أدخل تباطؤ الهيئة العامة للطيران المدني في تحويل مطار الأحساء إلى إقليمي اليأس وخيبة الأمل في نفوس أهالي الأحساء الذين يربو تعدادهم على 1.5 مليون، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون سماع أزيز الطائرات المغادرة والقادمة فور إعلان اللجنة الثلاثية المكلفة عن جاهزية مطار الاحساء للتشغيل الإقليمي بعد استيفائه كل متطلبات واشتراطات الجهات الحكومية المعنية منذ مطلع محرم العام الحالي 1434، ظل مطارهم على وضعه السابق كئيباً برحلتين في الأسبوع، متسبباً في خسائر اقتصادية وسياحية وتجارية يدفع ثمنها الوطن والمواطن. التباطؤ.. خيب أمل 1.5 مليون من الأهالي المتلهفين على مطارهم تعطيل وخسائر ويوضح مدير فرع الهيئة السعودية للمهندسين بالأحساء المهندس عبدالرحمن بن عبدالله النعيم أن المملكة تعيش حالياً وضعاً حضارياً غير مسبوق في الإنفاق الحكومي الضخم، ما أثر إيجاباً على القطاعات الرئيسة وفي مقدمها تطوير النقل، مضيفاً أن الأحساء شهدت قفزات في إنشاء المدارس الأهلية والمستشفيات الحكومية والخاصة، إضافة إلى جهود أمانة الأحساء الرائعة في تطوير الخدمات العامة، ما يعني وجود عدد كبير من المنتسبين لتلكم المنشآت من أطباء ومهندسين ومعلمين، إلى جانب الكثافة السكانية المرتفعة في المدينة، ولذلك فإن تشغيل المطار إقليمياً أمر مُلح ومطلب ضروري اليوم قبل الغد، وكل تأخير يتسبب في خسائر ويعطل حركة التنمية. رئيس «فرع المهندسين»: سفراتنا مشتتة بين مدرجات البحرين والدوحةودبيوالدمام وكشف المهندس النعيم أنه كرجل أعمال واجه رفضاً لدى محاولته استقطاب شركات أجنبية للعمل في مشاريع تنموية في الأحساء كانت ستعود بالخير الوفير على الوطن والمواطن، وكان المسبب الرئيس للرفض هو غياب مطار دولي أو إقليمي، مبيناً أن إنشاء مشاريع سياحية عملاقة في العقير ومدينة صناعية ضخمة بسلوى تتطلب مواكبتها بمطار إقليمي، فضلاً عن أن المواطنين ورجال الأعمال يضطرون للسفر دائماً من مطارات البحرين أو الدوحة أو دبيوالدمام. وتساءل: "أليس هذا هدرا لأموال كان الوطن أولى بها؟ ألا يعيق هذا من حركة رجال الأعمال ويعيق نمو الاقتصاد والتجارة؟ وجود المحافظة بين قطر ودبي والبحرين يضعها في موقع منافس قوي أما مصطفى العبدالمحسن، الذي يملك مجموعة محال لبيع الورود، فيؤكد أنه يضطر لاستقبال شحنات الورد عبر مطار البحرين، أو من جدة إلى الدمام ثم براً إلى الأحساء، لافتاً إلى أن هذا الأمر يكبدهم خسائرهم في الوقت والمال، وداعياً إلى الإسراع في تشغيل المطار. وجهة سياحية مهمة ستضاعف نموها الرحلات الإقليمية مزايا ضاعت ويعود المهندس النعيم ليؤكد أن المنحى التصاعدي للتنمية في الاحساء عال جداً ويومي، لاسيما في القطاع السياحي، فهناك فنادق وشقق ومنتجعات كثيرة أُنشئت ومثلها في طور الإنشاء، وهذا يتطلب أن يواكبه مطار يحدث حركة سياحية حقيقية. وقال: "إن المطار هو الوسيلة الأكثر جذباً للمشاريع وللحركة التجارية، ووجود الأحساء بين قطر ودبي والبحرين سيضعها في موقع تنافسي قوي، فكان ينبغي منذ عقود تفعيل مطار إقليمي أو دولي في هذه المنطقة الحيوية اقتصادياً وتجارياً وسياحياً، إلا أن ما حصل هو أن دبيوالدوحة تقاستما حصص المسافرين والاقتصاد