اشتبكت القوات الفلبينة أمس مع المتمردين الاسلاميين على جبهتين حيث اطلقت هجوما لاستعادة اجزاء من مدينة في جنوب الفلبين يحاصرها المتمردون المعارضون لمحادثات السلام مع الحكومة، بحسب مسؤولين. وهاجم مقاتلون من الجبهة الوطنية لتحرير مورو مواقع للجيش الفلبيني في جزيرة باسيلان ما ادى الى اصابة ثلاثة جنود، بحسب الجيش. وتقع باسيلان على الساحل الاخر لمضيق بحري قبالة مدينة زامبوانغا الساحلية الكبيرة التي تدور فيها اشتباكات متفرقة بين 180 من المتمردين المسلحين وقوات الجيش منذ الاثنين ما ادى الى تشريد نحو 13 الفا من سكان المدينة. وصرح الكولونيل رودريغو جورجيو المتحدث باسم قوات الجيش في المنطقة بشان هجمات باسيلان "نعتقد ان هذا جزء من اساليبهم لتشتيت الانتباه". وقال ان جماعتين أخريين من المتمردين الذين يرتبطون بالجبهة الوطنية لتحرير مورو تشاركان ايضا في القتال في باسيلان، الجزيرة المكسوة بالغابات والتي تعتبر معقلا تقليديا للمسلحين. عناصر من الجيش الفلبيني يتمركزون قرب خط الاشتباك على حدود المدينة (أ.ب) واطلق متمردو مورو في اليوم الرابع لمحاصرتهم مدينة زامبوانغا، قذائف الهاون، بينما استهدف قناصتهم القوات الحكومية اثناء تقدمها من مواقع المتمردين. والمسلحون هم من انصار نور ميسواري مؤسس الجبهة الوطنية لتحرير مورو التي بدأت تمردا طويلا للمطالبة بالانفصال عن الفلبين في 1971. وأطلق ميسواري اعلانا جديدا "للاستقلال" قبل شهر بعد زعمه ان الحكومة تنتهك بنود اتفاق السلام المبرم في 1996 والذي تم بناء عليه إنشاء منطقة للحكم الذاتي الاسلامي في الجنوب عن طريق التفاوض على اتفاق سلام منفصل مع الجبهة الاسلامية لتحرير مورو المناوئة للجبهة الوطنية لتحرير مورو. واتهم ميسواري الحكومة بنكث وعودها وتهميش الجماعة لصالح الجبهة الاسلامية لتحرير مورو التي من المتوقع ان تتولى الحكم الذاتي الموسع في المنطقة بحلول 2016. وتؤكد الحكومة ان الاتفاق المقترح مع الحركة الاسلامية سيحترم الاتفاق مع الجبهة الوطنية، وذلك في اطار سعيها لانهاء التمرد الذي اودى بحياة نحو 150 الف شخص. وقال مسؤولون ان المسلحين يختبئون بين 80 و180 "درع بشري" في العديد من احياء المدينة. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورازون سوليمان الخميس ان مسؤولين يحاولون التحقق من مزاعم بان مسلحين اغتصبوا بعض النساء. واضافت ان بعض السكان الفارين من المنطقة تحدثوا عن تلك الانتهاكات. وصرح جورجيو المتحدث باسم قوات الجيش في المنطقة ان مئات جنود القوات الخاصة تدعمهم الشرطة قيدوا حركة المتمردين، الا ان وجود المدنيين يمنع القوات من القيام بعمل لانهاء الحصار. واضاف المتحدث باسم الجيش الكولونيل رامون زاغالا "لا نستطيع القيام باعمال هجومية دون التفكير في الرهائن" الذين يحتجزهم المتمردون. واضافة الى الجنود الثلاثة الذين اصيبوا في باسيلان، قتل جندي في اشتباك مع المتمردين الاربعاء، بحسب جورجيو. وبهذا يرتفع الى 14 عدد القتلى في الاشتباكات هم ثلاثة مدنيين وشرطي وجنديين وثمانية من عناصر الامن. وصرحت رئيسة بلدية زامبوانغا ماريا ايزابيل كليماكو سالازار انها تمكنت من التحدث مع ميسواري هاتفيا في وقت متاخر من الاربعاء وطلبت منه انهاء الحصار. وقالت انه ابلغها انه منح اتباعه على الارض حرية تقرير مصائرهم. واكدت ان المسؤولين يحاولون اعادة الخدمات الاساسية لباقي المدينة البالغ عدد سكانها قرابة المليون والتي شلها الحصار. ودعت المتاجر الى اعادة فتح ابوابها، كما دعت الاطباء الى البقاء في المستشفيات، ودعت السكان الى الهدوء مع سعي السلطات الى فتح خطوط اتصالات مع المتمردين لاقناعهم بانهاء الحصار. وقالت "اناشد مرة اخرى محتجزي الرهائن الى الافراج عنهم خاصة عن كبار السن والمرضى والاطفال وذوي الاعاقات". وفي هذه الاثناء دعا مسؤولون السكان في مناطق النزاع الى مغادرة منازلهم والتوجه الى اماكن امنة.