عاش نادي الاتحاد وجماهيره الكبيرة أسوأ مرحلة في تاريخه الحديث مع تسجيل اسمه وحيدا من بين أندية الدوري السعودي غير القادرة على ضم لاعبين أجانب بسبب الأزمة المالية، وفي حين كانت بداية مشواره مدوية بالفوز على الشباب برباعية خارج الأرض فقد سقط في الاختبار الأسهل أمام ضيف الأضواء الجديد العروبة في الجولة الثانية لتعود الجماهير التي فرحت بنقاط الشباب تضرب أخماسا بأسداس لا تعرف كيف سيكون مستقبل "العميد"، الديون المتراكمة، ومستحقات أجانب سابقين وحاليين، وتأخر مرتبات المحترفين والعاملين تعاني من ويلاتها كل الأندية، الاتحاد وحده من بدء الموسم وخاض مواجهتين بلا أجانب، كثيرون تحدثوا عن ديون أندية أخرى ومشكلات قد تهدد بحرمانهم من تسجيل الأجانب لكن النهاية تؤكد أن كل شيء يسير على ما يرام، وأن تلك الديون لا تزال تحت السيطرة وسط تصدر هؤلاء اللاعبين القائمة الرئيسية للمباريات، تكشف تصريحات كثير من مسؤولي الأندية صعوبة تجاهل دعم الفريق بالصفقات المحلية والأجنبية وصولا لتخفيف الديون، بحجة أن الجماهير ترغب في مشاهدة فرقها بالصورة المطلوبة، والتواجد مع الفرق الحاضرة في سباق الفوز بأبرز النجوم، وهذا ما دعا الاتحاد للتعاقد مع نجم الهلال السابق أحمد الفريدي بأكثر من 30 مليون ريال في خطوة مهمة فنيا آنذاك؛ غير أن الأزمة الخانقة اليوم والاجتماعات المختلة وآخرها مع الاتحاد السعودي وتواصل البحث عن حلول قبل إغلاق فترة التسجيل يشير لنظرة خاطئة للمستقبل الاتحادي. وما حدث مع "العميد" مرشح لأن تعترض أندية أخرى، طالما ظلت الأندية غير قادرة على تكوين مصادر دخل واضحة، وتنفق الملايين دون الحصول على المردود الفني المطلوب وسط إغفال أو قلة الاستفادة مما تنتجه الفئات السنية التي تعد منبعا لعظماء كرة القدم في السعودية وقادة أنديتها لكبرى البطولات. بعد الهزيمة من العروبة فاجأ أحمد الفريدي كل من يتابع شؤون الاتحاد بفكرة بيع عقده متى كان ذلك سبيلا لإنقاذ النادي من أزمته، ومخولا له تسجيل لاعبيه الأجانب، وهي فكرة مجنونة لا يمكن أخذها على محمل إخلاص اللاعب لناديه فقط؛ فربما قصد طرح مقترح قابل للتنفيذ يخرج الاتحاد من أزمته المادية، ويقود اللاعب الموهوب للفوز بعقد جديد بعد ضمان سداد مستحقاته، ثم خوض تجربة مع فريق جديد بعد فترة قصيرة تشكلت لديه من خلالها كثير من التوقعات المستقبلية التي لا يراها إيجابية باستمراره بشعار "العميد". وإذا كانت إدارة محمد الفايز قد سجلت نفسها الأجرأ ربما في تاريخ الأندية السعودية باتخاذ قرارات استبعاد نجوم ذوي شعبية كبيرة بقيادة محمد نور وأحرز الفريق بقيادتها كأس خادم الحرمين للأبطال؛ فإنها مرشحة لتميز من نوع آخر حين تكون الإدارة الوحيدة في تاريخ النادي العريق التي يحرم في عهدها من تسجيل الأجانب.