تجمع آلاف من متظاهري المعارضة الكمبودية أمس السبت في بنوم بنه وهم يحملون زهور اللوتس لإثبات سلميتهم، من اجل الاحتجاج على نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب رئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 28 عاما. وبدأ المتظاهرون الذين وضعوا اشرطة صفراء كتب عليها "صوتي حياتي"، التجمع في حديقة الديموقراطية المكان التقليدي للتظاهرات. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان نحو عشرين الف متظاهر تجمعوا في الموقع صباحا. وتأتي هذه التظاهرة للمعارضة عشية اعلان النتائج الرسمية للاقتراع من قبل اللجنة الانتخابية. ويفترض ان تؤكد هذه النتائج الارقام الاولية التي اعلنت واشارت الى فوز حزب هون سين. وقال زعيم المعارضة سام رينسي ان "الذين سرقوا اصواتنا لن يعيشوا بسعادة". وقبل ذلك، صرح رينسي للصحافيين ان "هذا البلد يعيش في ظل نظام ديكتاتوري منذ حوالي اربعين عاما واعتقد انه حان الوقت لتغيير ديموقراطي سريع". ويردد المتظاهرون هتافات من بينها "اين صوتي؟" و"نريد العدالة والديموقراطية الحقيقية". وفرضت حكومة هون سين اجراءات مشددة في محاولة لترهيب المتظاهرين، من بينها تفتيش السيارات عند مداخل المدينة ونشر حوالي الف من رجال الأمن واعطاء "نصيحة" رمزية الى الاجانب بعدم المشاركة في التظاهرة التي تعد واحدة من اكبر التجمعات في السنوات الاخيرة. وحول الحشد، نشرت قوات الامن لكن ببعض التحفظ. الا ان انتشارها واضح جدا في الاحياء الرئيسية للعاصمة. وقال اوي ساورين (54 عاما) الذي كان بين المتظاهرين ان "اصواتنا سرقت. انتصار الشعب سرق (...) افضل الموت اذا لم يتم احقاق العدالة". من جهته، صرح شاينغ شانتارا (29 عاما) "نشارك في التظاهرة لاننا نريد ديموقراطية حقيقية". واضاف ان "الانتخابات كانت جائرة جدا وشهدت مخالفات لا يمكننا قبولها". وطالب بتشيل لجنة مستقلة لتحسم في نتائج الاقتراع. وتطالب المعارضة في الواقع باجراء تحقيق من قبل لجنة مستقلة في عمليات تزوير. لكن هون سين الذي تتهم حكومته باسكات المعارضين، اكد انه سيبقى رئيسا للوزراء وسيشكل حكومة جديدة حتى اذا قاطعت المعارضة البرلمان. وكانت اللجنة الانتخابية اعلنت منتصف اغسطس فوز حزب الشعب الكمبودي الذي يقوده رئيس الوزراء هون سين باقل من نصف اصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية التي جرت في 28 يوليو. وحسب هذه النتائج الاولية حصل حزب الشعب الكمبودي على 49% من اكثر من 6,6 ملايين صوت مقابل 44% لحزب الانقاذ الوطني في كمبوديا الذي يقوده زعيم المعارضة سام رانسي، حسب تعداد اجرته فرانس برس استنادا الى نتائج كل ولاية. وتوزعت بقية الاصوات على احزاب صغيرة يتوقع ان لا تحصل على اي من المقاعد ال123 المتنافس عليها. وبعد انتخابات اعتبرت المنظمات المحلية والدولية ان مخالفات شابتها اعلن حزب الشعب الكمبودي انه احتفظ بالاغلبية في البرلمان ب68 مقعدا مقابل 55 لحزب الانقاذ الوطني في كمبوديا.