ورفعت يديك إلى السماء وانت في خلوة وسألت الله أن يرشده إلى مافيه صلاح هذه الأمة.. هل فكرت يوما في عظم مسؤولية ولي الأمر وما لديه من الواجبات والمهام ما الله به عليم؟ انت تسمع خطباء المساجد في كل جمعة وهم يدعون لولي الأمر، لادراكهم بأن في صلاح ولي الأمر صلاح للأمة بأكملها.. فماذا عنك أيها المواطن المصلي المتعبد لله؟ ألست تنعم بالأمن وهو من أعظم نعم الله، فبالأمن تسعد النفوس وتطمئن وبالامن يجتمع الناس وتستقر أحوالهم. كان السلف الصالح يدعون لولي الأمر، لأنهم فقهوا ذلك وعلموا أنه يقوم بمهمة عظيمة. وكان الإمام أحمد رحمه الله رحمة واسعة يدعو لإمام المسلمين.. وقد نقل عنه أنه قال: (لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام لأن بصلاحه تصلح الرعية) انتهى. ثم ألا تحب ان تتقرب إلى الله؟ فقد قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله(الدعاء لولاة الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات) فكيف يفوت علي وعليك وعلى كل مواطن مسلم هذه الطاعات الهينة البسيطة والتي تقربنا إلى الله؟ ويقول أحد الأئمة المعروفين بالصلاح: (إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح والتوفيق فاعلم انه صاحب سنة إن شاء الله). إن اغلب مجالسنا إلا من رحم الله لاتسمع فيها إلا نقدا للمسؤولين وللوزراء ولكل صغير وكبير وبعض هؤلاء من الناقدين، لم يفلح في اصلاح بيته، لانه تفرغ للنقد واهمل الواجب مع انه لايجوز نقد مسؤول علنا بل بارسال رسالة اذا كان الناقد همه الاصلاح.. وأبواب ولاة الامر مفتوحة للجميع وكذلك المسؤولين. اللهم وفق ولي أمرنا لما فيه خير وصلاح هذه الأمة وخذ بناصيته وناصية ولي عهده ونائبه وجميع مسؤولي دولتنا واللهم احفظ هذا الوطن وسائر أوطان المسلمين.