تحييد لبنان وجعله بمنأى عن أيّ ضربة أميركية محتملة ضدّ سورية ومعالجة مشكلة النازحين السوريين الذين قد يتدفقوا بأعداد أكبر الى لبنان وقد بلغ عددهم (الرسمي) لغاية اليوم 700 ألف نازح هي الهموم التي تشغل الدولة اللبنانية اليوم. لكن، ما هي هموم حلفاء النظام السوري في لبنان وتحديدا قوى 8 آذار وفي مقدمتها "حزب الله"؟ تلتزم هذه القوى الصمت المطبق وإن كانت تجهر علانية بأنها ضدّ ايّ ضربة توجهها الولاياتالمتحدة الأميركية الى النظام السوري وهو "العمود الفقري لقوى الممانعة وللمقاومة في لبنان" كما تشير أوساط مقرّبة من هذه القوى. وفي تحليل هذه الأوساط أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تمّ توريطه في قضية السلاح الكيميائي، قبل صدور نتيجة التحقيقات من قبل المفتشين الدوليين في مجزرة الغوطتين الشرقية والغربية، وكانت الصدمة الكبرى تخلي بريطانيا عنه لذا اضطرّ أن يعيد حساباته التي ستظهر نتائجها اليوم الاثنين بعد اجتماع الكونغرس الأميركي". وتقول هذه الأوساط بأن "الدول المؤيدة لسورية ومنها إيران وروسيا تقومان بلوبي مكثف لدى الكونغرس الأميركي من أجل تجنيب سورية هذه الضربة وذلك خوفا من إغراق الإقليم بحرب شاملة". وتشير الأوساط المقربة من قوى 8 آذار: "الى وجود انقسام داخل إيران حول النأي بها عن الضربة الأميركية يقوده الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وبعض أعضاء مجلس الشورى، في حين ان الصقور يدفعون في اتجاه مساعدة الأسد الى النهاية لكن من دون تدخّل عسكري مباشر". ولا تستبعد هذه الأوساط: "تسخين الجبهة الجنوبية للبنان من قبل "حزب الله"، مشيرة الى أنّ "إسرائيل ستكون هدفا لهذه القوى إذا استشعر الإيرانيون بأن الضربة الأميركية ضدّ نظام الأسد ستكون قاصمة وتقضي عليه كليا من أجل تسليم المعارضة الحكم". وتضيف:" عندها لن يكون بإمكان القوى المساندة للنظام السوري أن تقف مكتوفة الأيدي، لذا تجنّد إيران وروسيا دبلوماسييها حول العالم من أجل منع حدوث هذه الضربة لأنهما تدركان أن مداها سيتخطى سورية الى الإقليم وستكون بنظر هذه القوى انتحارا جديدا للأميركيين". وتشير الأوساط الى أنّ " الأمل ضعيف لدى هاتين الدولتين في إقناع أوباما في العدول عن قراره، لأن خيار التراجع عن الضربة مرّ بالنسبة للأميركيين كما هي الضربة بذاتها، التي يعتبرها الإيرانيون وحلفاؤهم "خطوة هوليوودية جديدة"".