أكد نائب رئيس جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية جعفر الصفواني بأنه لا يمكن أن يتم استزراع نبتة القرم (المانجروف) على السواحل التي تم ردمها أو تجريف التربة فيها، كما أنه يستحيل الاستزراع في مناطق جديدة لتعويض ما تم خسارته من غابات المانجروف وذلك بسبب أن المواقع الأصلية تتمتع بمكونات وخصائص في التربة هي هبة من الخالق عز وجل وتقدر ب 25 عنصراً ولا يمكن إعادة تصنيعها او تجميعها في مواقع أخرى، مشبها ذلك باستحالة التخصيب بعد انتزاع الرحم، مطالبا بأهمية تطبيق القرارات السامية القاضية بالمحافظة على السواحل وعدم ردمها للإبقاء على ما تبقى من غابات القرم لحماية الحياة الفطرية والثروة السمكية. جعفر الصفواني وذكر الصفواني ل"الرياض" بأن التجارب التي قام بها مختصون في الحياة الفطرية وعلى مدى 30 عاما من حدود دولة قطر إلى حدود دولة الكويت لم تحقق أي نجاح يذكر بل سجلت فشلا ذريعا، فيما استطاعوا ان ينجحوا في الاستزراع فقط في المواقع المصاحبة لغابات المانجروف الطبيعية كما حدث في شاطئ رأس تنورة والمعروف بخليج تاروت. وأشار إلى أن حملات الجهات المهتمة في استزراع المانجروف والتي تمت في مواقع مجاورة للغابات الطبيعية ستحتاج لمئات السنين لتحقق النتائج المرجوة، لذلك استشعرت الحكومة خطر ردم البحر وغابات المانجروف منذ عام 1403ه، وأصدرت قرارات صارمة للمحافظة على البيئة ومنها قرار 1419ه القاضي بابتعاد السكن عن الساحل بمسافة 400 متر على الأقل والتشديد على منع أي ردم للساحل حتى وان كان لضرورة أمنية، وذلك لكون 80% في من الحياة البحرية تبدأ من الساحل والمياه الضحلة المليئة بالغذاء الطبيعي المساهم في دورة الحياة الأولية للكائنات البحرية وباعتباره موطنا للمبايض وحاضنا لليرقات إضافة لكونه المسكن الآمن لبيض الأسماك والكائنات البحرية، لذلك يشكو الصيادون حاليا من ندرة الأسماك بعد ان تقلصت مساحات أشجار القرم التي تعتبر من أهم النباتات الساحلية المتواجدة في مناطق المد والجزر والتي تعتبر نظاما بيئيا جيدا ومتكاملا وغنيا بالحياة يقوم على توفير سلسلة غذائية متكاملة لا تتواجد إلا في بيئتها لتؤمن التنوع الكبير للكائنات الحية الدقيقة والطحالب والفطريات والرخويات والديدان إضافة للقشريات وصغار السمك، وهو ما يشجع الكائنات البحرية على الاستيطان فيها وتحويلها لمناطق حضانة لصغار الأسماك والربيان.