلس العلمي للمجمع والذي يرأسه الأمين العام للمجمع، وتتبلور مهامه واختصاصاته في رسم خطة عمله وفقاً لأهداف المجمع التي تتعلق بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وترجمات معاني القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ودراسة ما يكلف به من بحوث ودراسات من الوزير المشرف العام على المجمع، ودرس التقارير المعدة من اللجان والجهات العلمية في المجمع وإبداء الرأي فيها. كما تضم التقسيمات اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية والتي تُعنى بمراجعة المصاحف حال خط خطاط المجمع لها وخلال الضبط وبعده على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط والفواصل والوقف والابتداء والتفسير، وتظل المراجعة مستمرة من اللجنة العلمية في جميع مراحل الإعداد والتحضير حتى تأذن اللجنة بالبدء بطباعة المصحف، كما تبدي رأيها في المصاحف المخطوطة والمطبوعة التي ترسل إلى المجمع من الجهات الرسمية، وصدر عنها مصحف المدينة النبوية برواية حفص عن عاصم وورش عن نافع والدوري، وحفص عن عاصم الذي تنتهي صفحاته بآية، وللمجمع خمس مخطوطات خاصة به كتبها خطاط المجمع وروجعت من اللجنة اثنتان برواية حفص وواحدة بكل من رواية ورش والدوري وقالون، أيضاً لجنة الإشراف على مصحف المدينة النبوية المرتل والتي تُعنى بالإشراف على مختلف التسجيلات التي يصدرها المجمع للتأكد من صحتها وسلامتها وفقاً للقراءات التي تسجل بها. أما إدارة الشؤون العلمية فبين التقرير ما يتبع هذه الإدارة من مراكز وشملت مركز الترجمات ويُعنى بالشؤون العلمية للترجمات وبخاصة القيام بأعمال ترجمات معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات ودرس المشكلات المرتبطة بالترجمات وتقديم الحلول المناسبة لها، وإجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات، ودراسة الترجمات الحالية وترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، وهناك مجلس للترجمات يُعنى بالنظر في مختلف شؤون الترجمات ومركز الدراسات القرآنية ويُعنى بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه، وبالعمل على تحقيق الكتب المتعلقة بالقرآن الكريم وردّ الأباطيل ودفع الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم. كما يتبع للإدارة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية الذي أنشئ بالأمر السامي المتضمن الموافقة على قيام الجامعة الإسلامية بإنشائه بالتعاون مع المجمع لطباعة ما يتم إعداده وتحقيقه، ويُعنى المركز بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية وإعداد الموسوعات الخاصة بها، وتحقيق ما يمكن من كتبها وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها وردّ الأباطيل ودفع الشبهات عنها وترجمة ما تدعو الحاجة إليه منها، وطبع المجمع من إنتاج المركز كتاب «إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة» للإمام العسقلاني ويقع في عشرين مجلداً وفهرس، وكتاب «المستشرقون والسنة النبوية» وكتاب «فضائل المدينة». كما يتبع لإدارة الشؤون العلمية مركز التدريب والتأهيل الفني بالمجمع الذي يُعنى بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية، سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج أم الطباعة أم التجليد أم الصيانة، ويتم ابتعاث عدد من المتفوقين من خريجي دورات المركز إلى الكليات والمعاهد المتخصصة داخل المملكة وخارجها، ويهتم المجمع بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنياً وإدارياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية والإدارية وفي مجال التحضير والتجهيز والمونتاج ونظم المركز أكثر من 12 دورة تدريبية تخرج منها أكثر من 300 فني، ويتم التدريب بوسائل شتى داخل المجمع من خلال التدريب على رأس العمل أو خارجه في معهد الإدارة العامة وفي اللغة الإنكليزية لموظفي الأمانة وفي الحاسب الآلي وفي تخصصات فنية مختلفة.