جريمة بشعة وقعت ضحيتها «جليلة» التي اتفق اخوتها الثلاثة على قتلها في منطقة خالية في جنوب الاردن. وما كانت حياة جليلة إلا قصة مأساوية، فقد سبق ان خطفها رجل قبل سنوات، واجبرها على العيش معه بالحرام ولما عثرت عليها الشرطة آنذاك دلت على الفاعل الذي اجبرته الجهات المعنية بالزواج منها خشية وقوع جريمة، وهذا ما حصل بالفعل فقد تزوجت جليلة وعاشت لعامين في كنف الرجل الذي خطفها سابقا، واثمرت هذه العلاقة ولادة طفل ذكر، لكن جليلة عادت الى بيت أهلها بعد ان طلقها زوجها. ومرت الايام، وجليلة في همها وحزنها الى ان لاحظ احد اخوتها انتفاخ بطنها وعزلتها غير الاعتيادية، فأدرك على الفور انها حملت سفاحا، فأعد العدة لقتلها، والتخلص من العار الذي الحقته بالعائلة. ووضع خطة لذلك بأن طلب من شقيقته ان تتفق معها على الذهاب الى قابلة قانونية كي تخلصها من جنينها في مكان منزو بعيدا عن اعين الناس، وهكذا قامت الأخت باستدراج اختها في المكان والزمان المعنين، وكذلك قام الأخ الذي خطط للجريمة باخبار الأخ الثالث الذي وافق بدوره على المشاركة في التخلص من جليلة. وكانت الخطة ان يقوم الأخ الاول بارتداء ملابس نسائية وتمثيل دور «القابلة القانونية» وان يأتي بعد وصول جليلة مع شقيقته الى المكان، وهذا ما حدث بالفعل لكن الأخ لم يتمكن من اتقان دور القابلة وهو يسأل جليلة عن والد الطفل وعن تفاصيل فعلتها، وشكت الضحية به واكتشفت امره لكن بعد فوات الأوان، فهي الان بين ايدي اخوتها الثلاثة وهم يحملون البلطات واخذت تصرخ وتقاوم، لكن عبثا، فقد عاجلتها اختها بحجر كبير، انهى حياتها وسبقته طعنات هائجة من الشقيقين، ماتت جليلة في الصحراء الشاسعة وذهبت صرخاتها ادراج الرياح، كما طارت روحها جراء الانتقام. تركها اخوتها جثة هامدة وسلموا أنفسهم للشرطة كما سلموا سلاح الجريمة وقبل ايام، نطقت محكمة الجنايات الكبرى بالحكم على الفاعلين الثلاثة بالأشغال المؤقتة لخمسة عشر عاما، لكن قيام الاهل باسقاط الحق الشخصي عنهم اعتبر من الاسباب المخففة، ولذلك فقد تقرر تخفيف الحكم الى النصف، حكما قابلا للتميز.