والتجارة، فضاعت الميزة النسبية التي تتمتع بها الأحساء المتمثلة في كثافة السكان والموقع الوسط بين دول المجلس، علاوة على ما تملكه من مقومات سياحية طبيعية وتراثية وجغرافية". الرحلات الاقليمية ستدعم التنمية ولفت إلى جانب إستراتيجي يتعلق بتوزيع التنمية، إذ إن تركيز جل المشاريع في المدن الكبرى كالرياض والدماموجدة يخلق أعباء ويشكل ضغطاً على الخدمات العامة والطرق والأمن والصحة، في حين أن إنشاء مشاريع مهمة كالمطارات والموانئ في المدن القريبة من المدن الكبرى من شأنه أن يخفف العبء عنها". أمانة المحافظة قفزت بالخدمات بشكل لافت دعم للسياحة والاقتصاد يؤكد رئيس لجنة النقل بمجلس الشورى الدكتور سعدون السعدون أهمية الإسراع في تشغيل مطار الأحساء إقليمياً ودولياً، نظراً إلى أهمية المحافظة على الصعيد السياحي والاقتصادي والتجاري، معتبراً أن الأحساء وجهة سياحية مهمة جداً وتشغيل المطار إقليمياً سيساعد على جذب المزيد من السياح والمستثمرين من الداخل والخارج. شاطئ العقير فيما نوه المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحية والآثار بالأحساء علي الحاجي إلى أن مستقبلاً سياحياً وصناعياً واعداً ينتظر الاحساء في العقير ومشاريع أخرى، ستسهم في إثراء الحركة السياحية والاقتصادية، ما يتطلب مواكبتها بنمو في عدد رحلات الطيران من وإلى الأحساء. علي الحاجي جاهز.. فلم التأخير ؟ أشار رئيس اللجنة السياحية بغرفة الأحساء عبداللطيف العفالق إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية أصدر موافقته على التشغيل الإقليمي لمطار الأحساء منذ منتصف شعبان الماضي، فيما أكد الدكتور السعدون أن معظم الجهات الحكومية أكملت تجهيزاتها من إمكانات مادية وبشرية للبدء في التشغيل الفعلي واستقبال الرحلات، وكان آخرها تعيين مدير لجوازات المطار في مؤشر على تسارع وتيرة العمل وقرب التشغيل الإقليمي، داعياً في الوقت نفسه إلى الإفصاح سريعاً عن أسماء الشركات التي ستسير رحلاتها من المطار. الدكتور السعدون وأكد رئيس لجنة النقل بالشورى أن الأحساء هي الموقع الرئيس لأعمال شركة أرامكو السعودية وهي بحاجة ماسة لتشغيل المطار إقليمياً لتسيير رحلاتها الداخلية والدولية، وستستفيد من تشغيل المطار لخدمة أعمالها وتسهيلها عليها كثيراً. بالأرقام مؤشرات كثيرة تعكس الحاجة الماسة لمطار دولي في الأحساء، إلا أن أبرزها يتمثل في أن 30 في المئة من الرحلات التي تخرج من مطار الدمام تباع تذاكرها في الاحساء، بينما يقدر مسافرو الخطوط القطرية القاطنون في الأحساء بنسبة تتجاوز 50 في المئة، علاوة على أن أكثر من 40 في المئة من ركاب الرحلات التي تقلع من مطار الدمام من الاحساء، و17 في المئة من المسافرين عبر مطار البحرين الدولي قادمون من الأحساء، وهذه الأرقام تعني خسائر اقتصادية يومية، فيما يشير إحصاء خاص بشركة أرامكو إلى وجود أكثر من ألف موظف يتبعها بحاجة للسفر أسبوعياً لمدينتي جدة والرياض. وكانت شركات طيران خليجية عدة كالقطرية، والعمانية، واتحاد الإمارات، والعربية للطيران، والسعيدة اليمنية، تقدمت لتسيير رحلات داخلية وإقليمية ودولية من وإلى مطار الأحساء، إلا أن نحو عام ونصف مضت من دون أن تُعلن أسماء الشركات التي ستقلع من المطار.