إن الأمن والاستقرار من أعظم النعم وأجلها التي ينعم بها الباري جل وعلا على من يشاء من عباده، فتزدهر الحياة وتتقدم الأمم، قال الله تعالى ممتنا على قريش: (لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). ولا يدرك أهمية هذه النعمة الا من فقدها، ونحن في هذه البلاد الطاهرة ننعم ولله الحمد بأمن واستقرار تفتقدهما كثير من البلاد، حتى أصبحت مضرب المثل في ذلك. وهذا يرجع الى تطبيق الشريعة فهي صمام الامان وهبة الله لهذه البلاد. حيث تحققت المعجزة على ثراها الطاهر، فإلى هذه البلاد التي خلت من الزرع وجف فيها الضرع، الى هذه الصحراء القاحلة يتجه الملايين من كل أصقاع الأرض طلبا للرزق تاركين خلفهم أرضا ذات جنات وعيون وزروعا وأنهارا. لا تتوطن الحضارات ولا يحصل التقدم ولا تتفتق قرائح البشر بالاختراعات والمنجزات الكبيرة إلا في ظل الأمن، حيث تأمن على مالك ونفسك وتأمن من الحيف والظلم ولا تجد نصيرا، قال صلى الله عليه وسلم: (لا قُدّستْ أُمّة لا يأْخُذُ الضّعيفُ فيها حقّهُ غيْر مُتعْتع). إن أمن واستقرار الوطن دائما هما من الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها في كل حال من الاحوال، كما ينبغي القول ان الحرية والعدالة والمساواة ايضا من عوامل ترسيخ الامن وضمان الإستقرار. ومن الحقائق الجلية انه لا يمكن تحقيق الامن على ارض الواقع الا اذا تكاتف المجتمع بكل اطيافه، وذلك من اجل هذه اللحمة الوطنية وهذا ما نجده من هذا الشعب العظيم في بلاد الحرمين الشريفين. ومن مبدأ المواطن هو رجل الامن الأول فأنا احيي كل المواطنين الشرفاء واحيي رجال الامن الساهرين على حماية الوطن. وفي النهاية اقول امن الوطن هو ركيزة اساسية لبقائه وان في بلادنا ما دامت تطبق الشريعة ستظل عصية على كل محاولات الاختراق ما دام هذا الشعب واعيا ومدركا لما يدور حوله ومدركا لطبيعة الاهداف الشريرة التي تجد من يداري عليها او يغطيها وستظل ايضا كرامة المواطن اولا واخيرا مصانة ومقدرة واحترامها ان يقدم على كل الاهداف والتطلعات الخيرة.