بدأت فصول الماسأة قبل اكثر من سنتين ونصف في احدى مناطق عمان الشرقية بالاردن حيث شهدت اشجار وورود بستان هناك قصة حب عنيفة بين احلام وابن الجيران الشاب الوسيم سلامة، وتطورت هذه العلاقة التي كانت طي الكتمان والسرية، وقد استغل سلامة حبها وولعها به واستدرجها الى بيته وكانت الجدران الشاهد الوحيد على ضياعها وكل ذلك حصل برضاها وبعد وعده لها بالزواج، وقد استمرت العلاقة الآثمة بينهما عدة اشهر. وفي يوم مرضت احلام وشعرت بارتفاع شديد بضغط الدم ودخلت في غيبوبة مما دفع شقيقها جلال الى حملها ونقلها الى اقرب مستشفى وهو يدعو الله ان لا يصيبها مكروه، وعلى الفور ادخلها الطبيب المناوب الى غرفة العناية الحثيثة، اما جلال فاخذ ينفث دخان سيجارته واصابه القلق عليها. بعد حوالي ساعة سمع صوت اقدام الطبيب متجهة الى قاعة الانتظار وكان الطبيب مترددا في ابلاغه الخبر السيئ ظنا منه انه زوجها . ولكنه اخبره انه انقذ حياة الزوجة لكنه اضطر الى اجهاض الجنين الذكر بعد ان تبين له اصابتها بتسمم في الحمل. اما جلال فقد تسمر في مكانه ولم ينبس ببنت شفة وعجز عن النطق، فقد لجمت المفاجأة المروعة كلماته، ولكن الممرضة قطعت صمته وهي تنادي الطبيب الى الطواريء، وحتى لا ينكشف الامر تمالك جلال اعصابه وبقي ينتظر ساعات حتى يتسنى له التحدث معها، وبعد ان استفاقت من التخدير استفسر منها عن الفاعل، ولم تستطع ان تنكر وتبعد الاتهام عنها بعد كل ما تكشف، وصارحته باسم الشاب واكدت انه يود الزواج منها. وفي اليوم التالي قدم جلال شكوى بحق الشاب الذي استدعته الشرطة حيث قرر عقد قرانه عليها مما استوجب عدم ملاحقته قانونيا عن جرم اغتصابها، وتحسبا لعدم وقوع مشاكل فقد قام رجال العدالة بتسليم احلام الى والد زوجها وتم حفظ اوراق القضية التي انتهت بالزواج. لكن التفكير بالانتقام بدأ لدى جلال الذي اخذ يخطط لسيناريو الجريمة ويرسمه بعناية فائقة بهدف قتل من لطخت شرف العائلة، وأعد السلاح الابيض في وضح النهار واختار التنفيذ في عتمة الليل، وعندما وصل الى منزل اهل زوجها كانت لوحدها و انفرد الجاني بالضحية و تظاهر انه يود المباركة لها وبعد ان اطمأنت له استل «الشبرية» واخمدها في صدرها فسقطت على الارض، لكنه كان يتلذذ بالانتقام وهو يسدد طعناته الى جسدها وتركها تنزف الى ان فارقت الحياة . محكمة الجنايات الكبرى التي نظرت في هذه القضية الحساسة رأت الهيئة الحاكمة فيها ان المتهم قام بقتل شقيقته سفاحاً وذلك لكونه قد قتلها بعد فترة من علمه بحملها، لذلك فانه لا يتوفر الشرط المطلوب توفره لاستفادته من العذر المخفف المنصوص عليه في قانون العقوبات لأن مضي هذه المدة من شأنه ان يؤدي الى زوال مفعول الغضب، ولكن نظرا لاسقاط الحق الشخصي عنه من قبل الاهل ولسوء سلوك المغدورة فقد اعتبرت المحكمة ذلك من الاسباب المخففة التقديرية وقررت وضعه بالاشغال الشاقة المؤقتة مدة سبع سنوات والقرار قابل للتمييز.